من الذي سيتحكم بـــ (صناديق الاقتراع) ؟


 يقول احد الحكماء الشرقيين : إفشاء السر الشخصي أحيانا قوة ! , والحال هكذا , فاني لا أجد حرجا من إفشاء سر بشخصي , فعندما كنت صغيرا كنت أخاف من (الصناديق المغلقة) , وربما يشاركني الكثيرين هذه المخاوف , وبصراحة مطلقة بقي خوفي منها حتى هذه الأيام , لا بل اخذ إشكالا أخرى متعددة , لكن الخوف من الصناديق المغلقة اخذ الطابع الموقفي أي حسب الموقف وحسب الحالة .

ففي الظروف التي نمر بها هذه الأيام والتي تسمى بالربيع الأردني , نعيش أجواء الانتخابات البرلمانية , وأعتقد أن الجهات المعنية ستتعامل بحساسية عالية مع صناديق الاقتراع (الصناديق مغلقة) , فهذه الصناديق أو بصورة أدق نتائج ما بداخل هذه الصناديق , سيترتب عليها فيما بعد دخول أشخاص (نواب) لقبة البرلمان ليساهموا في رسم وصناعة السياسات الداخلية والخارجية للأردن , وهذه ما يسميه البعض بمستقبل الأردن الحديث .


اقسم لكم بالله : أن ما سيوضع بداخل صناديق الاقتراع أمانة عظيمة سنسأل عنها يوم الفرز الأكبر يوم القيامة , كيف لا ومستقبل الأردن سينطلق من صناديق الاقتراع أذا جاز التعبير, والسؤال المطروح هنا من الذي سيتحكم بما هو داخل هذه الصناديق ؟ سيجيب البعض جوابا متسرعا متهورا ( الحكومة ) وهذا ظن من البعض و(إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) , أقولها بصراحة ودون مجاملة الذي سيتحكم بما هو داخل هذه الصناديق نحن ونحن فقط , ونحن تفيد هنا جميع افراد المجتمع الأردني الذين رغبوا في المشاركة .


نحن الشعب الأردني ولدنا وسنموت أحرارا , وكل فرد منا حرا طليقا يختار الأفضل دون تأثر أو تأثير بالآخر , لان بحرية الاختيار الصحيح سيتشكل مستقبلنا ومستقبل أطفالنا , وبحرية الاختيار الصحيح ستتم الإصلاحات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي أصابها شيء من التشوهات التراكمية , لأسباب عديدة من أهمها ما وضعناه (نحن) في الصناديق المغلقة (صناديق الاقتراع) في المرات الماضية , بمعنى اختياراتنا السابقة .


لن نقف حائرين أمام صناديق الاقتراع , ولن نتردد في حسن الاختيار , ولن نقبل بمبدأ الفزعة , سنتحكم نحن بما هو داخل صناديق الاقتراع , من خلال تحكيم الضمير الذي نرفض بيعه أو تأجيره , فالوطن يتوقع منا صناديق نظيفة شريفة , صناديق خالية من أصابع الاتهام , صناديق تشهد لنا في الدنيا والآخرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات