الربيع الأردني تأخر ولم يبدأ


لا أعتقد بأن المجتمع العربي والدولي يسعى إلى إيقاف القتل والتدمير وهلاك النسل والحرث في سوريا العروبة بكل جِد وحقيقة، فبينما يترنح المجتمع الدولي في مشاكلة الداخلية متناسياً الدور المركزي والمحوري في القضية الفلسطينية والقضية والسورية، تاركاً الباب مفتوحاً على مصراعيه لتحديات الداخلية والخارجية ،وعبث الأيدي الخفية من خلف الكواليس بمصير الأمة العربية الإسلامية المستكينة لِما حدث في فلسطين وسوريا .
وهنالك من يصرح من جهابذة الفكر، والأعلام المعروفين في الأردن بأن الربيع العربي قد بدأ في الأردن قبل ما أن يبدأ الربيع العربي في الدول الشقيقة ، قد لا أتفق مع دولة المفكر لأن الربيع العربي لو كان قد بدأ ما وصلنا إلى الحضيض ولما بيعت مُقدرات الوطن بأبخس الأثمان لشركات أجنبية أوربية ولما تنفذ المتنفذون في ازدايد الفقر فقراً وازدياد الثري ثراءً، بسبب استشراء الفساد في مؤسسات الدولة الأردنية، ولو أن الربيع العربي قد بدأ منذ زمن لحققنا بعض الإنجازات على الساحة السياسية ولما ضاع حق الأردنين في مياه اليرموك ولا ننسى أرض الباقورة التي استئجرت للكيان الغاصب بمجرد حبر من ورق فقط .
لو أن سبقنا العالم العربي في الربيع لما تم تزوير مجالس البرلمان السابقة ولما عُقدت إتفقيات من تحت الطاولة ، وإن مشكلة الشعب الأردني بأنه مثقف ويعلم ويرى ويعرف!....
على أن لا يبرر أو يفسر صمته إلى عجز أو ضعف أو أمنية وجدان لتراب الأردن .
إن حال الأردنين اليوم تدعوا إلى اليقضة من كافة الجهات أو القطاعات الرسمية للتآمل بوضعه المأسوي الذي أصبح يستجدي العالم لقوت يومه الذي أنهكه الفساد وسوء إدارة توزيع الموارد المالية، بينما هو عائم على بحر من النفط ولكنه محرم عليه؟ ومباح للفئة الضالة ممن يدعون الوطنية ومكافحة الفساد وهم ينحرون الوطن من الوريد إلى الوريد الذين شغلتهم المناصب ويعتقدون بأن مالهم وقصورهم ستغنيهم عن محاسبتهم من قبل الشعوب الثائرة داخلياً ولم تلقي بعد بحممها البركانية وتنتظر ساعة الصفر في ظل الأستمرار على نفس النهج الذي يسير في الأمة نحو الهاوية .
إن من باع ومن قبض معروف، والخطب الرنانة والشعارات البراقة لم تعد تسعفه من الغضب الشعبي العارم الذي ينتظر الإشارة لمرحلة البداية .
إن الربيع لن يأتي من خلال الترقيعات الدستورية، ولن يأتي من خلال الصوت الواحد، ولم يأتي من خلال الإختيار الخاطئ في الأختفاء خلف القبيلة والعشيرة بل سيأتي الربيع عندما نعقل بما لنا وما علينا في استنهاض الهمم نحو القمم، وكشف اللثام عن حقيقة اللئام .



















تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات