قرش العيد أحمر


 كم جمّعت عيدية في أول يوم، سألت جبر ... هذول، مد يده لجيبة وطال كمشة فراطة، عدّيناها، طلعو أربعة واربعين قرش تماما مثل عدد الدرجات التي كنت اعدها شي ثلاثين أربعين مرة في اليوم طالع نازل. وين رايح يمّا، عند جبر ... من مين جاي يمّا ... من عند جبر، لدرجة قالتي لي أمي مرة، ما تسكن عندهم أريحلكم ... قلتلها، يا ريت، أقل ما فيها بخلص من روح وتعال يا جبر.

الأيام التي تسبق العيد كانت عجقة فتحضير المعمول بيخذ وقت، وكانت الجارات تجتمع لتجهيزة. أم عدنان المورلي كان من عندها فرن الكهرباء المدور، قوالب الخشب من عند أمي والباقي من عند أم جبر ... سيدة الموقف. إشي بجوز وإشي بعجوة وأنا كنت وما زلت بحب الكعك بعجوة. وكعك العيد لا يحلو إلا برشة السكر المطحون وما ألذه طازج، وحين تشرب معه رشفة شاي تمتلك الدنيا وما فيها.

حكايتي مع الأضحية قصتها طويلة ولكنهم منعونا إحنا الصغار نشوف الذبح، ولكني رأيت الخروف معلّق من عرقوبة على المعرّش، وبذكر أنه طاهر، وكان بيشغل رسام هندسي في أمانة العاصمة، كان يأكل الكِبدة نية.

كان من ضِمن كمشة الفراطة قروش بتلمع وقرش مصدّي وثلاث قطع فضية من أم القرشين وأربع شلونة. أبي أعطاني ورقة عيدية وما قبلت وطلب مصاري بتخرخش، وأنت قديش جمّعت، سألني جبر. مديت يدي عالجيبة واخرجت كمشة فراطة ورجعتها بسرعة حتى لا أدخل في إحراج لأنه شكلها أقل من كمشة جبر. ولتغيير الموضوع قلت له، شو رأيك أعملك سحر، قال كيف. ذهبنا إلى الدرج المؤدي للبستان بجانب درج دار أبو عماد وكان هناك بقايا رمل صويلح وأخذت أفرك بالقرش المصدي بالرمل مع شوية لُعاب، فصار القرش بيلمع مثل باقي قروش جبر. فنجر جبر عيونة وقال ... والله إنك ساحر. من هذاك اليوم فهمت شو كان بقصد أبو جبر بكلامة فكان يقول: حَمد بيلمعو فيه ... كيف بيلمعو بزلمة سألت حالي ... بلكي بيحطوه في جاط كبير وبفركوه بالرمل صويلح. ولكن أبو جبر كان معروف بالبلد وكلامة موزون وانسجن في الجفر لسنوات وكانت الناس رايحة جاي لعنده.
لباس العيد كان بنطلون بجيبة ربع دائرة وطوّل ماهر الخياط حتى فنّشة واستلمته ظهر يوم العيد تقريبا. الكندرة سوداء برباط ظليت أشمّ فيها طويلا ولكثر خوفي عليها نيّمتها تحت المخدة ... آه والله.

كنّا نحاول نحتفظ بالعيدية لأطول مدة ممكنة، حتى تخرخش بالجيبة، ولكن مغريات دكان أبو الكايد سرّعت في نقصانها شيئاً فشيئاً. الفتيش كان صغير وكل واحدة بقرش، نولعها ونرمي على السيارات ونهرب. وقمة المتعة عندما طلبنا قنينتين ببسي كل واحدة بقرشين فضيات. كان هناك مفتاح قناني مربوط بحبل ومعلق على الطاولة، وكنا بنتفنن في فتح القنينة حتى تطّقع (تطلع صوت) ونتلذذ بالحرقة في الأنف من غازات البيبسي. هي تفاصيل صغيرة ولكنها كانت تبقينا منشغلين في أول يوم العيد وثاني يوم بتكون الملابس مطبّعة زيت وثالث يوم العيد بنرجع للملابس القديمة، وكل عام وأنتم بخير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات