الأمير الحالم .. في ضيافة حماس


قام أمير قطر الأمير الباحث عن الأمجاد الوهمية والبطولات الزائفة بزيارة مخالفة لأصول الأعراف السياسية ولبروتوكولات الزيارات الدبلوماسية المعمول بها وذلك من خلال زيارته إلى قطاع غزة حيث تعد هذه الزيارة وبهذا الشكل وإن حاول البعض إظهارها على أنها كسر للحصار المفروض على قطاع غزة إلا أنها كانت دافعاً لتكريس وتعزيز الانقسام الفلسطيني كون أن هذه الزيارة تؤكد على أن قطاع غزة قد أصبح له حكومة منفصلة عن الضفة الغربية وكأن هذا الأمير الحالم يزور جمهورية اسمها غزة فيقدم لها المنح ويعقد الصفقات مع الفصيل المسيطر عليها 

عجيب من البعض محاولة إظهار الزيارة على أنها كسر للحصار والمعابر كلها لا تزال مغلقة فأي حصار كسر في ظل هذه الزيارة ؟ وإن كان البعض يتحدث عن الملايين القطرية التي قدمت لغزة في هذه الزيارة فهي مجرد وعود والمال وحده لن ينفع في ظل وجود الحصار الخانق على دخول مواد البناء وغيرها من مستلزمات الحياة وبالتالي كيف سيتمكن الأمير الحالم من بناء مدينة سكنية في ظل منع إسرائيل لدخول مواد البناء ؟ أم أن الأمير الحالم عقد اتفاقاً مع الجانب الإسرائيلي يسمح بمرور مواد البناء كون أن مواد البناء والبضائع التجارية لا تدخل إلا من خلال المعابر الموجودة على الجانب الإسرائيلي أما بالنسبة لمعبر رفح فهو مخصص وفق اتفاقية المعابر لعبور الأفراد لا البضائع التجارية أو مواد البناء

لم يقل لنا الأمير الحالم كيف سيدخل مواد البناء إلى قطاع غزة أم أن الأمر سيترك للتهريب من خلال الأنفاق مع مصر ؟ إن الأمير الحالم يقدم المال القطري وهو يعلم بأن إسرائيل لن تسمح بمرور أي مادة تساهم في إعادة إعمار غزة لكن في الحقيقة نرجو منه أن يستخدم علاقاته المميزة بإسرائيل لتسهيل عملية دخول مواد البناء لغزة وإن فعل سنقول له حينها شكراً وأدام الله علاقاتك المميزة مع إسرائيل

لكن في الواقع ما نأمله من هذا الأمير الحالم الباحث عن الأمجاد أن يقدم خدمة جليلة للقضية الفلسطينية وذلك من خلال بذل الجهود المباركة في لم الشمل الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس أليس هو من دفع الملايين في السابق من أجل الجمع بين الفرقاء اللبنانيين فجمع بين تيار المستقبل وحزب الله اللبناني في اتفاق الدوحة والذي أسفر عن الثلث المعطل الذي مكن حزب الله من إسقاط حكومة سعد الحريري ثم سيطرة حزب الله على الحكومة الحالية

نريد من هذا الأمير الحريص على المجد أن يجمع الفرقاء الفلسطينيين لديه في الدوحة ويجمع كلمتهم بدلاً من القيام بأعمال تباعد بين الصف الفلسطيني ففلسطين ليست غزة وحدها بل هناك الضفة ناهيك عن فلسطين التاريخية فما بال هذا الأمير يقدم المال لغزة ويتحدث عن معاناة أهل غزة وكأن الضفة وأهلها في نعيم فأين المال القطري في الضفة ؟ نعم قد يخاف هذا الأمير من اللصوص في السلطة الفلسطينية وقد يخاف من ضياع المال لكن ذلك لا يمنع من تقديم المال على أن تشرف الحكومة القطرية بنفسها على تنفيذ المشاريع في الضفة فلماذا لا يحصل ذلك أم أن الضفة ليس فيها فلسطينيين ؟

إن فلسطين كل فلسطين تعاني من نير الاحتلال ولذلك من العار أن يحاول البعض استخدام القضية الفلسطينية أو معاناة غزة وحصارها لكي يغسل الدرن الذي علق به فالقضية أعظم من كل هؤلاء والشعب الفلسطيني أكبر من أن يستغله البعض للحصول على مجد زائف وبطولة فارغة فالكثيرون تسلقوا القضية الفلسطينية بحثاً عن الصيت والسمعة لكنهم الآن في طريقهم إلى مزبلة التاريخ

كنت أتمنى من قيادات حماس أن ترفض زيارة هذا الأمير الحالم كونها تدرك غايات هذا الأمير من الزيارة لكن مما لا شك فيه بأن المال القطري له بريقه كذلك سعي حماس الدؤوب للحصول على اعتراف رسمي بها في غزة كان له الدور الأبرز في حصول هذه الزيارة ومع ذلك فإن على قيادة حماس أن تهتم بالكل الفلسطيني وأن تنظر إلى القضية الكلية وأن لا تسير في ركب من يغرس بذور الفرقة ليصنع بطولة له فالقضية أهم من المال والوطن أهم من كرسي الحكم لذا لا بد من لم الشمل ووحده الصف وهذا الكلام بلا شك موجه أيضاً إلى قيادات فتح وإلى كل الفصائل فالوطن أهم من الفصائل والقضية فوق الجميع ...

الكاتب : إياد حماد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات