وطن أضحى بحجم رغيف خبز


نشتاق لرائحة رغيف الخبز المشروح باتساعه ..حقاً كان كذلك ولرغيف الخبز المخبوز في الطابون تعجنه ايدي الامهات الطاهرات , لكن في هذا الزمن المقزّم قُزّم ايضاً رغيف خبزنا حتى أضحى بمساحة الكف, وقيل ان حرّاثاً كان فطوره عشرة أرغفه من ارغفة ذلك الزمان فلربما اليوم يحتاج الى خمسين رغيفاً او اكثر..بتكرار تشكيل الحكومات ورفع الضرائب وخفض الدينار لربما نصحو يوماً لنجد ارغفة خبزنا بحجم حبات الكعك شَبهاً باستدارتها لا وزنها فحسب او البسكويت فهل ذلك الزمان ببعيد؟؟

كان الوطن فضاءه رحباً واريافه تنتج ولا تحتاج لا القمح ولا الخضار, بواديه تعج بالخراف والحليب والسمن والجميد وبيض الدجاج البلدي,,مدنه نظيفه تزهو بثوب الحضارة حيث الشوارع الواسعه والارصفة النظيفه والاشجار الوارفه, يتطلع اليها ابناء الارياف والبوادي يفخرون بالانتماء لهذا الوطن..حتى اضحى فيه من كل قطرٍ أغنيه يعج بالغرباء ممن استأسدوا على اقتصادنا ودينارنا فغسلوه حتى كشْ,, اصبحنا كما الهنود الحمر غرباء في وطننا (وياما حنشوف )ما هو ليس بالحسبان ما دام رجالنا ممن يتولون المسؤوليه هم ذكور فحسب,,جُل همهم جمع المال حتى لو كان من جيوب الفقراء..

اعتقوا فقرنا .. واعتقوا رغيف عيشنا..أمنكم من أمننا فلا يكون منّه,, نحن كما انتم مواطنون في هذا البلد لنا ما لكم وعلينا ما عليكم , لا كما تحسبوها أنتم بموازينكم لكم اضعاف ما لنا وليس عليكم للوطن من حقوق..خبزنا قد جف كما ضمائركم, ومائنا عفيف,, قطرات ننتظرها برغم غيث السماء وامتلاء السدود,أليس ذلك ظلمٌ كما ظلمات نفوسكم وضمائركم..ففي ظُلمة القبر ستخضعون للسؤال..

كان يُقال في الاردن بلد المهاجرين والانصار حتى أضحى يغص بالمهجّرين من كل الاصقاع ولم يعد فيه انصار, فمدارسنا لا مكان فيها لابنائنا ومشافينا حدث ولا حرج , شوارعنا لم تعد تكفي اتساعاً للسيارات التي تحمل ارقاماً غير اردنيه او اردنيه بشراء الجنسيه منحها لهم من هم قابعون في السجون,,بيوتنا عوره امام قصورهم وفللهم,,فهل نعود الى رشدنا وننتزع الحقوق الممنوحه لغيرنا لنحترم وجودنا وانسانية مواطننا بعدما تاه بين الحاويات او على ابواب المساجد يستجدي قوت اطفاله..لنرحم ضعفهم بأن لا تقترب الحكومة من رغيف عيشهم الذي يبللوه بالشاي طعاماً لاطفالهم, ولا من سعر صفيحة الكاز التي يشتروها باللتر اقساطاً..لدرء برد الشتاء.كل عام والوطن بخير وانسانه من القابضين على جمر المواطنة والولاء..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات