كرافانات الزعتري مقدمة للاستيطان بشرق الزرقاء


 يقول خالد الذكر وصفي التل مندداً وشاجباً ومستنكراً في احدى خطبه رداً على بعض المتنفذين الذين يبررون العمالة اذا ما اكتشفت وافتضح امرها بالخطأ الاداري العادي والوظيفي العابر : " عندما يتعلق الامر بالوطن ,فلا فرق بين الخيانة والخطأ , لان النتيجة في كلا الامرين واحدة".

فبالامس خرج علينا بعض المسؤولين بتصريح ظاهره انساني بحت , وباطنه يمثل مقتلا للاردنيين , مفاده ان الاردن بحاجة الى 16 الف كرفان فوري لمخيم الزعتري, رغم علمه الاكيد بان ذلك امر صعب التحقيق ,وتعجز عن تحقيقه دولا كبيرة تفوقنا عددا وامكانيات .

متسائلين لماذا لم تطالب بذلك تركيا ذات الامكانات العالية مقارنة بالاردن, ورغم أن الطقس فيها يفوق الاردن برودة بعشرات المرات؟, فهل اراد هذا المسؤول من تصريحه إيجاد مبرر انساني جديد لتحويل اللاجئين الجدد للاستيطان في مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز في شرق الزرقاء, فالمعلومات المتوفرة تشير الى وجود شقق فارغة باكثر من عدد الكرافانات المطلوبة في التصريح الاعلامي للمسؤول غير المسؤول.

قبل اكثر من سنة وفي بداية الحرب الاهلية في سوريا كنت قد تطرقت في مقالة تحمل عنوان " احذروا تفجير القنبلة الديمغرافية السورية على الارض الاردنية " ,حذرت فيها من أن تلك الحرب قد تحمل مخاطر تفجير القنبلة الديمغرافية المتمثلة بتهجير فلسطينيي مخيم اليرموك في سوريا و ومخيمات لبنان الى شرق الاردن في الزرقاء وشمالها في مناطق المفرق , لتكون متزامنة مع حرب في غزة يتم فيها طرد سكانها الى محافظات الجنوب بحكم الجغرافيا تمهيدا لاستكمال حلقات تنفيذ مخطط الوطن البديل على حساب الشعب الاردني الاصلي الذي بات يشعر هذه الايام بأنه غريب في وطنه.

فلا ادري لماذا في كل قضايا المنطقة العربية يكون الاردن دائما هو الداء والدواء , فيكون الحل في النهاية على حساب ارضه وشعبه, وكأن هناك من يخطط لطرد الاردنيين من ديارهم ارضاءً لبني صهيون وإنجاحا لمخططاتهم, واستنكارا لدماء وارواح الشهداء الاردنيين من اجل غايات ومطامع دنيوية.

فعلى الاردنيين ان يتذكروا ويتعلموا من اليهود كيف يحبون اوطانهم ويدافعوا عن ارضهم , فقد قامت مجموعة من اليهود المتحيزين لاسرائيل الارض والعقيدة , بزيارة الى قبر وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق ابان حرب اكتوبر عام 1973 " موشيه ديان", فبالوا عليه وحطموا شاهد اسمه, رغم انهم يعلمون أنه كان قائدا عظيما في حربه ضد اعداء اسرائيل , هكذا فعلوا بأحد اهم رموز اسرائيل على مر التاريخ ليس لانه خان اسرائيل , بل لان الحقائق التي تكشفت بعد الحرب تثبت ان هناك ثمة تقصير منهم فيها.

فهل تعلمنا من اليهود كيف يكون حب الاوطان والخوف عليها ؟.

وقفة للتأمل :" ما يجري في سوريا هو مؤامرة دولية بإمتياز يراد منها استكمال تهجير الفلسطينيين في مخيم اليرموك الى الارض الاردنية , فلا تصدقوا بأن اسرائيل توافق على العبث بالدولة السورية او اللبنانية وإحضار تنظيم القاعدة الى حدودها ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات