الخريف العربي والفكر السياسي


إن تساقط الأنظمة العربية المستبدة التي جثت على صدر الأمة العربية ردحاً طويلاً من الزمن ، ما هو إلى دليلاً شاهداً على رفض المجتمعات العربية سياسة الذُل والخنوع لمن يَدعون الحكمة والوقار . 
إن ما يجري الأن في سوريا الشقيقة وسيول الدماء والتنكيل والتدمير، والعواصف التي عصفت بمواطينيها خارج حدود سايكس بيكو من قبل دول الإستعمار .
ما هو إلا شاهد حقيقي على مدى عمق تأثر وتفاعل الفكر السياسي العربي الجاد والهادف إلى الإزدهار والتنمية السياسية العربية الموحدة ، والخروج من قمقم التعليم والتعلم والتدريب إلى ميدان القتال والحرب ، جاء هذا الفكر نتاج أدواته المختلفة، من وسائل الإعلام والإتصال المسموعة والمرئية والتعلم بكافة مجالته والتفكر والتدبر في صياغة الأهداف الحقيقة لإزالة العوائق وللتقدم والإزدهار .
بدأت الأن حركة التاريخ العربي في صعود مستمر من جديد ، ولا يوجد مجال للنظر إلى الخلف أو التراجع ، بعد ما تجاوزت الأزمات الرئيسية في السلوك والتخلف والفاعلية وبعدما اكتشفت الشعوب الخطط الإستراتيجة لحُكامها بكشف حقائقهم المزيفة وتعريتهم أمام العالم بالتواطىء مع حكام الغرب والكيان الصهيوني وعصابات الإجرام المختلفة .
الأمة العربية لديها موارد وإمكانات ضخمة فهي تملك البترول كسلعة استراتيجية حاكمة للتطور العالمي على مدة قرن من الزمن على الأقل، ولديها الثروة ولديها الموقع الاستراتيجي ولديها طاقات وإمكانات بشرية كبيرة ولديها سوق متسعة.
ولكنها كانت تفتقر إلى عامل مهم وهو القيادة الملهمة في تسخير الموارد الطبيعية والبشرية لتحقيق الإرادة الفولاذية والنهوض نحو الأهداف الحقيقية لزوال الكيان الصهيوني المتغطرس ، الذي ساهم بشكلٍ أو بأخر في افتعال القلاقل والفتن بين الدول العربية الإسلامية وانشغالها ببعضها وعدم التفكير بالمحور الرئيسي المُصدر للفتنة والعبث في الفكر العربي من خلال منظومة القيادات العربية المشتركة في عملية التزوير وطمس الحقائق وتقديم خدماتها المبطنة للعصابات والمتنفذين .
إن الثورة الشعبية العربية والتطورات في الوطن العربي في الوقت الراهن لا تسير في صالح الولايات المتحدة و(اسرائيل)، وإنما خلقت مناخاً عربياً تجلت فيه روح الوحدة العربية والأفكار القومية ووجوب مواجهة الأنظمة البائدة والمستبدة والمساندة للكيان الصهيوني ومن أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وضد الاحتلال والتبعية.
فما هو قادم يبشر بربيع عربي وذلك بالعودة إلى المنهاج والسنة فلا تنقص الموارد البشرية الهائلة في الوطن العربي إلا القيادة الحكيمة نحو رفعة الأمة وازدهارها .

ابراهيم ارشيد النوايسة 
Abosaif_68@yahoo.com 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات