حكومات الإبتلاع وحكومات تخميد الأوجاع


مرّ على الاردن حكومات ضربت الرقم القياسي في العالم بعددها, اغلب رؤساءها تطاحنوا وتعاركوا ووقفوا موقفا مشددا من الإعلام باستثناء عدد اصابع اليد الواحدة وقفوا موقف المتفرج منه , ولا ندري ما السبب : هل هو الخوف من مواجهة الإعلام لضعف في شخصياتهم ؟ , أم هو الخوف من فضح أمر غامض قاموا به أو سيقوموا بتنفيذه ؟.
أياً كان هو السبب , فالاردني الحر لا يخاف من قلم ثمنه ربع دينار , ولا يخشى شاشة تعرض الاخبار لانه واضح يعمل في وضح النهار , فالذي يخشى الإعلام هو جرذ لا يجيد السباحة إلا في المستنقعات لكي لا يرى.
فالأمانة الموضوعية تقتضي ان نقول لدولة الرئيس الجديد اننا عرفناك مقاتلا شرسا بالدفاع عن قضايا الوطن واهله , لا تهادن في ذلك تحت أي مبرر ومسوغ , وعرفناك نظيف اليد سليط اللسان على من يقف ضد الاردن وأهله .
هذا املنا بك يا دولة الرئيس الجديد, واننا إذ نتمنى لك التوفيق في المهمة الصعبة , فإننا نمني النفس أن تسجل لسفر الاردن الخالد أن هناك رئيسا واحدا من غير وصفي وهزاع وعبد الحميد انتصر لقضايا الاعلاميين الذين ما لم يكونوا يوما عبئا على الوطن , كما يعتقد اصحاب الاجندات الخفية المخفية على الساحة الاردنية , بقدر ما كانوا عونا للوطن ولسياسة الشريف الذي يعمل تحت اشعة الشمس .
يا دولة الرئيس خيمة الاعتصام الاعلامية تنتظر وصولك اليها وزيارتك لها لرفع الظلم عن المواقع الالكترونية , التي يجب كف اليد الحكومية عنها ,مع مراعاة اننا معكم في ضبط التعليقات الجارحة والاخبار التي تغتال الشخصية دونما سند او اثبات , هذا ما ينتظره الاعلاميون من شخصية اردنية سياسية لطالما اتسمت بالثبات في مواقفها, وفي الخوف من الله في أعمالها.
فهيا يا دولة الرئيس الى تحقيق هذا الانجاز الذي يتطلب منك السباحة في بحر الوطن لكي لا يقال عن حكومتك غدا انها حكومة هامشية جاءت لتخميد اوجاع الاردنيين ليس إلا , وغادرت بخفي حنين دون ان يذكرها التاريخ .
فالاعلام يا دولة الرئيس من اهم السلطات التي تخدم الوطن اذا ما كانت وطنية الطابع والنفقات , فلقد سجل التاريخ الاردني ان هزاع المجالي عندما شكل حكومته الثانية عام 1959 واراد تأسيس هيئة اعلامية , صبر وتريث طويلا حتى وجد شخصية اردنية قوية ثابتة المواقف , فوقع الاختيار لهذه المهمة الشاقة على وصفي التل ليكون مديرا للتوجيه الوطني, وعندما شكّل وصفي التل حكومته الثالثة تعلم من معلمه هزاع المجالي فتريث حتى وقع الاختيار على ذوقان الهنداوي ليكون وزيرا للاعلام , ليخلفه في حكومته الرابعة عبد الحميد شرف , الذي سار على نهج هزاع ووصفي عندما شكل حكومته فاختار سعيد التل لمثل تلك المهمة, هكذا يتعلم الاشراف من الشرفاء معنى حب الوطن والحرص عليه والخوف على مقدراته.
يا دولة الرئيس الجديد من استشهدنا بهم سابقا رؤساء حكومات غادروا الدنيا وبقي سجلهم التاريخي والوظيفي ناصع البيان يتداوله شرفاء الاردن كلما اسوّدت الدنيا أمام اعينهم, فلقد سئمنا كل الحكومات المتعاقبة التي تشكلت منذ عام 1971 وحتى اليوم , لانها في الغالب تكون إما حكومة إبتلاع, أو حكومة تخميد اوجاع.
فهل خذوت حذوهم واستقدمت للاعلام الاردني مَن هو مؤثر وصاحب إنجاز وفكر ,وأقتفيت آثارهم لعلك تكون الرابع من بين رؤساء الحكومات الذين يذكرهم التاريخ بمداد التقدير , وكانت قراراتهم الاعلامية وطنية الطابع والابعاد؟.

وقفة للتأمل:" فليتذكر عبدالله النسور انه يقطن بأرض محافظة تضم الالاف من الصحابة والتابعين, وليس ببعيد عن بيته طيب الذكر الخالد وصفي التل, فالشرفاء هم مَن يصنعون التاريخ ولا يقبلون أن يصنعهم أو يشّكل شخصياتهم التاريخ ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات