أكذوبة المؤامرة الكونية


يحاول أنصار حزب البعث السوري وأدعياء القومية العربية الزائفة والمقولبة على الإطار الفارسي الإيراني الدفاع عن جرائم بشار الأسد بزعم أن النظام الأسدي يتعرض لمؤامرة كونية تقودها أمريكا وإسرائيل حيث أنه في نظر أولئك هو النظام الممانع الذي وقف في وجه إسرائيل وكان سنداً حسب زعمهم للمقاومة

ولنا أن نسأل هؤلاء هل تحرير سوريا من الشعب السوري هو السبيل الوحيد لتحرير القدس والجولان من أيدي الاحتلال الإسرائيلي ؟ وهل دعم المقاومة ومحاربة إسرائيل يتم من خلال قصف الأحياء السكنية في دمشق وحمص وغيرها وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري؟ وهل قصف المساجد ومنع إقامة الصلاة والجمع مما يرهب إسرائيل ؟ وهل قتل وقمع وإذلال الشعب السوري جزء من المقاومة ؟

قد يدافع هؤلاء بأن من يقوم بقصف الأحياء السكنية هم عبارة عن جماعات مسلحة لكن يدرك كل عاقل بأنه لا أحد يمتلك الطائرات الحربية في سوريا غير نظام الأسد فهل أصبحت الجماعات المسلحة تمتلك الطائرات الحربية أيضاً ؟

وبالطبع القصف شمل أيضاً إطلاق المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون بل واستخدام راجمات الصواريخ ضد المناطق السكنية وهي أسلحة لا يمتلكها غير كتائب الأسد كل هذا وغيره يحدث وسيحدث في سوريا وسنرى سقوط مئات الضحايا السوريين ومع ذلك سنجد أن أدعياء القومية والعروبة المرتمية في الحضن الفارسي لا يزالون يتحدثون بعقلية المؤامرة لكن أليس من الغريب أن الغرب إلى الآن لم يتحرك بجدية لتنفيذ هذه المؤامرة الكونية وإسقاط نظام الأسد على غرار النظام الليبي ؟ فما سر ذلك ؟

لقد شاهد العالم في السابق كيف أن الغرب سارع لضرب نظام القذافي لحماية الليبيين من مجازر النظام ولقد شاهد الجميع كيف أن أمريكا أسقطت نظام صدام حسين في العراق على الرغم من عدم حصولها على موافقة مجلس الأمن وفي الحالة السورية رأينا كيف أن الناتو أعلن منذ بدء الثورة السورية أنه لن يتدخل عسكرياً في سوريا كما إن الرئيس الأمريكي أعلن صراحة أنه لا يريد التدخل العسكري في سوريا ورأينا المهلة تلو المهلة تقدم لبشار الأسد لكي يتمكن من القضاء على الثورة فهل كل هذا جزء من المؤامرة الكونية على سوريا أم ماذا ؟

في حالة التحرك الغربي الفعلي لإسقاط نظام الأسد فإننا سنشهد انهياراً سريعاً للنظام الأسدي فهو لا يملك مقومات الصمود في أرض المعركة لكن ما الذي يمنع الغرب من تنفيذ تلك المؤامرة الكونية إلى الآن ما دام أن هناك مؤامرة ؟ فهل هناك مؤامرة غربية ضد نظام الأسد مع وقف التنفيذ ؟

إن المؤامرة الوحيدة التي تنفذ على أرض الواقع هي ضد الشعب السوري من خلال ترك الشعب يقتل من قبل كتائب الأسد ولو كانت هناك مؤامرة جدية ضد نظام الأسد لرأينا السياسة الأمريكية تتحرك بقوة ضد الأسد فمعلوم بأن أمريكا تستطيع التحرك بمجلس الأمن أو بدونه كما أنها تستطيع شراء روسيا والصين وقتما تشاء فلست أدري ما هذه المؤامرة الكونية التي لا يسعى واضعوها لتنفيذها ؟

إن هذه المؤامرة ليست موجودة إلا في عقول أنصار الجزار الأسدي أولئك الذين يبتهجون لرؤية المجازر الأسدية بل ويرونها أفعالاً تمثل المقاومة يقوم بها نظام الممانعة والمقاومة حسب وصفهم وبالفعل هي مقاومة للحرية والكرامة مقاومة للشعب السوري وليست مقاومة للاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل الجولان

إن النظام الأسدي الذي لم يمنح الحرية والكرامة لشعبه يفتقر إلى كل مقومات القدرة على تحرير الأوطان فيكفي عاراً لهذا النظام أنه حرك جيشه لقتل الشعب من أجل حماية النظام الأسدي لكنه لم يتحرك على مدار أربعة عقود ولو بالخطأ لتحرير الجولان كما يكفي لهذا النظام عاراً أن وجوده يشكل مصلحة إسرائيلية كونه يحمي إسرائيل وهذا ما يمنع إسقاط بشار الأسد إلى الآن فالحقيقة أن المظلة الإسرائيلية لنظام الأسد هي من تحمي الأسد من السقوط فلست أدري بعد ذلك عن أي مؤامرة كونية يتحدث أبواق النظام الأسدي ما دام أن نظامهم المنتسب للمقاومة زوراً وبهتاناً مرغوب به إسرائيلياً لحماية أمن إسرائيل؟!! ...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات