كارثة في وطني .. !!!


الكل منا يقرأ الجرائد الرسمية والالكترونية ، الكل منا يفتح التلفاز ويتابع الإخبار والأحداث ، الكل منا يشاهد البرامج الثقافية والمسلسلات البدوية والمسرحيات الهزلية ، الكل منا يبكي في الصباح ، ويفرح في المساء ، الكل منا ما زال يتحدث بلغة العشيرة ، وانه المسؤول عنها ، وكأن العشيرة قطعان من الخراف يسوقها تبعا لرأيه ومصالحه وأهواءه الشخصية ، ويتحدث باسمها ، ويجول ويصول على حسابها ، ويهد بسيفها ، ويرعد بصوتها ، ويحصر أفكارها لفكره الضيق ، ويتجاهل مطالبها وأفكارها دون علمها ، يبعثر كل أوراقها وأفعالها هنا وهناك ليطمس تاريخها المشرف ، وحاضرها الجميل ، ومبادئها التي نسجت من هدي العدنان ، في زمن القديم كان ذلك محصورا بيد شيخ العشيرة ، علما بان اغلب شيوخ عشائرنا في الماضي هم أصحاب نظرة ثاقبة ورأي صائب ، ودهاء لا يوصف ، ولكن اليوم من يتحدث بأمر العشيرة دون علم العشيرة هم الرويبضه وأسفل القوم ، فمثلا تفتح على القنوات التلفزونيه فترى أن هناك من يطالب بالإصلاح ويقف بوجه الفساد والمفسدين من عشيرة كذا ، ثم يكتب مثلا عشيرة ابودحنون تطالب بالإصلاح وتحارب الفساد ، عنهم جوكر أبو دحنون

وفي بعض القنوات الأخرى تجد هناك رسائل تعرض على قنوات التلفزة مكتوب فهيا هؤلاء إرهابية وبدهم يخربوا البلد والي مش عاجبه يرحل وأشوف اله بلد غير هالبلد عشيرة أبو سحيج ، عنهم سحيج أبو سحيج ، وأخرى مكتوب فيها عشيرة أبو منافق مع الإصلاح وتحارب الفساد ولكن ليس بالمسيرات والتظاهرات ، عنهم نافق أبو منافق ، وكثيرون هم من يبعثون رسائل إما مع الإصلاح أو ضده ولا عيب في ذلك ، فالحرية والديمقراطية أن تختلف الآراء وتحترم فيها وجهات النظر ، لكن العيب أن تقبل قناة تلفزيونيه برسالة تعرض على شاشتها باسم عشيرة كاملة ، سواء كانت هذه الرسالة مع الإصلاح ، أو ضد الإصلاح ، فكل فرد يمثل نفسه ، وليس عشيرته ، فربما أكون من أشد المحاربين لكل الذين يناشدون الإصلاح ، وأخي ابن أمي وأبي يكون من أشد المحاربين للفاسدين والمفسدين ، فالاختلاف في الرأي لم يجعلني أن أقتل أخي ، ولم يجعل أخي يقتلني ، وما زلنا نعيش تحت سقف واحد ، لكننا خصوم في السياسة والفكر ، وليس في الحقد والمشاحنة وسوء الكلام ، فلا بد أن نرسخ مفهوم بيننا وبين من يخالفنا في رأيه

 

بأن من يخالفونا يكونوا خصوما لنا في فكرهم وسياستهم ، لاخصوم لنا بشخوصهم نعيش معهم ، ونحبهم ونتقاسم رغيف الخبز معهم ، " فالاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية " فالله عزوجل خلق البشر ولم يجبرهم على عبادته وهو قادر على ذلك فكيف بنا نحن البشر نجبر غيرنا من البشر على أن يتبع أفكارنا ، و لابد للعشيرة أن تحترم ، فاغلب العشائر مع الإصلاح ، فلماذا يا هذا تفتري على عشيرتك ، بأنها لا تريد الإصلاح ...... كفى إحداث فوضى وكوارث يا هذا ، في وطن يحترم فيه الصغير الكبير ، ويعطف فيه الكبير على الصغير ، ويطعم فيه الغني الفقير ، بل حتى أن الفقير فيه يتقاسم رغيف خبزه مع فقير آخر ..... كلنا دعاة إصلاح ، فالعشائرية لها ضوابطها ، وكلنا أبنائها ونحترمها ، ولكن من العيب أن يخرج علينا شخص ما ليعمم أن عشيرته مع فلان ضد فلان ، والمتحدث من أدنى القوم ، فمن يتحدث باسم عشائرنا هم أكابرها علما ومعرفه وثقافة وتاريخا وقدرا ... 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات