أألى هذا الحد وصل الاستخفاف بالارض الاردنية؟


 يتردد هذه الايام بعض الاقاويل, يطلقها بعض المتنفذين من الذين امتهنوا كرامات الاردنيين اطلاق بالونات اختبار لجس نبضهم ومعرفة مدى وعيهم تمهيدا لاستقبال مجرم لعين اختطف وزمرته الفاسدة ابو الحرية الاردنية وصفي التل بجريمة قذرة اشتركت فيها العديد من الايادي بعضها يعيش بيننا وبعضها عاش وغادر ,والاخر لا زال يفتح خطوطا ويعبد طرقا لدخول بلادنا رغما عنا .

فلقد اذيع واشيع قبل ايام عن وجود محاولات لبعض المتنفذين لادخال أحد قتلة وصفي التل الى الاردن مع عائلته تحت مسميات انسانية , لا انسانية فيها بقدر ما هي إستفزاز لمشاعر الاردنيين , الذين باتوا يشككوا في صحة الرواية الاردنية حول مقتل وصفي التل , لانهم يعتقدون ان هناك اياد عبثية تلحفت بالوطنية كانت ضالعة في تلك الجريمة التي هزت مشاعرنا منذ سماعها وكلما تذكرناها واردنا الخوض فيها , رغم ان كثير منا لم يعاصره ولم يشاهده ولم يعيش تجربته في الحكم , ولكن الشرفاء من الاردنيين الذين عاصروه وعايشوه تحدثوا عن طهارته وعن رجولته وعن مواقفه تجاه الاردن وقضاياه, فاحبه الشعب واحب سيرته الى درجة العشق , تلك السيرة التي لم يكررها احد رؤساء الحكومات المتعاقيبن على الدوار الرابع لا في شخصياتهم ولا مسلكياتهم .

فأنا لا استغرب ولا استهجن ما يدور على ساحتنا الاردنية من محاولات لي ذراع للشعب الاردني واستفزاز وتهميش وإقصاء , لان تلك المحاولات اصبحت جزء من الشخصية الاردنية التي اعتادت وتمرست على ذلك منذ خمسينيات القرن الماضي , ولكن استغرابي هذه المرة منبعه تلك الاشاعات والترويجات الهادفة لإدخال قاتل وصفي التل ليقضي ما تبقى من حياته على الارض الاردنية التي احرقها ذلت يوم ومزق قلوب الاردنيات قبل الاردنيين على شخص احبهم واحبوه, ذلك الاستغراب يدفعني لطرح السؤال التالي على من يهمه الامر في وطني : أألى هذا الحد وصل الاستخفاف بالاردنيين اذا ما صحت الشائعات لادخال قاتل الشعب الاردني ليدفن في الارض الطاهرة التي لا يشرفها احتضان جسد قاتل وصفي في باطنها.

فلا يعقل ان تبقى الاجساد والعقول الاردنية مسرحا لاصلاح ذات البين, فالاردنيين الاحرار يرفضون عودة قاتل وصفي التل "جواد أحمد أبو عزيزة " والملقب حركياً ( مفيد الونج) أحد الكوادر العسكرية في تنظيم الجبهة الشعبية "القيادة العامة " التي يقودها احمد جبريل صاحب شعار تحرير فلسطين يتم عبر تحرير عمان وقصر رغدان واذا لم نجد سيارات فعلى ظهور الاردنيين .
ما يخيفنا هنا ليس هذا الخبر وانما الرفض الشديد للحكومة الاردنية لهذا الطلب, لاننا تعودنا على حكوماتنا المتعاقبة بأن وراء كل نفي او رفض او تشديد يكمن خطر قادم على الاردنيين.

ألا يكفينا ان رئيس ديوان الاردنيين ذات يوم باسم عوض الله قد زار بيت عزاء احد قتلة وصفي التل والمقبور في سوريا ليس للتعزية بل لتقبل واجب العزاء به , دون ادنى مراعاة لمشاعرنا وضاربا بكرامتنا عرض الحائط ,ولا استبعد عودته رئيسا للحكومة الاردنية في الايام القادمة.
فالوطنية ليست ثوبا او رداءً يرتديه الانسان اذا ما احس بالضيم والبرد والعطش والجوع وقرب نهاية الاجل ليؤمن مستقبلا لاطفاله ولينعم بالامن الذي حققه اصحاب ورفاق وصفي التل, وانما الوطنية عقيدة يحملها صاحبها في نفسه وقلبه وحله وترحاله , في جوعه وشبعه , في مرضه وشفائه.

نعم ان الوطنية عقيدة تدفع الاردني الحر لكي لا يفاوض على أي ثوابت تحمي الارض الاردنية وتعكر صفوها وأمنها , وأنا في حضرة طيب الذكر وصفي التل ,دعوني اعود الى حضرة الشهيد صدام حسين لأتذكر معكم كيف رفض كل محاولات الاغراء للعيش من اجل إنقاض حياته من عود المشنقة , شريطة ان يتنازل عن ثوابته التي اصر على عدم التفريط بها مسترخصا روحه الطاهرة على ذلك الاذلال.
فما بين صدام حسين ووصفي التل ثمة روابط وطنية عجيبة قلما نشاهدها ونلاحظها في احد, يجب التوقف عندها لاستخلاص العبر, اذا كنا نخاف على الاردن ولا نعتبره محطة توقف لانتظار قطار الهرب او الهجرة الى غير مكان.

فلقد حدثني كركي حر قبل ايام أن والده اخبره بأن وصفي التل وهو رئيس حكومة قد طلب من صالح المجالي "ابو راتب" ذات يوم " ثلثتين تبن " للكديش الذي كان يربيه لحراثة ارضه عليه.
هذا هو وصفي التل , فليمتثل باخلاقه من يشاء , وليهنأ مسؤولي الاردن الذين لا يرغبون في السير على سكته بقصورهم الفارهة في دابوق وديرغبار ولندن, وولكن عليهم أن يتذكروا أن ليس هناك حاجز سيحول بينهم وبين خالقهم يوم سيعرضون عليه, ليسألهم عن مالهم من اين اكتسبوه وفيما انفقوه.

وقفة للتأمل :" أُقسم يا وصفي , ايها النقي الطاهر بأنك لو عدت الى الاردن ستشعر بالغربة فيه ولا تنطق كلمة , وستشقى بحثا عن مسكن , وستشاهد كهانا سرقوا خبز الجوعى, وشيوخا جعلوه ساحة فوضى, وستبكي اطفالاً جاعوا فوق المرعى, وستلعن اياما بات الاردن فيه ليس أكثر من مقهى".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات