(( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ))


" إذا أراد الله " بالأمير " خيراً جعل له وزير صدق ، إن نسي ذكَّره ، وإن ذكر أعانه ، وإذا
أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكرَّه ، وإن ذكر لم يعينه .."

إن تلك البطانة التي يختارها ذاك الحاكم لتكون قريبة منه ... تعينه على إدارة مقاليد الحكم ،
وتعاونه على حمل تلك المسؤليات العظيمة ، والمهام الجسام كي يصل بأمته ... ووطنه ..إلى
الغاية المنشودة ، والمكانة العظيمة ، التي يسمو إليها كل مواطن ..... وحاكم ..! تلك البطانة
لها عظيم الأثر ، سلباً كان أم إيجاباً في الرقي بالوطن والمواطن ... أو تردَّي أحوالهما معاً ...!

.... إن من أولى أولويات خطوات الإصلاح والتغيير أن يقوم " الحاكم " بتقريب بطانة صالحةٍ
تستلم مواقع التغيير ، تلتزم بحكم الله ، وتطبق شرعه ، وتحارب مسلسل الفساد المترامي الأطراف
ـ الذي ُملَّت حلقاته ـ وساءت أوضاعه ، وذاع صيته ، ولمع بريقه ...!! وحين تلتمس تلك البطانة
من ذاك الحاكم الصدق في العزيمة ، والمصداقية في التطبيق ، والبدء بعجلة التغيير ، والإرادة
الحازمة على إعتلاء مِقود القيادة بكل أمانة وإخلاص ......... يجب عليها حينها أن لا تألوا جهداً
في أن تصدق مع ذاك الحاكم بكل نصيحةٍ وإرشاد ، وتعينه على القيام بتلك المسؤليات
الجسام التي ألقيت على كاهله ....!

حينها تكون تلك البطانة " كحامل المسك " تجد منها ريحاً طيبة ، تجد منها كلمة حق صريحة ..!
تلقى تجاوباً وإحتراماً وتقديرا ، لأن مبعثها آنذاك الأخلاص للحق ، والمشورة بالرشد ، والسداد في
الرأي ، ...... فالمستشار مؤتمن ... وكلٌ يحشر مع بطانته المختارة ....!!
.... فإصطفاء البطانة الصالحة من قبل الحاكم ، تُسقط تلك الأقنعة الزائفة ، الكاذبة ، .... والأقلام
المأجورة ، والنفوس المريضة ، وتنكشف الحقائق ....!

....إن الثقة ، والأمانة ، والفطنة ، والعقل .... والضمير الحي اليقظ ، لهي من أهم الصفات التي
يجب على الحاكم أن يراعيها في تلك البطانة الصالحة التي يقربهَّا إليه ، فمن خلالها يستكشف أحوال
الناس سراً ..! ويقف على مواطن " الألم والوجع " لرعيتة . كي يصف الدواء المناسب لكل داء ..!
بل يسارع في ذلك ...! قبل أن يستفحل الداء ..!

فالحاكم الحكيم ....! حكيمٌ ومعالج لعلل أمته وشعبه ... من خلال ما يُقدم له من " تقارير صادقة "
بأمراض الأمة وعللها ..! وعلى يدية بعد الله العلاج ...!!
أما إذا " لا قدَّر الله " كانت تلك البطانة ممن تقلب الأمور .. أو تقلَّب الأمور ! سيَّان عند تلك البطانة .
تلك البطانة التي تحجب الخير ، ويجري الشَّر والكذب على ألسنتها ، ... بأقلامهم ...وقراراتهم ...
حينها تنقلب الحقيقة ، وتزَّور التقارير ، ولا يشخَّص المرض ، وتتداخل العلل !ولن يفيد الدواء حينئذ.!
فما ُنقل " للحكيم " الحاكم ... مرض غير ذاك المرض ..! وعلَّة لا يعاني منها ذاك الجسد ...!
وربما ما نقل من مرض ... نُقل على مضض..!!!
فأنى ينفع حينها العلاج ..؟! وأنى يكون لتلك الأزمات من إنفراج ....!!!؟ فالمصالح الشخصية هي
من كتب التقارير...! والأهواء من قررَّت المصير .! والأمزجة من تلاعبت بالصغير .. والكبير .
..... في ذاك الجَّو المريض ... تضيَّع الحقوق ، وتغلق أبواب المعايش ..! وتنعدم الحريات ..!
ويتدنَّى مستوى الكرامة الى الحضيض ..!

نعم ... كلنا مطالبون بالإحسان فيما أوكل إلينا .. وبعد ذلك سُنسأل حفظنا ذلك أم ضيعَّنا ...؟!!!!!!!
(( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)).....
===========================
نايف سماره



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات