النيابة الوراثية إعادة لتدوير الفساد


أشكال الفساد في المجتمع الأردني متنوعة ومختلفة على حسب الديمغرافية السكانية او (الشتات) ويعود السبب الحقيقي لأشكال الفساد الحُكومي لحالات، الفقر المضقع الذي اشتركت به الحُكومة من خلال عدم متابعة الفاسدين واحالتهم إلى القضاء وجلب ماتم نهبه من مُقدرات الوطن وعودته إلى خزينة الدول أو (بيت مال المسلمين) . 

إن ما دعا قبول الموظف للرشوة لغظ النظر عن آمر فاسد هي حالة الفقر والعوز وهذا بحد ذاته ليس أمراً مبرراً لقبول الرشوة ففي الإبتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كان السبب الرئيس في قبول الرشوة ، ولابد من التوضيح فلا توجد رشوة صغيرة أو كبيرة إنما الرشوة بحد ذاتها كبيرة .
فإن قبول من يحمل رقم وطني ويحق له الإنتخاب من النائب إبن فلان أو علان في بيع صوته من أجل خمسين دينار فهوا مرتكب كبيرة ، لأن ذلك سينعكس سلباً على انخفاض الصوت والقبول بالأمر الواقع جبراً وقصراً .

ويعتبر شكل من أشكال التزوير في معرفة نقطة ضعف المواطن والتركيز عليها للصعود إلى قبة البرلمان ، (أحد النواب السابقين رفض تسهيل أمر شخص وقال له أنا وصلت للبرلمان بنقودي)..... وهذه حقيقة ؟!

وقد ظهر ذلك جلياً في مجلس النواب المنحل في البحث عن مصالحهم الشخصية الضيقة من خلال إعادة التصويت لأربع مرات على قانون التقاعد مدى الحياة ونجحوا في ذلك نتيجة فساد الحُكومة التي عمدت على تزوير الإنتخاب أيضاً وتفصيل مجلس على قدر المقاس لتمرير أجندتها من خلال رفع الأسعار والقرارات السياسية التي لا تخدم مصلحة الوطن ولا المواطن .
قوى الشد العكسي والتي تشكل منظومة الفساد الأردني المستشري في جهاز الدولة، لا تريد الإصلاح وتصر على التمسك بالفساد والسيطرة من خلال جيوبها المتخمة بالمال على شراء الذمم وبيع الضمائر وبقاء الحال على ما هو عليه للتجميد ، من أجل الحفاظ على مصالحم وسرقاتهم لأموال الشعب .

إن سبب إنهيار الدول العملاقة واسباب الثورات العربية واسباب الهلاك لكثير من الشعوب هو تفشي الفساد بسبب الإبتعاد عن منهاج الحق سبحانه وتعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
هذه هي العاقبة الوحيدة للإستمرار في نزيف الفساد ، وعدم مكافحته بجدية ، لا من خلال المسرحيات الهزيلة التي تستعرضها الدولة كلما ارتفع سقف المطالبة في وقف نزيف الفساد .

في حقيقة الأمر إن الله لا ينظر إلى أشكالنا ولكنه ينظر إلى قلوبنا عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب)

إن النهج الجاد الهادف إلى عملية التصليح أو الإصلاح لا تبدأ إلا في الثبات الراسخ والتمسك في نهج الله عز وجل في الطرق الصحيحة والإيجابية في عملية الترابط والوقف صفاً واحداً أمام عملاق الفساد المحمي من قوى الشد العكسي .

ابراهيم ارشيد النوايسة 
Abosaif_68@yahoo.com 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات