مسيرة الجمعة مصطنعة ولن تقام وإن اقيمت فلا خوف منها


كتبت في احدى المقالات قبل عدة شهور من مسيرة الجمعة التي سينظمها جماعة الاخوان المسلمين غدا , ان المخابرات العامة الاردنية نجحت بامتياز في ادارة ازمة الربيع الصهيوني الذي كاد ان يصب حممه على ظهر الشعب الاردني ويحرق مقدراتنا ويصفي على اكتافنا كل قضايا المنطقة واهمها قضية الوطن البديل .

نعم انها الحقيقة الدامغة التي على الجميع معرفتها والوقوف عندها مليا وجليا , لنواجه السؤال التالي : هل عجزت الاجهزة الامنية التي ادارت واشرفت ونظمت اكثر من 5000 مسيرة واعتصام واضراب دون ان يُجرح مواطن واحد, ان تدير مسيرة سيعود منظميها بعد ساعتين الى بيوتهم لإلتهام الخبز الامريكي الذي يعارضون سياسة بلاده .

فيا ابناء شعبنا الاردني الطيب لقد نشأ جنين جماعة الاخوان المسلمين في الاردن بدون عملية قيصرية وترعرع في احضان النظام , لا وبل اصبحوا جزءا من النظام , فدعوهم يمارسون كل فنونهم في جمع الناس وحشدهم لمسيرة الجمعة , دون خوف منهم , لان اخوان الاردن نمط اخر يختلف عن اخوان مصر وسوريا .

دعوني اعود لتذكير الشعب الاردني القلق من تلك المسيرة ان المظاهرات والمسيرات في الاردن ليست ممنهجة منذ انطلاقتها , فلا نرى لها سقفا من المطالب تقف عندها, وليست مبرمجة وسرعان ما أن تنتهي بحدود ساعتين او اكثر, وهذا امر يجعلنا ندفع نحو المطالبة بالسماح لتلك المسيرة بأن تمضي وأن لا تأخذ ابعادا مصطنعة , وبطولات منتجة في مختبرات الاجهزة الامنية لبعض اولئك المنظمين الذين اجزم بأنهم كتبوا عن المسيرة وعن منظميها العديد من التقارير لتلك الاجهزة , وما سيدور بها , لانني مؤمن ان جهاز المخابرات الاردني ليس نائما ولا تائها, بل يقظا ومتيقظا لكل ما يجري , ووضع الحلول لكل السيناريوهات التي ستواجه الاردن منذ اليوم الاول لزوال الانظمة العربية , وهذا امر وطني في غاية الاهمية يجب ان نذكره لرجاله حجاجا وضباطا وافرادا بمداد التقدير سواء اتفقنا معهم ام اختلفنا , ما دام الامن الوطني سيتحقق بتلك الاجراءات المنهجية.

بقي ان اذكر لكل المتخوفين من مسيرة الجمعة بأنها ستكون مسيرة اقل من عادية , وستمر بسلام ويكون الخاسر الاكبر فيها من يشتم ويستقوي على الوطن في عز ازمته عندما تهدأ الرياح , فالتاريخ يسجل الاحداث وسيشكر الاشراف ويلعن الحاقدين ولو طال الزمن , فكلما اشتدت الازمة على الاردن , وتعالت الصيحات والانتقادات لقائده, كلما اقتربت صفوف الاردنيين مؤيدين ومعارضين للالتفاف حول معصميه.

نعم اتركوا العنان لمسيرة الجمعة فهي عادية ولا خوف منها, ولا عليها , وليعلم الشعب الاردني ان منظميها لو صدقوا في حشد وتجييش (50 )الف مشارك, فإني اجزم قاطعاً ان الخمسين الف مشارك سيكونوا موزعين على النحو التالي : 20 الف رجل أمن من المحترفين والمدربين باللباس المدني وغالبيتهم ستكون لهم لحى مصطنعة, وهناك 25 الف مواطن من الذي يتعاونون مع الاجهزة الامنية والذين يسموا بالمصادر, وهناك 3 الاف مواطن من المتسوقين وسط البلد , من المصريين والسيرلانكين والهنود والفلبينيين الذين اعتادوا شراء حاجياتهم بيوم اجازتهم يوم الجمعة, أي ان المشاركين لا يتجاوز عددهم الفي مشارك.

هذا هو واقع الحال فلا ترتبكوا ايها الاردنيون فلقد سجل التاريخ لكم مقاومة واجتياز مؤامرات اكبر من مسيرة الجمعة المصطنعة التي نجحت الدوائر الامنية في الحشد والتجييش لها لانها وحدت الصفوف واحبطت عزائم المتآمرين وابعدت شبح الحاقدين حتى وقبل أن تبدأ.

وقفة للتأمل : " اشك في ان المسيرة ستقام, وان كتب لها النجاح فالعشاء سيكون في فنادق محمد رسول, فلقد كان صوت ابو لهب الاعلى في قريش, فأخرسته كلمات الله في لحن قوله : َتَّبت يَدَآ أبي لَهَب وتَبَّ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات