الاردن بحاجة الى "وصفي تل" أخر لانقاذه من التبعية


ليس هناك ما هو اخطر على الاردن من قضية الوطن البديل والتي يغفل عنها الكثير من الكتّاب والمحللين لاسباب لم تعد خافية على احد, فدعونا نعترف للتاريخ بأن الاردن مرشح بقوة لغاية الان ليكون هو الوطن البديل قولا وفعلا , فما نراه من تهافت على جنسيته والمطالبات بالمحاصصات السياسية وتقليص صلاحيات الملك وافقاد الوطن لهيبته والعبث باجهزته الامنية والاستقواء عليه بالمحافل الدولية ليس بريء النية , بل مؤامرة ليكون من وراءه رابح غير اسرائيل. 


كل تلك المؤشرات تدل دلالة قطعية على ان الاردن قد قاب قوسين او ادنى من اعلان المرحلة الاخيرة لتنفيذ اقامة مشروع وطن بديل للفلسطينيين يبنى لهم منذ 64 عاما مضت.


فلقد مّر الاردن عبر تاريخه بمراحل عديدة مهّدت الطريق لبيعه ابرزها :

 المرحلة الاولى :حرب عام 1948 :
وهي المرحلة التي تآمر علينا العرب بها حين اقحموا الجيش الاردني بخوض معركة 1948 رغم علمهم ان الجيش الاردني ليس معداً ومسلحاً بطريقة جيدة , ورغم ذلك تمكن الجيش الاردني من تحرير القدس, فكشف العرب ظهره بدلا من مساندته فبدأ من حينها التخطيط لوضع اولى لبنات مشروع الوطن البديل بعد تهجير الالاف الى الاردن والارض الفلسطينية التي كانت بعهدة الاردن .

 المرحلة الثانية :وحدة الضفتين عام 1952 :
تلك الوحدة التي جلبت للاردن اخطر مراحل بيعه على الاطلاق والتي تمثلت بحصول الفلسطيني على الجنسية الاردنية تحت ذريعة كان ظاهرها قومي وانساني وباطنها تآمري على الاردن وشعبه .

 المرحلة الثالثة : اللعب على وتر التمرد في الجيش الاردني عام 1959:
تلك المرحلة التي حاول البعض من اخوتنا العرب زعزعة احد اركان الوطن بزعزعة الجيش وتمرده على الملك حسين عام 1959 في حدوث انقلاب عسكري لكنه لم يجد من يسانده من ابناء الجيش ففشل فشلا ذريعا , وعاد المنقلبون ليكونوا من خيرة الجيش.

 المرحلة الرابعة : اشعال الجبهة الاردنية بعمليات فدائية عام 1964:
تلك الفترة التي شهدت انطلاقة زعامة ياسر عرفات الذي بدأ بتنفيذ مخطط جمال عبدالناصر بتكثيف الهجوم على اسرائيل عبر الاراضي الاردنية ليس لتحرير فلسطين بل لتمكين الجيش الاسرائيلي من مطاردتهم لدخول الاراضي الاردنية لزعزعة الحكم فيها.

 المرحلة الخامسة معركة الكرامة عام 1968:
وجدت اسرائيل من الضروري القضاء على القيادات الفلسطينية في الاردن فاجتاحت الشريعة "نهر الاردن" لمطاردة الفصائل الفدائية مطاردة اعلامية لتمكينها من احتلال عمان, فاشتبكت مع اشاوس الجيش العربي فاضطرت للتراجع تحت وطأة قصف المدفعية الاردنية التي خاضت معركة طاحنة انتصر فيها الجيش الاردني لوحده .

 المرحلة السادسة :حرب ايلول الابيض عام 1970 :
تلك المرحلة التي وجهت فيها الفصائل الفلسطينية الشقيقة سلاحها بوجه الجندي الاردني المنتشي العزة والكرامة من انتصاره بمعركة الكرامة, رافعة شعار تحرير فلسطين يبدأ بتحرير الاردن , والتي تمت بمساعدة القيادتين العراقية والسورية والتي وصلت طلائع جيشيها الى الازرق شرقا ودبين في جرش شمالا, وكادت ان تنجح هذه الثورة لولا التفاف الشعب والجيش حول معصم القيادة, وعدم امتثال حافظ الاسد وزير الدفاع آنذاك لمطلب الرئيس السوري بالتدخل , تلك المرحلة التي لا زال الاردن وللاسف الشديد يعاني من تبعاتها وعلينا الاعتراف تاريخيا بذلك لمصلحة الاردن , والتي اسماها قصار النظر بايلول الاسود بدلا من تسميته بايلول الابيض لان الاردن انقذ نفسه وشعبه به من الضياع والهلاك .

المرحلة السابعة : مرحلة اعلان منظمة التحرير الفلسطيني ممثل شرعي للشعب الفلسطيني عام 1974:
تلك المرحلة التي سلبت حق الاردنيين بالتفاوض مع اسرائيل على كون فلسطين ارض محتلة , فكانت ثاني اخطر مرحلة بعد الوحدة عام 1952, والانطلاقة الحقيقية للتآمر العربي والفلسطيني على القضية الفلسطينية, لنشأة الوطن البديل.

 المرحلة الثامنة : مرحلة فك الارتباط عام 1988:
تلك المرحلة التي اصرت عليها القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني كاملا بلا استثناء , واقيمت الليالي الملاح والافراح في كل فلسطين واماكن الشتات للشعب الفلسطيني لانهم تمكنوا من الخلاص من براثن الحكم الاردني حسب اعتقادهم, وهي مرحلة في اعتقادي الغت القضية الفلسطينية ولم يتبقى منها غير الاسم على الورق.

 المرحلة التاسعة : مرحلة دخول العراق للكويت عام 1990 :
تلك المرحلة التي اشعلت عام 1991 حربا خليجية كان من نتائجها تهجير غالبية الشعب الفلسطيني في الكويت والخليج الى الاردن في عملية تمت بدقة وعناية تحت شعار الانسانية الاردنية.

 المرحلة العاشرة : مرحلة تدمير المؤسسة الامنية في الاردن عام 1997:
تلك المرحلة التي شهدت بداية العبث بأهم ركن في الأردن بعد الجيش المخابرات العامة والتي أصبحت حديث المجالس بسبب مراهقة بعض مدراءها.

المرحلة الحادية عشر : مرحلة تجهيل الطالب بتاريخه وتدمير المنهاج الدراسي الأردني عام 1999:
تلك المرحلة التي شهدت بداية الانحدار في المؤسسة التربوية بتدمير مناهجها وادخال مناهج غربية مترجمة حرفيا لا تصلح للبيئة الاردنية فقتلوا روح الطالب الوطنية, وأفرغوا تاريخنا من عقول طلابنا , فبات الاردن هو الدولة الوحيدة في العالم الذي يعيش بلا تاريخ مدون , وأتحدى ايا كان اذا كان طلابنا منذ عام 1999 يعلمون شيئا عن تاريخ الاردن ورجاله منذ معركة مؤته الى اليوم.

 المرحلة الثانية عشر :مرحلة الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 :
تلك المرحلة التي اعقبها اذلال الامريكان وحكام العراق الجدد لصدام حسين لكي يبعثوا برسالة لحكام العالم العربي مفادها أن هذا هو مصير من يقف في وجه المخطط الامريكي الاسرائيلي , تلك المرحلة التي شهدت اعلان الرئيس الامريكي دبليو جورج بوش ما يسمى بخارطة الشرق الاوسط الجديد والتي كان الرئيس العراقي يقف حائلا ضد تنفيذها, بعد ان انقلب السحر على الساحر .

 المرحلة الثالثة عشر : مرحلة رفع اسعار الاراضي عام 2005 لإفراغ الارض الاردنية من اهلها:
تلك المرحلة التي ضخت الصهيونية وعملاؤها عشرات المليارات من الدولارات لشراء الاراضي من الاردنيين لكي لا يكون لهم إلا مساحة البيت الذي ينامون به لتسهيل مهمة المروجين لإقامة الوطن البديل.

 المرحلة الرابعة عشر: مرحلة الربيع العربي عام 2009 :
تلك المرحلة التي فتت الدول العربية واطاحت بحكامها واذلالهم ولكن ليس على الطريقة الصدامية التي شرفته وجعلت منه بطلا قوميا دخل التاريخ من اوسع ابوابه. بل على طريقة الافلام الامريكية بجرهم تارة وتارة اخرى بقتلهم , واخرى بسجنهم واخطرها اجبارهم على مغادرة الكرسي للخلاص من العقوبة.

 المرحلة الخامسة عشر: مرحلة تدمير مؤسسة العشيرة 2010:
وهي الاخطر في اعتقادي لان العاملين على ذلك يدركون انها مؤسسة تمثل روح الاردن والنخاع الشوكي لقيادته, والتي مهما تردت اوضاعها ستبقى الروح الوطنية خالدة فيها , تلك المؤسسة التي اطلقت عليها قبل عشر سنين بأنها للاردن مثل" الطفاية بالبيت او السيارة", فقد لا يحتاجها صاحبها عشرين سنة ولكنها عند الحاجة تعادل العشرين سنة.

 المرحلة السادسة عشر : مرحلة استغلال الوضع الاقتصادي للشعب الاردني عام 2012:
تلك المرحلة التي قد تجر على الاردن الويلات والمصائب لرغبة العرب ونيابة عن امريكا اقحام الاردن فيما يجري في سوريا مستغلين وضع اقتصاده المتردي وحاجة شعبه للدعم المادي , تمهيدا لاشعال حرب اهلية فيها لتتزامن مع حربين في العراق ولبنان لتهجير 3 ملايين فلسطيني وعربي الى الاردن لتفجير القنبلة الديمغرافية بوجه الاردنيين تجعل نسبة الفلسطينيين في الاردن 90% من نسبة سكانها الاصليين, والتي ستشكل حال تنفيذها اخر فصول المؤامرة الصهيونية بجعل الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين بصورة قد توصلهم الى الحكم بطريقة او بأخرى .

 المرحلة السابعة عشر : تخريب مؤسسات الوطن وبيعها بأيدي العملاء والجهلاء تحت شعار الاصلاح الاقتصادي : والتي قد تفضي في نهاية المطاف الى عجز الدولة عن دفع رواتب الموظفين والعسكريين بسبب المراهقة السياسية الصبيانية لبعض من باع نفسه للشيطان والتي جهدنا لأن تكون مفصلة فيما سنورده في وقفة للتأمل.

 المرحلة الثامنة عشر: السماح بدخول فلسطينيي الشتات من لبنان وسوريا تحت الدواعي الانسانية والقومية , وهي اخر مراحل التآمر على الاردن واخطرها على الاطلاق.
وقفة للتأمل :" ايها الاردني الحر والشريف, كن عزيزا واياك ان تنحني مهما كان الامر ضرورياً , فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة اخرى".

ملاحظة : كل الاحترام والتقدير لمن تقلد منصبا في الاردن وخلّده التاريخ,امثال طيبي الذكر هزاع المجالي ووصفي التل وعبدالحميد شرف, ومن سار على نهجهم من الشرفاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات