د عبد الرحيم ملحس شريف يفتقده الأردن


في زمن قل فيه الشرفاء وكثر فيه الفاسدون والمفسدون يرحل عنا د عبد الرحيم ملحس ليلاقي ربه وقد أدى الرسالة بكل صدق وأمانه.

لقد خسر الشعب الأردني بالأمس رجل من رجال الوطن الأوفياء من الذين قالوا وفعلوا بما يرضي الله ورسوله لقد قال وفعل في زمن سكت فيه الجميع فقد كان رحمه الله صاحب الكلمة الحرة والموقف الشجاع لم يتكلم عن نفسه ولم يكتب ذكرياته ولكن ناب عنه الشعب الأردني فهو الذي سيكتب عنه, وهو الذي سيتذكره ما دامت هناك حياه على الأرض.

سيكتب الشعب الأردني مواقف هذا الرجل الشجاع عندما كان وزير للصحة وعقد مؤتمر صحفي يعلن من خلاله عن وجود مافيا الفساد وحيتان الأغذية الفاسدة في الأردن, ثم يعلن تقديم استقالته والذهاب إلى بيته بعد أن أراح ضميره عندما ماتت الضمائر , وهو أول مسؤول أردني يقدم استقالته من منصبه الوزاري في الوقت الذي يقدم الآخرين الغالي والنفيس من اجل الوصول أليه , رحل د عبد الرحيم ملحس تاركا ذكريات جميله وكلام رائع ومواقف مشرفه من اجل الوطن والمواطن.

عندما أعلن د ملحس عن نيته خوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة, لم يطلق الوعود البراقة والكلام المعسول من اجل الحصول على الأصوات , وإنما تاريخه المشرف لدى المواطنين جعلتهم يعلنون عن انتخابه بكل إصرار وثقه , ولم يفعل د ملحس كما فعل المرشحين الآخرين من وضع يافطات على كل بنايه وشارع مكتوب عليها من الكلام المخادع والبعيد عن الواقع, وإنما اكتفى الرجل بأن أعلن نيته للترشح فقط, وهو يعلم أن الشعب الأردني يحبه في الشمال والجنوب والوسط وكل من عرفه في هذا الوطن لا يمكن أن يتخلى عنه .

واذكر أنني اتصلت هاتفيا معه رحمه الله عليه من اجل اللقاء به وحصل كلام وحوار بيننا لدرجه أنني أخبرته بأنني ارغب بنقل اسمي من دائرتي الانتخابية إلى الدائرة التي هو فيها, ولكنه اكتفى بالقول أشكرك يا أخي على هذه الثقة ولن أنسى محبتكم لي مادمت حيا, وفاز د ملحس في الانتخابات في دائرته, وكما كان متوقع فقد كان نائب للوطن كله كما كان وزير لهذا الوطن , ومن مواقفه في مجلس النواب رفضه الموافقة على ما يسمى (بالمياومه) وهو يعني ذهاب عدد من مجلس النواب وبالدور إلى إحدى الدول الغربية, وهي سياحة أكثر منها عمل فكان من المعارضين لذلك , ورفض رحمه الله عليه الموافقة على تغيير أثاث مجلس النواب والذي بلغ أكثر من نصف مليون , واعترض على تعيين سائق لكل نائب واعترض على مصاريف المجلس التي لا معنى لها, لأنه يعلم بأن هذه المبالغ والأموال هي من الخزينة وأموال الشعب , فكان وزيرا شريفا وكان نائب شريفا اتصف بالأمانة وحب الوطن وخدمه المواطن الأردني.

ومن المواقف التي سمعتها عنه رحمه الله عليه انه كان يأتي بماء الشرب من بيته عند ذهابه إلى مجلس النواب , في الوقت الذي يستخدم الآخرين ماء الشرب للاستحمام وتعبئه برك السباحة, فكان د عبد الرحيم ملحس يمثل حزب الدفاع عن الوطن والمواطن, في مواجهه مافيا الاعتداء على ذلك الوطن ,

رحم الله د عبد الرحيم ملحس واسكنه فسيح جنانه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات