لست متصهيناً ,فإما سطور تضيء الطريق وإما رحيل يريح القلم


تلقيت رسالة من مواطن مقدسي عبر البريد الالكتروني يتهمني فيها بالعمالة لاسرائيل والتصهين واعتناق اليهودية , إما لجهله بالمخطط الخفي الذي يحاك لفلسطين موطنه الاصلي والاردن بلدي الذي نذرت نفسي لخدمته كغيري من ابناء الشعب الاردني الغيورين, او لتعمده عدم سماع ما من شأنه ان يذكره بفلسطين ويعمق جراح اليهود ويزيح الحجر الجاثم على صدور الاردنيين.

يعلم الله وحده انني عندما اتطرق لتلك القضايا التي يتحسس منها غالبية سكان الاردن ويتعمدون الهرب منها بعدم مواجهتها رغم اهميتها الاستراتيجية للمحافظة على الاردن , فليس لانني عميل لاسرائيل او اخشى على فلسطين , فأهل فلسطين احق بالبكاء عليها, بل لانني اخاف على الاردن ولا اخاف على غيره, وهي الحقيقة الدامغة التي تدفعني للخوض في هذه المواضيع الهامة, فأنا استغرب مثل تلك الاتهامات التي تكال لكل من ذكر بالاردن وبكى عليه في الوقت الذي يتباكى اليهود على ارض الميعاد ويفعلون كل ما بوسعهم لتهويد الارض المقدسة وتعميق جراح الاردنيين بالوكالة .

نعم لكل منا شأنه , ولكل منا اوجاعه والآمه , ولكل منا قضيته التي عليه ان يسعى إن استطاع لحمايتها بالطريقة التي يراها مناسبة وتخدم قضيته , فليقلع كل واحد منا شوكه بيده , فلقد سئمنا القومية التي قتلتنا وادمت قلوبنا وعمقت جراحنا , فها هي الاوطان تتلاشى امام اعيننا واحدة تلو الاخرى دون أن يجد أهلها معينا او نصيراً, فعلى الجميع ان لا ينتظر من الاردنيين القيام او اللجوء الى الحرب بالوكالة نيابة عن الغارقين بالملذات في شوارع عمان وتلالها .

فأنا وكثيرون من ابناء شعبنا الطيب لا نريد الاكل ولا الماء, بل نريد العيش بوطن يحترم كرامتنا , فالاردني مخلوق عجيب يختلف عن سائر البشر في صفة حب العيش بوطنه , ولن يقبل ان يكون وطنه مداسا لغيره, او يقبل العيش بغيره مهما كانت المغريات وارتفعت الاوجاع وتعمقت الجراح, فالوطن ليس منطقة جغرافية نقبل العيش بها أياً كانت.

وقفة للتأمل : نقول لكل المشككين باردنيتنا وعشقنا لهذا الحمى:
" لستم عن إلهكم وكــــلاء او حُماة ولا له بجنود
فأتركوا الناس للذي عبدوه فهو يجزيهم بيوم الوعيد
إن نجوا منكم فهم سعداء من نصارى ومسلمين وهود".



تعليقات القراء

رعد الطوال
...............زز
25-02-2013 09:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات