هل تخاف منهم ؟


قبل سنوات لم يكن الملك ضمن دائرة الاتهام الشعبي، بل على العكس، كان الملك والشعب في قارب واحد، هذا يجدف وذاك يبحر للوصول إلى شط الأمان.
اليوم بات كلا منهما يجلس على ضفة يقابل الأخر، يفصل بحرٌ من الفساد بينهما، يرفضه الشعب، ويصمت حياله الملك.

الشعب يغلي، حقيقة لا يمكن إنكارها، كما لا يمكن الرهان على استمراريته على منح صكوك الغفران، سيما وان الفئة التي ورطت الملك تتحكم بعقله وقلبه وتحتمي به !

الملك اليوم واقع بين سندان المطالب الشعبية التي يؤمن بها شخصيا، وبين مطرقة الضغوط التي تمارسها طبقات الفساد المؤسسي وعصاباته.

تلك العصابات التي ما أن شعرت بدنو الخطر من أثوابها، حتى قامت بقدرة فاسد بالقفز والإختباء في ثوب الملك نفسه، ليصيروا جزء منه، حتى صار الشعب عاجزا عن التميز ما بينه، وبين الفاسدين.

ولتأكيد الفعل (الشيطاني) عمل هؤلاء على تبرئة ساحاتهم، بمقابل مع توريط الملك بملفات فساد كبرى.

مثال ذلك ظهر جليا في قضية الأراضي وبطلها على أبو الراغب، وقضية الفوسفات وبطلها وليد الكردي، التي قوبلت بالصمت من قبل الجميع، وهذا الأمر مؤسف جدا.
المؤسف أكثر هو دخول الديوان الملكي على خط الأزمة، لا من أجل الدفاع عن الملك، بل بهدف الدفاع عن الفاسدين وتنظيفهم شعبيا بواسطة بيانات تؤكد تورط الديوان في تشويه صورة الملك شعبيا.

لكن ثمة حاله واحدة فقط تم اتخاذ إجراء حقيقي بحق صاحبها، وهو شخصية أمنية، تحدى الملك وجها لوجه، في لقاء سري ضمهم جميعا في مزرعة في الأغوار.
هنا، دعونا نقول: إن حماية الملك واحب لكن حماية الأردن فرض، وكلاهما يشكلان معادلة للبقاء، لا تستقيم عناصرها الا بتكاتفهما.

من جانب أخر، هل يخاف الملك منهم، وهل يشكل الفاسدين خطرا عليه، هل يرهبونه، ويرعبونه؟

إن كانت جلالة الملك كذلك، فحمايتك حق على كل أردني وأردنية، ومن الضروري التكاتف معهم، لا مع الفاسدين، فهم رصيدك الذي لا ينضب ولا يخون، هذا إن قبلت بهذه الحماية.

أما إن رفضت ذلك، فلابد لك أن تنتظر مصيرك الحتمي الذي يدعمه الفاسدين من خلال تشويه صورتك، مصير شبيه بمصير مبارك وبن علي والقذافي.

ختاما: تحضرني قصة الملك حسين رحمة الله والشهيد وصفي التل الذي هرع إلى المطار ما أن وصل إلى مسمعه أن الحسين حمل حقائبه ويريد السفر إلى لندن تاركا لبلاد، فما كان من وصفي التل الا أن ذهب واجتمع بالحسين الذي قال له : لم اعد قادرا على حماية البلد. ليرد عليه التل بصرامة ، ابقى هنا نحميك ونحميها، أما إن خرجت فانك لن تعود مطلقا.

عين الأمر نقوله لعبد الله بن الحسين المواطن الأردني الذي يتمسك به الشعب حتى اللحظة الأخيرة (اعلن ثورتك البيضاء) على الفاسدين فهم لن ينفعوك ولن يحموك، اعلن ثورتك، وسترى من الشعب الأردني ما لم تراه سابقا، اعلنها سيدنا قبل أن تقع الفأس بالرأس.


خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات