مائتا الف امراة من 22 دولة في اسيا اجبرتهم القوات اليابانيه على الترفيه عن جنودها خلال الحرب

-الكونغرس الامريكي يدين عمليات الاتجار بالبشر التي قامت بها اليابان في اسيا

في الوقت الذي تخلت فيه المانيا عن سياسات وممارسات النظام الهتلري العدائيه الوحشيه ضد جيرانها ، بل وانحنى قادتها بشجاعه واقتدار للشعوب التي تضررت نتيجة لذلك ، الا ان اليابان تقوم بعكس ذلك تماما ، اذ ان ساستها يواصلون انتهاج نفس سياسات النظام الياباني قبل وخلال الحرب العالميه الثانيه ، بالسعي لفرض هيمنة اليابان على جزر في دول الجوار ، احتلتها بصورة غير مشروعه خلال تلك الحرب ، فقامت بتغيير اسماء تلك الجزر وبحر الشرق لتحمل اسماء يابانيه ، متوهمة ان تغيير الاسماء يعطيها حق السيادة عليها ، في حين ان هذاالاجراء الياباني شاهد ضد سياستها بل هو تاكيد على انها تسعى للتغطية على الحقائق التاريخيه .

ويرفض ساسة اليابان الحاليين الاعتذار لشعوب الدول المجاوره عما لحق بها من مصائب وويلات خلال الحرب ، وفي مقدمتها اجبار اكثر من مائتي الف فتاه وامراه من 22 دولة اسيويه ،للترفيه عن الجيش الياباني. في مراكز خاصة اقامتها الحكومه اليابانيه انذاك . وتشمل هذه الدول نساء من كوريا والصين وتايوان والفليبين وتايلاند وفيتنام وماليزيا واندونيسيا ونساء المانيات كن يعيشن في اندونيسيا .


اليابان الوريث الشرعي لعهد استعماري بائد
-----------------------------------------------
لقد ادت سياسات المانيا التصالحيه مع دول الجوار الى ان تصبح المانيا ذات دور ريادي في توحيد اوروبا وفي السياسه العالميه تنتهج سياسة اخلاقيه ، بعكس اليابان التي اصبحت الوريث الشرعي لعهداستعماري لااخلاقي هزم شر هزيمه بعد ان اراق دماءالملايين من البشر تحقيقا لمطامعه الاستعماريه .

وسعت اليابان لايهام العالم بملكيتها لهذه الجزر ولبحر الشرق بتغيير اسمائها الاصليه الى اسماءيابانيه ، معتقدة ان تغيير اسمائها التاريخيه واحتلالها بالقوه قبل قرابة قرن من الزمان يعطيها حق السيادة عليها قانونيا رغم ان ذلك يخالف كل منطق

فاليابان تسعى للهيمنة على جزيرة دوكدو الكوريه وعلى الجزر الصينيه الخمس –دياويو -
وعلى جزيرة الكوريل الروسيه .

ضحايا النظام الياباني بالملاييين
-----------------------------
ادى انتصار النظام الياباني في الحرب الصينيه اليابانيه عام 1894 الى هيمنة اليابان على كامل شبه الجزيره الكوريه واحتلال العديد من دول اسيا حيث ارتكبت قواتها مجازر ضد مئات الالوف من المدنيين في الصين وكوريا

واستغلت القوات اليابانيه شعوب وموارد الدول المحتله ، حيث اجبرت القوات اليابانيه شباب هذه الدول على الانخراط في القوات المسلحه اليابانيه ، مما ادى الى مقتل اكثر من ثلاثة ملايين منهم ، وسيطرت القوات اليابانيه على الموارد الاقتصاديه لهذه الدول وسخرتها لخدمة سياساتها الاستعماريه


اليابان ترفض الاعتراف بجرائمها بل وتبررها
---------------------------------------
رفضت اليابان التسليم بنتائج التحقيقات المحايده ، والمطالب الدولية والشعبيه العالميه ،واخرها مطالبة الكونغر س الامريكي اليابان للاعتراف بجرائم الحرب التي ارتكبتها ،والاعتذار للشعوب التي تضررت ، واسيء لها ، واعتبر الكونغرس الممارسات اليابانيه بحق نساءدول الجوار لليابان بانها شكل صارخ من اشكال الاتجار بالبشر يفوق كل الاشكال سواءمن حيث الكم او الكيف او الدعم الرسمي الياباني للمتاجرة بالنساء في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ القديم والحديث حسب بيان للكونغرس الامريكي

كما رفضت الحكومه الكوريه تقريرا للجنة تحقيق يابانيه محايده مختصه عام 1993 اجرت تحقيقات على مدى 20 شهرا خلصت بنتيجه مفادها ان القوات اليابانيه تورطت بالاتجار بالنساء الاسيويات واجبارهن على ممارسة المتعه مع الجيش الياباني .

وتمادى ساسة اليابان في رفضهم الاعتراف بجرائمهم بل وسعى عمدة طوكيو شنتارو ايسهارو الى تبريرها لااخلاقيا حين قال "ان البغاء كان طريقة جيده جدا في ذلك الوقت من اجل العيش "

تكتيكات يابانيه للتهرب من المسؤوليه
------------------------------------
حين تحاصر المتهم الادله فانه يلجأ الى تصويرنفسه بانه ضحيه لما حدث . وهذاماتقوم به اليابان
اذانها تتهرب من المسؤوليه عن جرائم الاتجار بالبشر وقتل الملايين واستغلالهم ، بالزعم انهاهي نفسها ضحيه للقنابل النووية التي سقطت على هيروشيما وناجازاكي ، متناسيه ان هذه القنابل ماكان لهاان تسقط لو لم تقم القوات اليابانيه باعلان الحرب على العالم لاقامةامبراطوريه تحمل اسمها


وبعد
-
هل يمكن لليابان ان تكون دولة محترمه عالميا اذا اصرت على سياسة انكار جرائمها السابقه ولم تمتلك الشجاعه الكافيه التي امتلكتها المانيا ، بالاعتذار والانحناء للشعوب التي ضحت بارواح الملايين من سكانها ، وبالمليارات من مواردها ، وانتهكت اعراض وكرامة مئات الالاف من النساء

ان المجاملات الكلاميه والاعتذار اللفظي و التظاهر بتانيب الضمير والشعور بالذنب واحياء ذكرى سقوط قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي لايجدي نفعا ، و لايمكن ان يؤدي الى كسب عطف الدول المجاوره لليابان

اذا ارادت اليابان بناء علاقات متناغمه وذات منفعه ثنائيه متبادله مع دول شرق اسيا ، فان عليهاان تعترف بماضيها المخجل وان تواجه التزاماتها الاخلاقيه

فهل يتخلص ساسة اليابان من خجلهم الاعتراف بضحايا قواتهم ؟ وهل يملك ساسة اليابان الشجاعه والثقة بالنفس ويعتذروا بجديه عن ممارسات قواتهم وينحنوا امام الشعوب التي ارتكبت بحقها جرائم غير مسبوقه ، حتى تساهم اليابان في بناء عالم جديد يخلو من جرائم الاتجار بالبشر وانتهاك الحرمات والقتل الجماعي واستغلال موارد الدول كما فعل اسلافهم ودفعوا الثمن غاليا
يقولون الاعتراف بالذنب فضيله وشجاعه وقمة الانتصار . الا ان ساسة اليابان كمايبدو حتى الان يرفضون ان يوصفوابهذه الاوصاف الايجابيه ، ويفضلون عليها وصف الكونغرس الامريكي لهم بانهم تجار بشر في سابقه لم يشهدها التاريخ
---------------------------------
*باحث وصحفي متخصص بشؤون كوريا