بالامس كنت ضيفا على مؤتمر صحفي في منزل الدكتور حسام العبدلات المعتدى عليه امام منزل دولة عبد الرؤوف الروابده , وسمعت ما دفعني لكتابة هذه الرسالة لعرشكم المفدى لعلنا نقف عند بعض ما جاء فيها خدمة للاردن وشعبه. علما بأنني لست حزبيا ولن اكون ولست تابعا لتيار ما أيا كان , ولن اكون, ايماني بربي ثابت وطيد لا يتزعزع , وعلاقتي بوطني علاقة شرف وعرض , وبعرشه الاردني الذي مات جدي وابي واخي دفاعا عنه راسخ لا يتغير ولا يتلون تبعا لمنصب او منفعة مادية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين .
" وقل رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا" صدق الله العظيم
يا سيد البلاد وراعي شؤون العباد, اجتمع نخبة من شرفاء الاردن الافاضل وحصنه الشريف من ابناءك الاخيار , للدفاع عن حمى الوطن وصون مدخراته ومقدراته , ليبقى حرا كريما عزيزا نباهي به الدنيا الى ان يرث الله الارض ومن عليها , كما اراد له شهداء الوطن وجرحاه في كل مواقع الشرف التي قضوا نحبهم واصيبوا فيها.
وليسمح لي سيدي جلالة الملك أن ابعث له على عجالة باربع رسائل ارى من الضروري البوح بها لمقامه السامي استنخلتها واستنتجتها هذه النخبة التي اراد البعض من ضعاف النفوس تصويرها على انها تعمل ضد مسيرة الوطن وقائده:
الرسالة الاولى : اليك يا سيد البلاد أقول ولدنا على الفطرة يا آل هاشم نحبكم ونسير خلفكم ونؤيدكم وندعمكم , وخسئ كل من يقف ضدكم ويتطاول عليكم , ولكن عليكم يا سيد البلاد ان تدركوا قبل فوات الاوان أن هناك خبثاء سياسة يسبحون في اوحال الوطن يريدون لهذه العلاقة التاريخية ان تتعكر ليحلو لهم اللعب على اوجاع الاردنيين , وليسّهلوا لبني صهيون تنفيذ مؤامراته على حساب الاردن.
فالاردن يا سيد البلاد وراعي مصالح العباد بحاجة هذه الايام لابنائه الشرفاء ( من خلايف وصفي التل وهزاع وحابس وعبد الحميد ومحمد هويمل الزبن وخضر شكري ورجال اللطرون والكرامة وايلول) , ولاننا نخاف عليك يا سيد البلاد فلا تصدق بعض من يتغنى امامكم بقوله مولاى لبسني شعار الجيش ولو مره وخذ عمري , فهولاء دفعوا عشرات الالاف من الدنانير لكي يعفوا ابناءهم من خدمة العلم لكي لا يرتدي يوما شعار ابي واباءكم.
الرسالة الثانية : لقد كان جيشنا الاردني مفخرة نعتز بها على الدوام ويتباهى الاردني اذا ما تزينت هامته يوما بشعار الجيش الاردني , ونجد انه من الضروري في عالم التخصص ان يتم تغيير مسمى الجيش العربي الى مسمى اخر يحفظ للاردني هويته ليكون اسمه الجديد ( الجيش الاردني ) او على الاقل ( الجيش العربي الاردني).

الرسالة الثالثة : الى رجال دائرة المخابرات العامة , فنقول لسيد البلاد وراعي مصالح العباد: ان الشرفاء بها كثيرون جدا والمتميزون بها اكثر , فالمؤامرة على هذا الجهاز الحيوي تلخصت في عنوان واحد هو (ان يكون بعض مدراء هذا الجهاز منحرفون وبعضعهم لصوص لكي يفقد الشعب الثقة به, لتمزيق ما تبقى من نسيج, ولعلي استرجع من الذاكرة ,دور هذا الجهاز في الحفاظ على أمن الاردن في اخطر المؤامرات عليه.
فالاردنيون الشرفاء لا يريدون محاسبة هذا المدير او ذاك , بقدر ما يريدون ان يتعرفوا على الضباط والمسؤولين الذين تجندوا على أيدي هولاء لكي نتقيهم ونتخلص منهم, ايمانا منا بأن ( الحية لا تلد إلا حية ) .

الرسالة الرابعة : الى ابناء العشائر الشريفة التي لا زالت رغم بعض الشوائب التي حاول البعض الصاقها بها تسبح في محيط الشرف والكرامة وتصنع من اجساد ابناءها سياجا لحماية العرش, فهولاء هم جندك المخلصين في ايام العتمة, فقد اجتمعوا لانهم يشاهدون أن الاردن يسرق منهم جهارا نهارا , تحت مصطلحات وهمية انتجتها وصنعتها الصهيونية مثل (الوحدة الوطنية , الاردن ارض الحشد والرباط , الاردن بلد المهاجرين والانصار , الاردن بلد الكرم والشيم والاصالة ,الاردن موئل الاحرار) , فهذه مصطلحات دمرت الوطن وجعلتنا على الهامش , ليعتلي بفضلها اصحاب السوابق من قتلة ابي واباءكم على ظهورنا , ليصل الامر بهم الى بيع ارضنا باسم الاستثمارات وتصحيح الاقتصاد.
وليعلم سيد البلاد ان هناك فرق كبير وشاسع بين الام الثكلى والنائحة المستأجرة.
الرسالة الخامسة : لا تصدق ان هناك اردني حر وشريف سالت دماء ابيه وجّده على ارض فلسطين يجهر بالعداء والكره للشعب الفلسطيني الرابض على ارضه , ولكننا نطالب بالكف الفوري عن طلب المزيد من التجنيس لان الجنسية الاردنية لهم تعني تسليم فلسطين من قبل أهلها لليهود الغاصبين طوعا لا كرها, وتعمق في المقابل جراح الاردنيين الذين باتوا يروا ان هناك من يحاول باسم الدين تارة وباسم الحشد والرباط والقومية اغتصاب ارضهم منهم.
الرسالة السادسة: إن ما حدث امام منزل عبد الرؤوف الروابده أمر في غاية الخطورة ويندى له الجبين ,فهل من المعقول ان يأتي يوم على ابناء شعبك يداسون بالاحذية من قبل اتباع رجال دولة يختبئون للاسف الشديد خلف مارقين انهالوا على مواطن من ابناءك الاخيار وداسوا على رأسه يقولون له : ( قل عبد الرؤوف الروابده سيدك وسيد الاردنيين) وهو يصرخ من الالم قائلا:( سيدي هو الاردن ) ,وأمنى النفس يا صاحب الجلالة لو تفضلت وشاهدت ما جرى بالصوت والصورة فقد تعتقد للوهلة الاولى اننا في دولة اخرى غير هذا الحمى . الذ كنا ولا زلنا نؤمن بأن له سيد واحد هو انت, فمن اين اتى هولاء واصبحوا اسيادا علينا؟,
فالى متى سيبقى هولاء يرتقون وابناؤهم على ظهور شعبك الوفي والمخلص لك لا لمنصب ولا لمال بل لايمانهم بأنكم الاجود والارقى والاكثر اصالة ؟؟.
فيا سيد الوطن في الاردن الالاف من وصفي التل وهزاع المجالي ولكن اريد لهم ان لا يظهروا على الساحة لكي يبقى الاردن ساحة مستباحة.
ولكي يبقى الاردن عزيزا يستمد عزته وكبريائه من عزة شعبه الذي أمن بربه ولم يسجد لغيره, ولم يرتضي حكما لغير ابناء هاشم , فإني أمني النفس لو تفضلتم يا جلالة الملك وأمرتم بمقابلة المعتدى عليهم اما م منزل الروابده شخصيا , لتقف بنفسك على الحقيقة الدامغة لما يدور خلف الكواليس لمنع تغول كل من أختبئ ويختبئ خلف سور العرش الذي به ارتضينا طائعين, ليمارسوا طقوسهم التعذيبية بحق شعب تهمته انه الاوفى والاخلص بين شعوب الارض لوطنه وقيادته .
ودمتم يا سيد البلاد ودام عرشكم الاردني