لقاءات الملك


جراسا -

كتب فهد الخيطان - نظم الديوان الملكي، في الأسابيع الأخيرة، عددا من اللقاءت للملك مع شخصيات منتقاة في عدد من المحافظات. اللقاءات التي تجرى في منازل وجهاء ودواوين عشائرية أحيانا، ستتواصل لتشمل باقي المحافظات كما هو متوقع.
يوفر الاحتكاك المباشر للملك مع الشخصيات العامة فرصة لمقاربة المشهد الوطني من كل جوانبه، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الرسمية في اتخاذ القرارات وتحديد الخيارات.
اللقاءات التي شهدناها في إربد والزرقاء والسلط، هي شكل من أشكال متنوعة للتواصل بين رأس الدولة وشعبه؛ فهناك لقاءات أخرى ذات طابع جماهيري أو عشائري ومناطقي.
وفي ظل التحديات الاستثنائية التي تواجه الدولة الأردنية على جميع الصعد، تصبح اللقاءات بحد ذاتها حاجة وطنية لطرفي المعادلة؛ الدولة والمجتمع. وفي ضوء الانهيار المريع في ثقة الناس بالحكومات والبرلمانات، يتحمل الملك مسؤولية مضاعفة للمحافظة على جسور العلاقة مع المجتمع، وترميمها قدر الإمكان.
لكن المسؤولين عن تنظيم مثل هذه اللقاءات يركنون إلى الآليات التقليدية في اختيار الشخصيات المشاركة فيها، ولا يلحظون التحولات الجارية في نظرة المجتمع للنخب والقيادات السياسية والاجتماعية. والأهم من ذلك أنهم لا يدركون الحاجة الماسة إلى تجديد النخب والقيادات، وضرورة العمل من أجل تصعيد وجوه جديدة إلى مسرح العمل العام، وضخ دماء حية في طبقة سياسية آخذة في التفكك والتحلل بفعل عجز الدولة عن تطوير آليات العمل السياسي، وعقم حواضن المؤسسات عن تخليق ساسة جدد يتمتعون بالثقة والمصداقية.
إن معظم الشخصيات التي حضرت اللقاءات الأخيرة تنتمي إلى الشريحة التقليدية من الطبقة السياسية. صحيح أن لدى هؤلاء خبرة طويلة لا يمكن تجاهلها، وبعضهم يحمل آراء نيرة وجريئة، لكن خطوطهم جميعا مفتوحة على القصر، ويستطيعون لقاء الملك تحت عناوين مختلفة. اللقاءات التي تعقد في المحافظات ينبغي أن تستهدف القيادات الاجتماعية والنقابية والحزبية النشطة في الميدان، وأعني الوجوه الصاعدة من أبناء الطبقة الوسطى والتي تشكل القاعدة السياسية لحكم الملك عبدالله الثاني، أو هكذا يفترض.
هذا الطيف العريض من الشخصيات لم تتح له في السابق فرصة الحوار المباشر مع الملك، بوصفه ممثلا لطبقة وقوى جديدة؛ دائما تُحشر في خانة التمثيل العشائري، وتُعامل كرصيد في حساب زعيم عشائري أو قبلي.
المجتمع لم يعد كما كان قبل عشرين أو ثلاثين سنة؛ الوجوه الشابة والفاعلة في العمل العام في المحافظات هي الأقدر على تشخيص الواقع، وتلمس هموم الناس السياسية والاقتصادية.
صحيح أن المزاج العام لنخب المحافظات والمدن محبط ويميل إلى الراديكالية، خاصة القوى الشبابية الصاعدة، لكن شعورهم بالمسؤولية يتفوق على إحباطهم وسخطهم. ولذلك، سيجد الملك فيهم خير حلفاء للمضي في عملية الإصلاح والتغيير.
المهم أن يحدث التماس المباشر، وأن تنفتح خطوط الاتصال في الاتجاهين، وتدور ماكينة الحوار؛ عندها ستتغير الانطباعات السائدة، وستكتشف الدولة أن لديها مخزونا كبيرا من الوطنيين المخلصين والجادين. وعندها فقط سيبدأ مشوار التغيير الحقيقي في السياسات والأشخاص.
الغد



تعليقات القراء

ابو مالك A.M.B.H
ياسلام مااحلاك واحلى كلامك انت الرجل الغيور والصادق وابن البلد والوطني والدى يتكلم الصح.افتحوا مجال لابناء الوطن المتعلمين والمنتمين.لاتنسوا نحن بالعام 2012 فكروا صح.لااريد ان ازيد كفانا.
19-09-2012 07:03 AM
جرساوي اصيل
مقالة ممتازة وافكار قوية ... تتقارب مع افكار ناهض حتر في في بعض المضامين من حيث تحول الكاتب من الى مدرسة الليبرليين وتمسكة بزمام اصلاح الموجود
19-09-2012 08:46 AM
فلاح الخلايلة بني حسن
فهد الخيطان عبرت عن انفسنا الف شكر لك - فعلا لقاءات مع و وجوه تقليدية ليست لها علاقة بالواقع الذي نعيشه -كل ماقالوه امام جلالة الملك يطول عمرك احنا بخير والبلاد والعباد بالف خير - كثير من الشيوخ والوجهاء اصبحو معزولين عن عشائرهم ولا احد يعترف بهم - فهم جزء من الفساد وبياعين ذمم لمن يدفع اكثر-من المسؤول عن ابعاد شباب الوطن المخلصين الغيورين عن لقاءات جلالة الملك0
19-09-2012 09:19 AM
الدكتور صالح العمواملة
سيكون هناك اجتماع يوم الجمعة القادم لابناء السلط لمناقشة الزيارة الملكية لبيوت اشخاص الشارع والشعب يطالبون الدولة بتغير عناوين زيارتهم لان البوصلة تغيرت وانكشف المستور وعلم ابناء السلط ان هناك اشخاص يحاربون النجاح لابناء السلط كي يبقوا في وهم الزعامة المتوارثة لولاء ناصري انتهى عهدة في مصر ولكن باقي هنا في السلط
19-09-2012 10:07 AM
احمد موسى بني هانى A.M.B.H
الله يعطيك العافيه عالجت ووضعت يدك على مكان الم جميع الاردنيين الصابرين على مايعانوه حبا وانتماء لتراب الوطن وولاء للعائله الهاشميه وسيد البلاد.....معهانتقائيون.لي قضيه عندهم مند 10 سنوات وانا اكتب ولا يسمعوا....
19-09-2012 12:26 PM
المهندس عبدالفتاح الآبراهيم
بدون مجامله أنت كاتب رائع لأنك تكتب مايجول بخاطر الناس ؛فعلا هذه الكشوفات جاهزه هم أعضاء المجلس الاستشاري هم الذين تتم دعوتهم لسلام على الملك وتناول الطعام مع الملك ؛ بس ياريت يتم التنسيق مع الاحوال المدنيه لتحديث هذه الكشوفات لانها قديمه جدا وممكن بعض الأسماء التحق بالرفيق الآعلى !
19-09-2012 02:56 PM
سلطي
اؤيد ما ورد في التعليق رقم 5 ولكن في الوقت الذي حضر الاجتماع بعض الوجوه الجديده ويبقى المهم هل اعطوا المجال للحديث وابداء اراءهم ام تصدر الحديث نفس الوجوه التقليديه وكان القصد فقط الحضور للتغطيه وكانك يا ابو زيد ما غزيت وربما كان اختيار هذه الوجوه الجديدةوالتي كان اختيارها غير موفقا كانت فقط لهز الرؤس وليس المشاركةالفاعلة وكي تبقى الوجوه التقليديةهي التي تتحكم في اللقاءوابداء الاراء والسيطرة.
19-09-2012 03:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات