هل نقتل السفير الامريكي لننتصر !!


في متاهات الاحداث وتضارب الافهام عندما تعقد الألسن بحجم المأساة ويطغى صوت الجهالة على خطاب الحق ويتسابق المخدوعين على ابواب السفارة لتكون كلمة الشيطان هي العليا في مشهد دموي يبرأ منه الاسلام واهل الحق وينتهي بقتل السفير الاميركي والاعتداء عليه جنسياً من اجل نصرة الرسول !! والاحتجاج على مادة اعلامية وضيعة تهدف عبثاً للنيل من سيرته العطرة وعظيم شمائله التي تكفل رب العالمين بحفظها حينما قال : انا كفيناك المستهزئين .

حينما جاءت رسالة الاسلام العظيمة حفاظاً على الضرورات الخمسة : الدين والنفس والعقل والعرض والمال وشرّع الخالق حدوداً صارمة لمن يعارضها ويحاول النيل منها سواءاً تعلقت هذه الضرورات بالمسلمين انفسهم او بغير المسلمين من معاهدين واهل ذمة ومستأمنين , فغير المسلم المعاهد او المستأمن او الذمي له ما للمسلم من رعاية وعهد وعليه ما على المسلم من واجبات خاصة مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وقوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ [التوبة:6 حتى إذا خاف المسلمون من المعاهدين خيانة للعهد لم يجز لهم أن يقاتلوهم حتى يعلموهم بإنهاء العهد الذي بينهم ولا يفاجئوهم بالقتال بدون إعلام، لقوله تعالى: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ [الأنفال:58] ، فأين موقع الذين يروعون المستأمنين ويقتلون الابرياء ويسفكون الدماء لاعتقادهم بان ذلك من نصرة الرسول وانهم يسيرون على طريق الحق وقد تشابهت مواقفهم ودفاعاتهم مع الذين قتلوا عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وسمّوا ذلك جهاداً في سبيل الله وجاء من بعدهم من قنابل موجهة بغير عقل ولا علم قامت بتفجير الاسواق والمجمعات ودور العبادة وسمّوا ذلك جهاداً وجاء آخرون ليقاتلوا بالوكالة عن دول تسعى لبسط نفوذها على دول ومناطق غنية بالثروات وتزامن ذلك مع دعوات دول عربية طابعها الأمني والبوليسي لا يسمح بالخروج على النص ابداً ولا تسمح بمجرد الخروج في مسيرة للنهي عن المنكر كما تدعي وشجعت تلك الدول العربية حركة الجهاد والمجاهدين والتمويل والاعداد لجمهور عريض من الشباب المتحمس للجهاد وكل ذلك جزء من سيناريو سياسي وليبرالي جاء على اعقاب الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا كما في الحالة الافغانية والحالة السورية على سبيل المثال وليس الحصر وكان مصير هؤلاء المجاهدين ام القتل في ساحات تصفية الحسابات او الموت تعذيباً في سجون بلدانهم بعد رجوعهم اليها.

جاء في صحيح البخاري قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكَ الدم الحرام بغير حلّه) وقال اهل العلم في شرح هذا الحديث ولقد صدق ابن عمر رضي الله عنه إنّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها أن يسفكَ الإنسان الدم الحرام بغير حلّه، وإن دم المعاهد حرام، وسفكه من كبائر الذنوب؛ لأن النبي أخبر أن من قتله لم يرح رائحة الجنة، وكل ذنب توعّد الله عليه في كتابه أو رسوله في سنته فإنه من كبائر الذنوب , ومن باب اولى فان شيم الغدر ليست من اخلاق المسلمين وان ترويع المستأمنين والاغتصاب والتهديد بالقتل وخطفهم ورهنهم ينافِ حقيقة الجهاد واعتداءاً في غير محله على اصناف من البشر كانوا محل رعاية وعهد ابان حياة الرسول والخلفاء الراشدين من بعده وقررتها العهدة العمرية في فتح بيت المقدس وخلاف ذلك يعتبر خيانةً لعهد الاسلام ومكارم الاخلاق التي جاء نبي الحق ليؤكدها.

ما حدث في ليبيا من اغتصاب وقتل وترويع لشخص السفير وموظفي السفارة كان مخططاً وهدفه تقديم الاسلام من جديد كأنه دين دموي وتقديم المسلم والملتحي وللأسف بصورة القاتل الموجه لغايات في نفس يعقوب لترتيب اوضاع مستقبلية على الصعيد السياسي والعسكري في ليبيا وغيرها بالمقابل نرى ان نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي باحياء سنته والتمسك بتعاليم دينه ورعاية العهود والسير على مكارم الاخلاق وخلق تيار الوعي المحايد لتقديم صورة الاسلام بالشكل الذي يجب .

Majali78@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات