المراهقة الحرجة


تعتبر من أهم الفترات التي يتم بها تحديد مصير الشاب أو الفتاة هي فترة المراهقة والتي تبداء بعد سن العاشرة تدريجياً لغاية الثامنة عشر ، وفي هذا العمر تحديداً لا يعلم الشاب ماذا يريد فتراه تارةً منتظم وتارةً أخرى متمرد لا يعرف ماذا يريد تراه يفكر في أمور لا تنسجم مع الواقع، ويشعر في الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛
لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
فيحتاج في الوقت تحديداً إلى الإرشاد والوعظ في كل يوم ، ومحاولة احتوائة والمصارحة والمكاشفة بطرق ذكية للوصول إلى نمط تفكيره ودواخل مشاكله النفسية ، وماذا يريد وأن نساعده في الحلول المنطقية لتجاوز العقبات التي تنتابه مابين الفترة والأخرى ، ويجد الوالدين بأنهم بحاجة إلى مزيد من الصبر وعدم الإنفعال وتلبية طلبات الأبناء ضمن الحدود المعقولة .
فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراًمن الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة، وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث
ويوضح الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة، فيقول هي:" الغرق في الخيالات، وقراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام، كما يميل إلى أحلام اليقظة، والحب من أول نظرة، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطار، والميل إلى التقليد.
أعتقد بأن الشاب المراهق دائماً يعمل على محاولة تقليد أبيه والفتاة كذلك تحاول تقليد والدتها في مختلف مجالات الحياة فإذا كان الأب من رواد المساجد أو هادء النفس فترى الصغير يعمل على تقليده ، ولكن تكمن الخطورة الحقيقية التي يجب علينا كأباء متابعتها بكل دقة الرفقاء فإن الرفيق الجيد سيؤثر بشكلٍ كبير ومباشر على نمط التفكير لدى الشاب المراهق ، أما الرفيق السئ فسيعمد على تشتت فكره والإنصياع نحو الأعمال السيئة ، فإن كثرة الإستماع إلى الأبناء ومحاورتهم بشكلٍ ديمقراطي سيجعلنا نفهم توجهاتهم وإرشادهم لما فيه المصلحة والخير لتجاوز هذه المرحلة الحرجة .
أما النفور منهم وترك الحبل على الغارب لهم فهذا مؤشر خطير على بناء شخصيتهم وفقدان زمام الأمور في توجهاتهم وسلوكيلتهم التي ستجر لنا ولهم المزيد من البؤس والشقاء وفرز جيل منحرف غير قادر على مواجهة الحياة .










تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات