مستشارية العشائر والدور المرتقب


انعطف حراك الشارع الأردني ،وسلك مسربا عشائريا تائها يستدعي تدخل عاجل لمستشاريه شؤون العشائر، بعد ان طرأت تغيرات مرعبة على المكونات الداخلية لجسم اغلب الفعاليات ،وأصبحت تقتصر على أفراد العشيرة او المنطقة الجغرافية الواحدة، واتخذت الأنشطة مسميات قبلية متوترة ستقود البلاد إلي عراك دموي لا نهاية له ، وحان الوقت لان تقوم ألمستشاريه بدورها ،والنهوض لإعلان النفير العشائري العام لحفظ الوحدة الوطنية ،وقيادة وتنظيم مؤتمر وطني عاجل لتفكيك مليشيات الدفاع الذاتي التي حلت محل قوات الأمن المنسحبة ،ودعم الجهود الأمنية لإعادة فتح المناطق العشائرية المغلقة التي أصبحت تشكل بؤر للجريمة ومبعث للفتن .
.قد لا يميل كثير من الناس مبدئيا إلى ترجيح تفسير عملية سحب القوات الأمنية في قضية الروابده على انه كان تنفيذا لقرار سياسي لتغذية العنف المجتمعي ،ودفع الناس بعضهم ببعض بدل مصارعة النظام ،كخطوة مجنونة لإبعاد المسيرات والهتاف الأسود الذي توغل كثيرا ووصل الى حواف الديوان الملكي العامر ،ومحاولة اجتياز كابوس الربيع العربي بالمجان ودون القيام بتنازلات وإصلاحات حقيقة، او التقدم ولو خطوة واحدة باتجاه مكافحة الفساد واستعادة المال العام المنهوب .
الأيام القليلة الماضية كانت مظلمة،وخضعت للانفعالات الشخصية ،وشهدت الكثير من مظاهر التجييش الجهوي ،ووضعت الأمن الداخلي على شفير الهاوية ،وآن الأوان لتخليص المقود العشائري من قبضة الجهلة والطائشون ،واستعادة دور الحكماء والكبار لضبط الشواذ ،وكبح جماح المتمردين على القيم الاجتماعية الفاضلة ،وهذا الواجب يقع بالدرجة الأولى على عاتق المستشارية ،وعليها الظهور الآن للعلن، والإسهام في جهود الحماية والإنقاذ الوطني، وإعادة الهيبة والقوة لأركان الحكم ،فالمؤشرات الصادقة تؤكد طغيان القلق والخوف على المشاعر العامة ،وتكاثف أحاسيس المرور بمرحلة بقايا الدولة وفقدان الأمن والاستقرار.
زيارة تاريخ العشائر الأردنية وإلقاء نظرة واحدة في العمق تبين مكونات الولاء الأصيل في مشارق الأردن ومغاربه ،وأشواكه الدامية لكل من يمس الوطن والنظام ،لكن تم إبطال مفعولها ،وتكاد تكون معطلة وتعمل بطاقتها الدنيا ،ومتروكة جانبا بسبب الإقصاء والتهميش ،وهناك خلايا نائمة كثيرة تتحين الفرص، وبوادر انشقاق عشائري بغيض يهدد أعالي النظام يجري بكل أسف تجاهله والاستخفاف بمخاطره .
لا بد أن يتسع صدر سيادة الشريف فواز ويتقبل بحكمته ووقاره النقد، وهو الذي يستمع كعادته القول ويتبع أحسنه ، وعليه التخلي عن القديم، وتغيير قواعد اللعبة وقفا لميكانيكية الربيع والإصلاح ،ومواجه ظهور المهارات الشيطانية في إدارة تجوال الفتن ،والاعتراف بحقيقتها المرة، وعلي المستشارية الاقتراب من الناس لتعزيز موانع الانحراف والشذوذ .
بصراحة المستشارية الآن بعيدة عن الناس ،وطريق الوصول إليها وعرة وشاقة ،وبصراحة أكثر المستشارية مغلقة، ولا يعرف لها عنوان أو وسيلة اتصال واضحة ،وتطل على العشائر من نافذة ضيقة ،واختصرت كل العشائر الأردنية ببضعة أشخاص لا تعرف او لا تعترف الا بهم، وهي بوضعها الحالي غير منتجة ،وتخلفت عن ركب مكافحة المخلفات الجانية القذرة التي لوثت الربيع الأردني ،وعكرت صفاء ونقاء مسيرة الإصلاح التي يقودها أبناء الأردن المخلصين وجلالة الملك.fayz.shbikat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات