جراسا -

عقوبة حسن عبدالفتاح: "لا اجتهاد في موضع النص"

القرارات التي اتخذتها لجنة النظام والسلوك الكروية في جلستها اول من امس، وجدت جملة من الاحتجاجات اطلقها نادي الوحدات، مستنكرا إيقاف لاعبه حسن عبدالفتاح مباراتين، وبالتالي سيغيب هذا اللاعب عن اللقاءين المقبلين امام الحسين وشباب الاردن، الى جانب الغرامة المالية التي تلقاها النادي ومقدارها 1500 دينار بداعي ان جمهور فريق الوحدات شتم الفريق المنافس.

وفي تلك الجلسة تم تغريم النادي الفيصلي مبلغ 2000 دينار لقيام جمهوره بشتم الفريق المنافس مع توجيه إنذار نهائي للنادي الفيصلي، كما صاحب ذلك إيقاع عقوبة الإيقاف لست مباريات بلاعبي اليرموك رأفت جلال وياسين البخيت.

الأندية تدفع الثمن

ومن البديهي القول بأن جلسات لجنة النظام والسلوك المتتالية تحمل بين ثناياها عقوبات جمة تدفع الاندية ثمنا لها، مع اختلاف تلك العقوبات الموجهة نتيجة مخالفات الجمهور واللاعبين والمدربين والاداريين، ولو تم إحصاء الغرامات المالية التي تتخذ بحق بعض الاندية لشكلت في مجملها رقما كبيرا يمكن للنادي من خلاله تسيير رواتب اللاعبين والمدربين لمدة لا بأس بها.

ومن البديهي القول ايضا بأن العقوبات التي تتخذ بحق الاندية نتيجة مخالفات يرتكبها "اركان اللعبة"، قد لا تجد القبول الكامل من جميع الاطراف، اذا ما تم التغاضي عن تطبيق بنود التعليمات وحل مكان ذلك الاجتهاد الذي لا يجوز ان يحدث في ظل وجود ووضوح النص.

مفارقة في عقوبة حسن

ثمة مفارقة غريبة حدثت في لقاء الوحدات والفيصلي، ذلك ان تقرير الحكم المصري عصام عبدالفتاح أشار الى أن لاعب الوحدات حسن عبدالفتاح قام بضرب لاعب الفيصلي عبدالهادي المحارمة من دون كرة، وبالتالي تم طرده من الملعب ويستوجب بالتالي تطبيق النص الوارد في التعليمات العامة التي تشير في الفقرة ب من المادة 11/33 "التعدي بالضرب على أي من أركان اللعبة أو الجمهور ضرباً بدنياً قبل أو خلال أو بعد المباراة باستثناء أي من طاقم الحكام، يتم ايقاف اللاعب خمس مباريات رسمية إلا اذا رأى مجلس الادارة اتخاذ عقوبة اشد، وتغريم النادي مبلغ 500 دينار.

لكن تقرير مراقب الحكام أسامة جبران كان مخالفا لتقرير حكم الساحة ووجد أن الحالة لم تكن اعتداء متعمدا وحدثت اثناء اللعب ووجود الكرة في حوزة احد اللاعبين، وبالتالي فان العقوبة الوحيدة لها هي الايقاف لمباراة واحدة، بيد ان لجنة النظام والسلوك قررت اللجوء الى النص المذكور في المادة 11/3    من التعليمات والتي تشير نصا: "تتولى لجنة النظام والسلوك وفق الصلاحيات الممنوحة لها النظر في المخالفات والتنسيب في العقوبات الواجب إيقاعها والتي لم تنص عليها هذه التعليمات، إما فيما ورد في هذه التعليمات فيتم تنفيذها فوراً وتبليغها للمعنيين"، وهنا يظهر واضحا ان اللجنة اخطأت في قرارها الاخير، لأن العقوبة اما ان تكون الايقاف لمباراة واحدة فقط او الايقاف لخمس مباريات متتالية، ويمكن هنا العودة الى شريط الفيديو المتعلق بالمباراة، لأن المسألة لا تتعلق بتحديد صحة هدف من عدمها وانما مخالفة سلوكية يمكن النظر منها لمعرفة اي القرارين كان اكثر صوابا من الآخر، فاذا كان حسن يستحق الايقاف لمباراة فليكن واذا كان يستحق الايقاف لخمس مباريات فليكن ايضا، طالما اننا ننشد العدالة والموضوعية في تطبيق القرارات على اطراف اللعبة.

شتائم وغرامات!

والنقطة الثانية هي ما يتعلق بالغرامات المالية المفروضة على الناديين بداعي الهتاف ضد الفريق الآخر، وحتى اللحظة يبدو ان نفرا من الجمهور في كلا الناديين وربما في اندية اخرى ايضا، ما يزال يعتقد أن شتم الآخرين بعبارات تافهة يصب في مصلحة ناديه، من دون ان يدرك "وهنا افتراض حسن النوايا" ان ذلك يؤدي الى اصابة سمعة ناديه والاضرار بمداخيله المالية، لا سيما وان الاندية جميعا ومن دون استثناء تستجدي الدعم من القطاعين العام والخاص، لكي تتمكن من الايفاء بمتطلبات الاحتراف.

الوحدات يقول بأن جماهيره لم تطلق الشتائم بحق الفيصلي، وتقرير مراقب المباراة أحمد أبو شيخة يؤكد حدوث بعض الهتافات والتي لم تكن بحجم وعدد المرات التي شتم فيها جمهور الفيصلي الفريق المنافس، وفي كلا الحالتين فان حادثة الشتم واقعة، وهنا يفترض بالواعين من جماهير الناديين عدم الانجراف خلف فئة تسيء لنفسها وناديها قبل ان تسيء للآخرين، ثم ما ذنب الاندية ان تبقى تئن تحت وطأة هذه العقوبات المالية وقد اثقلت كاهلها الى جانب فاتورة الاحتراف الثقيلة؟.

ماذا بعد؟

ولابد هنا من العودة الى التعليمات مرة اخرى لمعرفة حجم الضرر والقرار المتوقع في المستقبل إذا ما استمرت تلك الهتافات المؤذية، فالمادة 11/36/ الجمهور تقول "إطلاق الهتافات الجماعية المؤذية والمسيئة والهتافات العنصرية ضد لاعبي الفريق الخصم او الحكام أو الاتحاد وممثليه أو أي من أركان اللعبة، يستوجب أن يقوم الحكم بإيقاف اللعب ويطلب من رجال الأمن العام التدخل لإخراج المسيئين من المدرجات، وتغريم النادي مبلغ 500 دينار واذا تكرر يتم توجيه إنذار أول للنادي وتغريمه مبلغ 1000 دينار واذا تكرر يتم توجيه إنذار ثان للنادي وتغريمه مبلغ 1500 دينار، واذا تكرر يتم توجيه إنذار نهائي للنادي وتغريمه مبلغ 2000 دينار واذا تكرر تتم إقامة مباراتين على ملعب الفريق من دون جمهور وتغريم النادي مبلغ 5000 دينار، واذا تكرر يتم نقل مباراتين للفريق مقررتين على ملعبه لتقام خارج ملعبه وتغريم النادي مبلغ 5000 دينار واذا تكرر يتم حرمان الفريق من المشاركات الخارجية وتغريم النادي مبلغ 5000 دينار واذا تكرر يتم عرض الأمر على مجلس الإدارة لاتخاذ ما يراه مناسباً وتغريم النادي مبلغ 5000 دينار"، وكذلك تم وضع عقوبات عند قيام الجمهور بإطلاق الهتافات الجماعية المؤذية والمسيئة والهتافات العنصرية ضد فريق غير متواجد في الملعب، وهذا للأسف دأب عليه نفر من الجمهور سواء كان الفريق المنافس يلعب امام فريقه او امام فرق اخرى!.

مباريات من دون جمهور!

معنى ذلك وقياسا على العقوبات الاخيرة بحق ناديي الفيصلي والوحدات، فان قيام جمهور الفيصلي بشتم الفريق المنافس في مباراة مقبلة سيؤدي الى تغريم النادي مبلغ 5000 دينار، لكن تطبيق عقوبة اقامة مباراتين للفريق من دون جمهور قد لا تكون مثمرة وفيها عقوبة للفريق الآخر، كما ان شغب الملاعب قد يحدث في مباراة خالية من الجمهور، وهنا يتجسد مثال مباراة دور الاربعة لبطولة الكأس الماضية التي جرت في ملعب الامير محمد بالزرقاء من دون جمهور، ومع ذلك حدثت اشكاليات كثيرة وتبعتها عقوبات متعددة ألقت بظلالها السلبية على العلاقة بين اتحاد الكرة ونادي الوحدات، الذي تخلف عن المشاركة في بطولة خماسيات الكرة، وكاد الامر ينسحب على بطولات اخرى، لولا قرار العفو الذي أزال كافة العقوبات، والامر ذاته ينسحب على فريق الوحدات الذي اذا تكرر هتاف جماهيره ضد الفريق المنافس فسيصل الى عقوبة الغرامة 2000 دينار والانذار النهائي.

ومن الغريب ان مديرية قوات الدرك التقت قبل يومين من موعد مباراة الفيصلي والوحدات التي جرت يوم الجمعة الماضي في ستاد عمان الدولي، بحضور عدد من الاشخاص الذين يمثلون أطراف المعادلة الكروية ومن بينهم روابط المشجعين، التي لم تقم حتى اللحظة بأي ادوار إيجابية في كبح جماح الخارجين عن الروح الرياضية في هتافاتهم غير المقبولة، مما يستدعي بالفعل التعامل بشكل مناسب من قبل قوات الامن مع كل متفرج يسيء للآخرين، فمحبة الفريق لا تعني الاضرار بالآخرين