الكر والفر


يعني الكر والفر الإغارة على الهدف ومن ثم التراجع ليعاد بعدها الهجوم عليه، فيما يشبه سلسلة من الاختبارات لبيان قوة وضعف العدو، وتعتمد الإغارة على‏ عنصر المباغتة لتوجيه ضربة قوية، ولتنفيذ المهمة بسرعة، قبل أن يتمكن الخصم من القيام بردود فعل منظمة . وقد كان العرب قبل الإسلام يتقنون نظام الكر والفر، ويديرون غاراتهم وفقه. ومعارك العرب وأيامهم‏ قد نفذت ضمن إطار تجمع للقبائل ولكن‏ بمفهوم الإغارة. وعندما تطور الأمر بعد الإسلام، بدأت‏ العمليات الهجومية تكتسب طابع (الصدمة)، ما اكسبهم مرونة كبيرة ، وكانت هجماتهم المباغتة، عاملا رئيسيا في تحطيم إرادة القتال عند خصومهم. وقد وظف المسلمون الأوائل نظام الكر والفر في بعض الأحيان للقيام ببعض التحركات ضمن نظام الصفوف الملزم.
وقد تسرب نظام الكر والفر للبيزنطيين من خلال العرب.
ونظام (الكر والفر) في جوهره أن يقوم المقاتلون بحملة مركزة على العدو بكل قوتهم، فإذا انهزم العدو أمامهم طاردوه، وانتهت المعركة.أما أذا صمد في وجههم، وأحسوا بالضعف، انسحبوا إلى الخلف لإعادة تنظيم أمورهم، ثم يعاودون الكرة بالهجوم على العدو مرة أخرى.وهكذا يعيدون الأمر فيما يجعل النظام نظام لتكرار الضربات المتوالية ، حتى يكون النصر حليفهم‏. وكان هذا النظام يسمي عند العرب أيضا (الرجعة بعد الجولة) أو (الكرة بعد الفرة) . وبعض الأسباب التي دعتهم لهذا النظام هو الكشف عن مكمن الخلل في بنيتهم العسكرية ، فان بعض أشكال هذا النظام يتضمن قيام مجاميع من قبائل وبطون مختلفة ضمن التحالف المهاجم بالقيام بالكرة في كل مرة، فان كانت الغلبة عليهم اكتشف حلفائهم إنهم كانوا هم السبب من وراء الهزيمة والخسران، وكان هذا النظام وهو نظام قيام مجموعة عنصرية محددة كقبيلة بعينها بالقتال يوما بمفردها تليها قبيلة أخرى فثالثة لتبين مقدار نجاحها ولئلا يختلط ثمار جهدها مع غيرها، أو حتى يمتاز حلاوة نصرها عن مرارة فشل أقرانها من القبائل، كما حصل في معركة صفين عندما تناوبت أحلاف مضر الرئيسة في جيش أمير المؤمنين على الانفراد بالقتال كل بيوم لتمتاز عن ربيعة.
قرات عن هذا الكر والفر.. ورايت ان هذا الشي نراه امامنا هذه الايام بخروج اعداد من جهات ليست بمعروفة حقيقتاً، وحسب ما ارى انهم ينتقون بيوتا بمزاجية عالية وكانني اتخيلهم يكتبونها باوراق صغيرة ويغمضون اعينهم ويلتقطون ورقة عليها اسم الشخص الذين يريدون ان يتنزهو امام بيته...
اصبحنا مزاجيين ننتقي البيوت التي ليست هي من نريد..
هي غسيل لقول من يمشي وراء من لا يفكر ما هو المصير الغريب الذي سيحل بهذا بلد اذا لم نستخدم عقولنا....
هل مخطط واضح للاقتتال الداخلي لصرف النظر عن الفاسدين؟!!!
فكروا بهذا السؤال

دحام مثقال الفواز
dahhamalfawwaz@yahoo.com



تعليقات القراء

ام نايف
مقال رائع
09-09-2012 02:44 PM
نانا
ماشاء الله عليك،،دائماً مقالاتك رااااااااااااااااائعة
09-09-2012 02:56 PM
م. المومني
مقال رائع ومميز . بانتظار مقالاتك الرائعة والهادفه
10-09-2012 09:11 AM
كلثوم الزبيدي
اخي الكاتب المبدع دحام لقد اتقنت وصفك لما يحصل والذي سيحصل اتمنى ان تفكر الناس ببلدها ان يكون بالف خير كما تفكر بها بمقالاتك الهادفه للخير لهذا البلد الرائع شكرا لك واتمنى المزيد
10-09-2012 11:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات