الحراكات بالريموت


بالريموت كنترول تنتفض تلك الحراكات وتهدأ ويثار حولها الكثير من علامات الاستفهام التي لا تخلو من اصابع اتهام وشكوك تدور حول تركيبتها وتمويلها والتي لا يختلف اثنان على ان هناك اصابع خفية وطيور ظلام تحركها وتدعمها وتجزل لها الدفع لتازيم الموقف حتى الوصول بها الى نقطة اللاعودة.

منذ ان بدأت هبوب رياح الخريف العربي التي اطاحت بالحكام والشعوب في آن واحد لم نجد نموذجا واحدا يحتذى في دول الخريف العربي التي طالها ألتغيير سوى عصابات مسلحة وارهاب وقتل وتدمير وهتك اعراض وتشريد وفوضى وبقدرة قادر تحول فيها المواطنين البسطاء المطالبين بحريتهم والذي لم يسبق لواحد منهم ان حمل سكين مطبخ او عصا خيزران ان يحمل رشاش وقاذف صواريخ ويستطيع ان يقود دبابة ويسقط طائرة، ويستطيع ان يشتري اسلحة بملايين الدنانير وهو الذي انتفض بسبب الجوع وقلة الحيلة، مفارقة عجيبة فمن اين جاءت كل هذه الأموال.

المتابع للحراكات الاردنية يجد انها قسمين، قسم يتمثل في اللهيثة وراء السلطة والوصول اليها بأي ثمن وهذا القسم متعقل ويعمل من خلف ستار لأعتبارات دينية وعرقية حتى لاتنقلب عليه الدنيا ويصبح وحده عاريا ويتهم بضرب الوحدة الوطنية ومن الممكن ان يخسر جولاته بالوصول الى السلطة، اما القسم الثاني من الحراكات فهو عبارة عن ادوات يحركها القسم الاول بذكاء ودهاء فهو يدفع لها ويمولها ويحميها بالشعارات وبخطط لها ويلقنها حتى عبارات المسيرة فنحن اذا امام دائرة متكاملة يخدم كل منهما الاخر بطريقته، ولا ننكر هنا وللأمانة في الطرح ان هناك حراكات اردنية شريفه اتخذت خطا واحدا لم يتغير، عنوانه المطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين مع الحفاظ على اللحمة الوطنية ودون المساس او التعرض لهيبة الدولة او رموزها.

تخرج المسيرات اسبوعيا بحجة محاسبة الفاسدين والمطالبة برحيل الحكومة او مجلس النواب او غيرها من المطالبات وما ان تصبح في الشارع حتى نسمع بشعارات مختلفه تماما يسميها الاعلام دائما بشعارات تجاوزت كل الخطوط، فهذا هو برنامجها الاصلاحي في معالجة الازمات وصارت المسيرات المطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين تنسى الغرض الذي جاءت من اجله وتتسابق فيما بينها بمن سيرفع سقف الشعارات اكثر وهذا كله بثمنه فمن يرفع سقف شعاراته اكثر تكون حصته من الغنيمة اكبر،

مصطلح الناشط السياسي في الدول المتقدمة يطلق على من يحمل فكرا سياسيا يمكنه التخطيط لسياسة واقتصاد كل الدول العربية مجتمعة فهو متعلما، مثقفا وخبيرا لايعرف إلا لغة العلم العقل والمنطق اما في الاردن فهو يطلق على صاحب الاسبقيات والمطلوب امنيا والجاهل الغير مثقف او متعلم والذي لايمتلك من خبرة الحياة سوى الانقياد والانصياع للآخرين وتنفيذ اجنداتهم، وهو خبير في قطع الطرق وإشعال الاطارات وإغلاق الشوارع اطلاق الرصاص والبلطجة.

الديمقراطية في بلادها الاصلية جاءت بعد عقود من الظلم والعبودية وانتهاك لحقوق الانسان والتفرقة العنصرية والاضطهاد فلم تأت بيوم وليلة وكان نتاجها شعوب واعية ومثقفة تعرف متى تعترض ومتى توافق ومتى تقول نعم وتقول لا، ونحن نريدها في اسبوع واحد ونعبر عنها بالعدمية والفوضى والخروج على القانون وحمل السلاح وحماية الفاسدين من ابناء العشيرة والتطاول على رمز النظام والتباهي بمن يرفع اقوى الشعارات التي يعتبرها اولئك الجهلة برنامجا سياسيا في مسيراتهم.

المطلوب وفي هذا الوقت الحرج من عمر الوطن ان تتكاتف الجهود وتتوحد الحراكات ويكون لها برنامجا سياسيا واضحا يقنع الاخرين بالطرح ونجلس جميعا الى طاولة الوطن نتناقش ونتحاور ونشارك في صنع القرار من خلال انجاح عملية الانتخابات وإفراز من يستطيع تحمل المسؤولية ونبتعد عن العدمية وإطلاق الاحكام المسبقة على كل عملية إصلاحية وان يتحمل كل منا مسؤولياته اتجاه وطنه، فالوطن للجميع فلنشارك جميعا برفعته وتجنيبه الفوضى لا سمح الله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات