السحيجة


في كل دولة في العالم يوجد المعارض والموالي للنظام وفي الأردن أصبح لقب السحيجة يطلق على من يوالي النظام نريد أن نعرف سبب إطلاق هذا اللقب على من يوالي للنظام الأردني. التسحيج هو التصفيق بشدة وتطلق عادة في الأردن على من يدخل في الدحية (الغناء الشعبي) والتسحيج في الدحية لمن يردد وراء المنشد الرئيس ودوره هو التصفيق أثناء اشتداد الغناء. وتقصد به المعارضة الإنسان الذي يصفق ولا يردي لماذا سحيج.
منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية وجد المعارض والموالي للنظام وعلى مر السنين انقرضت المعارضة الأردنية أو خفت واستطاعت القيادة صهر المجتمع الأردني في قالب واحد لمواجهة العدو الإسرائيلي والنهوض بالوطن اقتصاديا واجتماعيا حتى أصبح الأردن من أعظم دول العالم امتلاكا للموارد البشرية النوعية.
أما في المرحلة الحالية فقد انقلب الأمر خصوصا بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في الأردن وما رافقها من انقسام الشعب الأردني إلى ثلاث فئات :الأولى موالية للنظام الأردني الهاشمي فهي ترى أن الملك عبدالله الثاني خط احمر و صمام أمان يجتمع عليه جميع فئات الشعب فهو ليس من الشمال أو الجنوب أو من أصول فلسطينية.
الفئة الثانية هم المعارضة الأردنية وهم أقسام بعضهم لا يريد أن يستمر الملك في الحكم والبعض الأخر يريد ملك دستوري والبعض الأخر لا ندري ماذا يريد فالمعارضة الأردنية الواضحة حديثة التكوين وبحاجة إلى وقت ليس بقليل حتى تنضج مطالبها بشكل عام فإذا ما تم استثناء جماعة الإخوان فالمعارضة ليست واضحة أو ممنهجة للمطالبة بكل هذا الذي نسمع في المسيرات والمظاهرات المتكررة.
الفئة الثالثة هم الحيارى الذين لا يعرفون إلى أين يذهبون مع المعارضة تارة ومع الموالية تارة أخرى ومنهم اناس لا يهمهم الأمر إطلاقا وحتى أن بعضهم لا يعرفون حقيقة ما يحدث في الأردن.
بعد هذا التقسيم هل يجوز أن نطلق على الموالين للنظام الهاشمي لقب السحيجة أليسوا من الأردن ويحملون الهوية الأردنية ولهم الحق في التعبير عن آرائهم أو ما يجول بخاطرهم . لو تم عمل إحصائية لأقسام الشعب الأردني فهل نحدد من هم الأكثرية معارضة أم حيارى أم هم السحيجة كما يريد البعض تسميتهم .
الحق يجب أن يقال إذا ما استمر الأمر في الأردن بهذا الشكل فسوف يتحول إلى كارثة لا يحمد عقباها عداء بين السحيجة وما بين المعارضة والضحية هم الحيارى يوجد في الأردن خلل واضح ولا ندري بالضبط أين يكمن هل في المعارضة ام الحيارى الذين منعتهم ظروف معينة عن التعبير عن أرائهم أم في السحيجة أنفسهم . ونحن بحاجة واضحة إلى عملية استقصاء دقيقة لوضع اليد على موضع الخلل وبالتالي معالجته، على أن يتم ذلك بكل حكمة وموضوعية وشفافية واضحة وان يحترم كل طرف وجهة نظر الطرف الأخر . حتى يكون الفصل للحق لا للعشوائية في ارتفاع الأصوات واغتيال الشخصية من غير وجه حق فالجميع يحمل الهوية الأردنية وكلهم في الهم شرق. ومن ألصعب اعتبار ما يحدث في الأردن عبارة عن سحابة مرت علينا من الربيع العربي، والذي سيصبح خريفا أو صيف لكثرة المسميات والدلائل وإذا ما تمت معالجة الأمور بالحكمة فلا نعرف عاقبة الأمور.
فيجب الابتعاد عن إطلاق لقب السحيجة عن الموالين للنظام لأنه لا يجوز ذلك فهم لا يصفقون عن غباء إنما عن اقتناعهم بما يفعلون. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك المفدى.
عواد عايد النواصرة- رئيس ملتقى المزرعة الثقافي. الأغوار الجنوبية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات