انفروا في المظاهرات كافة


انفروا ايها الاردنيون في المظاهرات كافة فما عاد يجدي الصمت. انفروا واملئوا الساحات والميادين العامة، وعبروا عن ارادتكم الحرة، ولا تتركوا الفرصة تضيع من ايديكم، فالاصلاح يحتاج الى اطار شعبي. اخرجوا الى الشوارع غاضبين يحدوكم الامل بالتغيير، وتقودكم تطلعاتكم الوطنية، وقلوبكم مآذن تدق بالحرية. اخرجوا قبل ان يعيد النظام انتاج دورة الاستبداد والفساد مرة اخرى، ولا تجدون نصيرا بعدها ابدا ، ويصار الى تجريدكم من وسائلكم في التعبير، وتكمم قنوات الاعلام، ويسود فصل جديد من مأساة ضياع الوطن، وهدر ثرواته، وسرقة حقوق اهله الطيبين.
انفروا ايها الاردنيون ، وقد صبرتم طويلا، واعلنوها اعتصامات سلمية، وملحمة وطنية على شرف الوطن. ولا تفوتوا الفرصة من ايديكم، فقد تحررت الاوطان من اعتى الدكتاتوريات، وكتب العرب تاريخيا جديدا قوامه الحرية ، والعدالة، والديمقراطية، والانعتاق، والخلاص من وطأة الاستبداد، وتغيب الشعوب، ووأد تطلعاتها الوطنية.
انفروا فقد دقت ساعة الزمن الاردني، واعلنت الغضب الشعبي الشامل، وقد بلغ الاستهتار بالاردنيين ان تواجه مطالبهم العادلة بالتغيير - في عز الربيع العربي- برفع الاسعار المرة تلو الاخرى، وبتعيينات المحاسيب، وقوانين تكميم الافواه، وبزيادة اعباء المعيشة على شعب قضم الفسدة وطنه على التوالي، وحولوه الى ممتلكات شخصية، واثرى الطارئون من دماء شعب طيب كل ذنبه انه سلم زمام امره لمن وثق فيهم فخانوا امانة المسؤولية، واذاقوه مرارة الظلم والفقر، والقهر والحرمان.
والشعب يدفع الثمن من خبز ابنائه، والفاسدون، وابناؤهم، واحفادهم يصرفون مقدرات الوطن اناء الليل، واطراف النهار، ويحظون بحماية رسمية... محصنون امنون من العقاب لا تكاد تمتد اليهم يد القانون.
لا مناص يا ابناء الاردن من اداء الواجب الوطني، في وقفة اردنية شاملة تضع حدا للفساد المستشري الذي اكل الاخضر واليابس، واودى بمؤسسات القطاع العام المغدورة، واراضي الخزينة، وبمعيشة شعب ذاق الامرين على ترابه الوطني.
وقفة تكف يد الفاسدين، والعابثين، والسماسرة عن قوت الشعب الاردني، واحتكار القرار الوطني، والمؤسسات العامة، وتزوير ارادة الاردنيين، وتولية الانتهازيين في المناصب العليا.
والاردنيون اولى بتقرير مصيرهم، وارجاع المؤسسات الدستورية الى دورها في تحقيق العدالة، والمساواة، وتطبيق القانون، ورفع مستوى المعيشة، واعادة توزيع التنمية على المحافظات بالتساوي، والحفاظ على المال العام، ومنع التهرب الضريبي، واقرار مبدأ الكفاءة في تولية المناصب العامة، ومنع تزوير الانتخابات، وتحويل ارادة الاردنيين الى العوبة بيد ضباط الاجهزة الامنية.
وقفة تعيد السلطة الى مجرد خادم امين للشعب، وتؤدي واجبها في اسعاده، وتأمين متطلباته، وتطبيق القانون في حماية الحريات والحقوق العامة، وهو منبع الشرعية، واليه يعود الامر السياسي كله، وهو مانح التوكيل، وارادته الحرة تنطوي على شرعية المؤسسات، ومستقبل السياسيين بيد قاعدة الناخبين التي تقرر من يحكمها، وتفوض من تراه جديرا بثقتها الى مواقع الحكم والادارة.
ولا بد من اطلاق عملية سياسية تتوافق وروح الزمن الاردني الجديد حيث الاردنيين اولى بانفسهم، وهم اعرف بمصلحتهم، واجماعهم الوطني طريق تحررهم، والحكومات والوزارات، والادارات ومجالس النواب، والاعيان، وكافة مواقع العمل السياسي محكومة بالحصول على التفويض الشعبي كي تمارس عملها السياسي، او ان يأخذ المعين التفويض من المنتخب.
ولا بد من عودة السلطة الى اصحابها الشرعيين، ووقف عملية الحكم باسم الاردنيين دون اخذ موافقتهم، واخضاعهم الى سياسات غير شعبية ، وانتقاص حقوقهم وحرياتهم، وتحول الادارة المتحكمة بموارهم الوطنية وقرارات الدولة الى بالوعة فساد ، واثراء المسؤولين باستغلال السلطة، وحماية الفاسدين بالسلطة، وافلاتهم من يد القانون، واغتيال حقوق شعب باكمله لصالح حفنة من المرتزقة، والافاقين الذين ابتلي بهم الاردن، وحكموا الاردنيين جورا بغير رضاهم .
انفروا كافة ، ولبوا نداء وطنكم، فالتاريخ لن ينتظر طويلا فوق هذه البقعة من ارض العرب، وربما تفوت الفرصة ولات حين مندم!!!.
علي السنيد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات