هل بات المواطن الاردني هو الارخص في العالم ؟


في عهد الحكومات السابقة كان المواطن يتوجع مما تفرضه عليه سياسات الحكومات المتعاقبة, ولكنه فضل الصبر رغم الحاجة والعوز لايمانه ان بقاء الاردن اهم من اوجاعه, فلم يتلفت اليها ولم يعيرها ادنى اهتمام .
فلقد واجه الشعب الاردني حجم تحديات يصعب على أي شعب تحملها ولكنه قاومها وعاندها وحاربها بصبر قل نظيره في العالم في سبيل انقاذ الاردن من براثن التبعية والخونة والمأجورين حتى وصل الامر به في عهد الحكومة الطراونية الحالية الى انهيار جسده , وفقدان بصره , وشح ماءه , وغلاء اسعار احتياجاته , وارتفاع محروقاته , فجثا على ركبتيه وأخذ يزحف حتى فقد جميع حواسه ولم يعد بمقدوره الوقوف من جديد .
انهارت اجسادنا وعُميت ابصارنا ولم نعد نميز يا دولة الرئيس بمن قلبه على الوطن ومن فكره اثراء الفاسدين في الوطن, فدعني انقل إليك نبض الشارع الأردني حول ممارسات حكومتك بمنتهى الأمانة والموضوعية, وبذات الأخلاق التي تربينا عليها في المدرسة الاردنية, لعلي فيما أورده وأسوقه إليك من حقائق يكون وسيلة ناجعة لحكومتك لتصويب وضعها والسير في الاتجاه الصحيح الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
فنبض الشارع يا دولة الرئيس هذه الأيام لا يسر حكومتك, فالمواطن لا يرى أن هناك موعدا قريبا للالتقاء معها , فالمسافة بينكما آخذة بالتباعد, وكأن حكومتكم تطالب الأردنيين أن لا يتحدثوا بعد اليوم عن العزة والكرامة , وتجبرهم على أن يتبجحوا بالكبرياء الذي لطالما رافقهم وعاشوه في بلادهم , فلقد أصبح راتب الفرد الواحد بالكاد يعادل كلفة عشاء لوزير في حكومتكم أو لا يكاد يعادل مصروف جيب واحد من أبنائكم , أو لا يكاد يعادل مصروف كلب يربيه مسؤول من افراد حكومتكم في منزله .
فيا حسرة قلبك يا أُم الشهيد الذي روى بدمائه تراب الوطن في كل معارك الاردن الداخلية والخارجية , ويا حسرة قلبك يا أُم الشهيد فلقد منحت الحكومة لكل ابن شهيد 50 دينار لشراء مستلزمات الحياة, هكذا يقدر الشهداء في الوطن , فلماذا إذن تلد الامهات الاردنيات ؟ , الكي تتلهى بأولادهن الحكومات؟؟ .
يا دولة الرئيس الشعب فقد الثقة بك وبحكومتك , وعليك ان تعلم أن ركوب الأمواج يا دولة الرئيس ليس دائما طريقا مناسبا للوصول إلى شاطئ الأمان, كما انه ليس دائما وسيلة للتسلية , فقد يكون في احيانا كثيرة طريقا للضياع والخسارة والموت كما سنرى قريبا ما سيحل بحكومتك التي فقدت مصداقيتها وحاولت الارتقاء على ظهر الشعب الغلبان.
فالواقع المعاش يوميا يا دولة الرئيس يقول بأن حكومتك لم تأتي لتغيير الواقع المعيشي للشعب الأردني والتخفيف عنهم, بل جاءت لتمزيق ما تبقى من جسده المنهك, ولعل ممارسات الحكومة في عملها ونهجها مؤشر لم ولن يبشر بخير إذا ما بقي الحال على حاله , ولعلي هنا اذكر بمزيد من التقدير حكومة الامير زيد بن شاكر عام 1989 والتي خلفت حكومة زيد الرفاعي عقب هبة نيسان بعد أن شعر اهل الجنوب بالظلم نتيجة رفع الاسعار , فرفض يومها الشريف آنذاك رفع سعر أي سلعة تحت أي حجة وذريعة , وقرر الرحيل على البقاء .
لا ادري منذ قدوم حكمتكم يا دولة الرئيس وانتم منشغلون باشغال هّم المواطن, وتأجيج مشاعره, متسائلا : ما هي الفائدة العائدة على حكومتكم من حربكم على المواقع الالكترونية غير خدمة الفاسدين لمنعها من نشر اخبارهم؟؟, وما هي الفائدة التي ستعود على حكومتكم جراء تعميق جراح الناس برفع الاسعار وإثراء بعض المتنفذين اصحاب رؤوس الاموال بجرة قلم كما حدث امس الاول برفعكم لاسعار المحروقات ؟؟.
عليك يا دولة الرئيس أن تعلم أن الشعب الاردني لا زال لديه الكثير من الكرامة ويرفض ان يبيع وطنه او يبيع حياته بأي ثمن , فهو إن سكت عما يجري حوله بفعل ممارسات حكومتك , فهو يسكت لانه لا يريد تعميق جراح الاردن الذي يراه يُقتل امام ناظريه يوميا بالصوت والصورة.
وقفة للتأمل :" لقد مرّ الشعب الاردني بكوارث كثيرة , ومآسي مريرة, ومؤامرات عديدة , وتحّمل بقوة لأجل بقاء الاردن عزيزا بين الاوطان , ونجح في كل المواجهات نجاحا باهرا , وليعلم اصحاب الاجندات اننا لن نسكت على اولئك الذين تركونا عرايا مكشوفي الرأس لا مأكل ولا ملبس ولا مسكن ولا أمن ولا أمان".



تعليقات القراء

ابو ميرا
حما الله الاردن من كل عابث بها سواء عن طريق سرقه اموال الشعب اوتجويع الشعب او كتابات فتن تفرق الشعب الله الوطن الملك وصل اللهم وسلام على سيد الخلق سيدنا محمد
03-09-2012 10:42 AM
ابو الوليد
نشكر الكاتب عهذا المقال
الذي يجسد بدوره المدافع عن الاردن
ونرجو منه ان يستفيد من هذا المقال
03-09-2012 11:15 AM
ابو صالح
شكرا لك يا احمد القرعان على هزا المقال المعبر عن عواطف الشعب الغلبان
03-09-2012 03:08 PM
مقداد
هل بات المواطن الاردني هو الارخص في العالم ؟
نعم
03-09-2012 10:29 PM
بلقاوي ابن وطن
لقد اثبتّ بااحمد بأنك مثل كل مرّه انك حر ابن احرار ابن وطن نسأل ألله ان يبقى حرا" ابيا" (حماك الله من كل الحاسدين والفاسدين اعداء الوطن والكلمه الحرّه
03-09-2012 11:56 PM
متابع من بعييييد
يتم نشر التعليقات التي تتوافق مع الموضوع
وليس اهانه الكاتب
نرحب بالانتقاد البناء وليس التجريح
دمتم بود
04-09-2012 08:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات