ونحذر من جديد


كنا قد شرعنا في كتابة مقالتنا الجديدة، والتي نتحدث فيها عن ذلك اليوم الذي شعرنا فيه بالإعاقة الفعلية، ولأول مرة في حياتنا، ولكننا قمنا بتأجيلها بعد أحداث الأمس في بلادنا، عندما فوجئنا بممارسات حكومية جديدة رائعة أخرجت المئات من بيوتهم للهتاف ضدها، وأشعلت الشارع من جديد.
قد حذرنا كثيراً من قبل من هذه الممارسات الحكومية المستفزة والتي تأتي فجأة، وبدون أي توضيحات، وبطريقة لا يشعر بها المواطن إلا وكأنها جائت "تفلة" في نصف صباحه !!
اليوم لن نستخدم الكثير من الكلمات المنمقة كعادتنا، فما قامت به حكومة الطراونة في الأشهر السابقة يخرج أي متابع للأمور عن صوابه.
لقد حذرنا كثيراً يا جماعة من إستفزاز الشارع، وعدم النظر للأحداث في البلدان المجاورة، وكأن بلادنا معصومة من الإنفجار، وهانحن اليوم نعود ونحذر من جديد، أن البلد أصبح على شفا بركان يمكن أن ينفجر في أية لحظة.
لم يأتي هذا من فراغ، بل جاء بسبب الإستهتار المستمر من قبل الحكومة برأي المواطنين ومشاعرهم، فماذا يعني أن تأتي الحكومة، والتي تم تشكيلها "لتهدئة الشارع"، بقرارات تزيد من إشتعاله، وتفجر الأزمات الواحدة تلو الأخرى منذ وصولها، ماذا يعني أن تأتي هذه الحكومة ومعها الوعود على لسان رئيسها بعدم المساس بسعر هذه السلعة أو تلك، وبعد فترة قصيرة يتفاجئ المواطن برفع سعر هذه السلعة التي تعهد رئيس الحكومة بعدم المساس بها !!!ماذا يسمى هذا غير إستهتار بالمواطن وبعقله ومشاعره !!
لن نتحدث كثيراً عن قانون الإنتخاب حتى لا يتهمنا أحدهم بأننا نؤيد هذه الحركة أو تلك، ولكننا نقولها وبكل بساطة، أن يقر قانون إنتخاب سيخرج لنا مجلس نواب "أعرج" أضعف من سابقيه ستكون الطامة الكبرى التي لا يمكن أن يقبل بها أحد.
بالأمس خرج علينا دولته ليقول بأنه رفع الأسعار لأنه "أقسم على حمل الأمانة" !
ونحن نقولها وبوضوح لدولة الطراونة، إذا ما إستمرت الممارسات بهذا الشكل فتأكد بأن حكومتك أقسمت على حمل البلد إلى أزمة لن يستطيع أحد السيطرة عليها بعد ذلك.
يا جلالة الملك عبدالله بن الحسين، تبقى أنت من جديد أملنا بعد الله في هذا الوطن، لا يمكن أن يستمر هذا الإستخفاف بعقل المواطن، ونتمنى منك إطفاء فتيل هذه الأزمة التي أشعلتها الحكومة، وإقالتها بأسرع وقت، فلم يعد لهذه الحكومة مكان في عقول وقلوب الأردنيين، لا هي ولا مجلس النواب "الفاشل" الذي لا يعبر عن طموحات معظم أبناء وبنات الوطن.
يا سيدي أبا الحسين أنت أعلم منا جميعاً بأن هناك الكثير من المتربصين ببلادنا من الداخل والخارج، ممن ينتظرون فرصة صغيرة تماماً كتلك التي أعطتهم إياها الحكومة بالأمس، لإشعال البلد وخسرانه أمنه وإستقراره، بسبب إستفزازت وقرارات غير محسوبة، لذا نرجوك أن نلحق بلادنا قبل أن نتحسر على هذا الأمن والأمان يوماً، فالوطن كما هو قرة عينك هو قرة عيوننا الذي نفديه بعيوننا، ونمد يدنا إليك وإلى كل مخلص في هذا البلد دائماً لتدارك أزماته والخروج منها نحو بر الأمان، لأن لساننا لم يعتد إلا الدعاء "اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات