بين بنزين الطراونة و أعواد الكبريت


رد فعل طبيعي من حكومة الطراونة رفع أسعار بنزين الكادحين وتباعا كل الأسعار في البلد ( ما عدا المواطن ) .
رد فعل طبيعي من اصحاب المناصب معاقبة الشعب الصامت ،المكابر ،الصابر على تجبر عليّة القوم ، اولئك الذين يقضون اوقاتهم بين بلاد الضباب والشواطئ الكاريبية , ولا يمضوا في الاردن سوى بضع ساعات ينهمكون خلالها برفع الاسعار والتجبر على العباد وامتصاص ما تبقى من دماء الكادحين .
ففي الوقت الذي يطالب فيه الشارع الاردني بكافة أطيافه ؛ بالاصلاح ومحاربة الفساد وإسترداد الاموال المنهوبة وإلغاء مبدأ توريث المناصب وتكميم الافواه، نجد ردة الفعل تتجلى لدى رئيس الحكومة برفع الاسعار وتنكيس حياة المواطن والحمد لله من سيئ الى أسوأ ، ففي بداية الامر كان الإشهار والترويج لمبدأ الرفع ( والذي اشتهر فيه ابو الكباريت الراحل القادم ) شعار المرحلة الحالية لحكومة الطراونة ، وطبقا للنظرية (الطراونية) والإسناد (الروابدغمي) والمباركة (البهلومصرية) فان لكل فعل رد فعل زائدا عنه بالقوة ومعاكسا له بالاتجاه. فكلما زادت المطالبة بالاصلاحات كلما زادت الاسعار وقيدت الحريات وكممت الأفواه ، وكلما ارتفع سقف المطالبات كلما ازدادت العقوبات وارتفع سقف الاسعار والتهم دائما جاهزة ومعدة مسبقا وهكذا...... ( وإن زدتم زدنا ) .
أن ما يحدث في الاردن من رقيٍ عاليٍ في السياسة لم يُلمس في اي بلد اخر ولم يسجل بأي تاريخ سابق ، بأن يقوم رئيس حكومة بتجهيز قوانين وإجراءات تتناسب مع الرئيس الذي سيخلفه من بعده ، فهذه سابقة ستشهد لها الامم جمعاء .
فلم تكتفي الحكومة برفع اسعار البنزين قبل عدة اشهر من الان ، بل قررت مواصلة عمليات الرفع لتتناسب مع المرحلة الراهنة ، ولحرص الحكومة على استكمال برنامجها الاصلاحي وخوفا على مصلحة العباد فقد قررت اعادة زيادة اسعار البنزين إحتفالاً بالأنتهاء من العملية الاصلاحية ؛ فها نحن اليوم امام انتخابات نيابية نزيهة ومؤذنة بالإنتهاء من العمل على انتاج الجزء الثاني من مجلس ال 111 والذي حقق اعلى نسب اصلاحات لم يشهدها الشعب الاردني من قبل ، وامام هذه الانجازات العظيمة والتعديلات الدستورية ( الحكومية منها والنيابية ) وبما ان الامور اصبحت عال العال فلا يسع المواطن الاردني الا ان يبادر وهو بكامل قواه العقلية بالتسجيل للانتخابات حرصا منه على رد الجميل وإنجاح الجزء الثاني من مجلس النواب (الحالي) وحتى لو حدث مثل ما قلنا سابقا انها ستؤجل ، فلم يعد للمواطن الاردني سواءا أكان معارضا ، سحيجا ، صامتا ، راضيا او مجبرا مقاطعة الانتخابات لأي سبب ، فإن رفع اسعار البنزين ما هي الا وسيلة حكومية جديدة للترويج للإنتخابات ؛ وحرصا على راحة المواطن والتي هي اهم اولويات الحكومة ، فسوف تقوم بتوفير حافلات مجانية ومكيفة لإيصال كل مواطن يرغب بالتسجيل والانتخاب مجانا ، فالحق يقال لمن يقاطع بحجة غلاء البنزين انه لم يعد له حجة ، ولمن يقاطع بحجة سيطرة ثلة الفاسدين على دفة الحكم فهاهم يسلمونها لابنائهم فلم يعد له حجة ، ومن كانت حجته الاموال المنهوبة فإن الأموال بطريقها من الخليج ( بقليل جدا من التنازلات طبعا ) فلم يعد له حجة ، ولم يعد لا لليميني ولا لليساري ولا للوسطي اي اسبابٍ تدعو للحرد او للغضب او التقاعص عن المشاركة بالعرس الاردني الكبير والذي يتمثل بالانتخابات ( الكونية ) والتي سوف تغير مسار المجرات السبعة بقيادة ( معالي دولة روابد كباريت المجالي ) والباقي عندكم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات