في زمن الانفصال يحلو الاتصال ، الاتصال بين القاعدة وطالبان ، الاتصال في عمق البحار ، بين الصياد والحيتان ، الاتصال بين الرجل والمرأة موجود في الحسبان ، أي انفصال..!!! هل تقصد انفصال الجنوب عن الشمال في السودان ، أم تقصد انفصال الضفة عن القطاع ، أم تقصد انفصال النظام السوري عما يجري في العالم من أحداث وتوترات ، أم ماذا ؟؟ تسير الحياة وفق قانون جائر ، فصل الاتصال في زمن الأوهام ، فصل الفكرة عن الابتكار ، انفصال قلوبنا عن عقولنا في زمن الاتصال ، انفصال عواطفنا ومشاعرنا وأجسادنا عن الأحداث ، أجواء متقلبة في الصباح غبار كثيف ، وفي المساء شتاء غزير ، وفي الليل ضوء خافت ، ووقت السحر نقاء لا يُوصف ، امة دمرت معالمها ، وطاردت مفكريها ، ورسم العدو الطريق لها ، ودنس كرامتها ، وصادر حريتها وقوتها ، واستباح مقدساتها ، واستعمر أقلامها ، وسجن عقولها ، وترعرعت أعشاش الخوف في صدورها ، وفي زمن الاتصال امتنا في انفصال ، أقصد شعوبا ما زالت تُقدس السلطان ، ولا تعلم بأن الأقصى بدأ في اضمحلال بفعل الحفر والأنفاق ، على حافة الطريق قارمة مكتوب عليها يا سائق أفيق ، فالطريق يُضيق ، أفيق قبل أن تُغلق الطريق، ولا تجد اتصال لتفعل المُحال ، أفق فعروبتك على وشك الانهيار ، أفق فتعريبك بات في الميزان ، أخشى ما أخشاه في زمن الأوهام ، أن يُهدم الأقصى ولا مفتي يُفتي بأنه مُقدس مُهان ، سلامٌ على أمة تنسى مُقدسها ، وتُقدس السلطان ، سلامٌ على المطبلين بلا أنغام ، سلامٌ على رجال ونساء ضحوا بدمائهم من أجل الإسلام ...............

بقلم : محمود العايد