العاصمة الحبيبة تنحني للاجهزة الامنية


في حملة امنية لم يسبق ان قامت بها الاجهزة المختصة على البسطات في احياء العاصمة الحبيبة عمان وضواحيها،كان الارتياح شعور الجميع من تجار وساكنين واصحاب مصالح في الاحياء التي كانت محج المتسوقين ووجهة المنزهين، فقد كان لبعض الاماكن رونقه وتاريخه وعبقه الخاص ، الا ان هذه الفئة من الذين تغولوا على النظام والقانون والعرف والتقليد، واعتدوا على حرمة المكان والانسان والزمان؛ فافقدوا العاصمة الغالية ذلك الجو العتيق الذي كنا نتنسمه في وسط البلد على جسر الحمام وسوق الخضرة وشارع الملك طلال وشارع الملك غازي وجبل الحسين حيث دوار البطل الشهيد فراس العجلوني الذي اجزم ان اياَ من اصحاب هذه البسطات قد سمع عنه او عرف تاريخه البطل، فداسوا قدسية المكان ولوثوه بباقي بقايا نفايات العالم، ينادون عليها بصوت ارخص من سعر بضاعتهم التي ازعجت روح الشهيد فراس وايقظت حوريات السبيل في قلب العاصمة عمان ورمت بقذارتها على السروجي المحترم وسكبت بقايا العصائر المزيفة على محل خروب ابو علي قرب المدرج الروماني. فتجاوزت هذه الفئة المنطق واللامنطق، فقد سدوا الطريق واعتدوا على الرصيف قبل الشارع وبات المسير عسير ، فئة غير منتمية ولاتعترف بالاخلاق منطقا وعرفا، لهم اخلاقهم وتصرفاتهم ولغتهم الخاصة بهم، لايعرفون الادب وانما يتمسكون بقلة الادب ، اعمارهم متقاربة وسحناتهم متشابهة وكأنما جاءوا من منغوليا وسيرهم الذاتية بعدد القيود المسجلة على أي منهم لدى دوائر الامن العام ، ولاتسلم منهم اية نشمية من الغمز او اللمز او بذيء الالفاظ التي لم ولا تمت لمجتمعنا وعاداتنا واعرافنا بشيء، فلا ان تصاب من بذائتهم اما بالسمع او النظر او الاحتكاك كأنهم نافخ الكير.
وعندما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وقطعوا الطريق كأنهم من بقية السليك او تأبط شرا، انتفضت جميع القوى والاجهزة الامنية الاصيلة لفرض هيبة القانون وازالة هذه القاذورات، التي جمعت من كل حاويات النفايات في العالم لتعرض رخيصة كعاهرة او مومس، معتقدين لا بل مستغلين ضيق ذات اليد والظروف الصعبة للناس بأنهم سيكونوا صيدهم الثمين في بيع نفايتهم على الشعب الطيب.
اما وقد بدأت هذه الخطوة الجريئة من بواسل الاجهزة الامنية المختلفة فاننا نشد على يديها ونحضها لا بل نحرضها على المزيد من الاجراءات الرادعة، التي جعلت هذه الفئة تتوائم في سلوكها وخلقها ومنابتها وسوابقها مع فئة طالبي الخاوات او الاوتاوات وكأن احداهما تسّوق للاخرى.
نشامى اجهزتنا الامنية الباسلة تحية والف تحية وكما رفعنا لكم القبعة قبل هذا، سنرفعها لكم الف مرة ومرة وننحني احتراما وتقديرا لجهودكم وانتمائكم وحرصكم على الوطن وعلى هيبة الدولة واحترام قانونها، فلتسلم هذه السواعد على اختلاف مسمياتها ومراكزها ابتداءا من قياداتها لضباطها موصولا لافرادها.



تعليقات القراء

د.ايمن سلفيتي
كتاباتك رائعة جدا جدا يادكتور الله يزيد ويبارك
29-08-2012 09:03 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات