رحم الله زمانك يا "عنتره" .


مقارنة بسيطة بين هذا الزمن ..وذاك الزمن الذي عاش فيه " مصارع السباع"
ذاك الزمن الجاهلي الذي تحلى فيه شاعرنا ، وكثيرين معه بأخلاق حميدة
نصَّت وحثَّت عليها تعاليم ديننا .. كالأمانه ، والعفَّة ، والشجاعة ، والمرؤة ...
والشهامة ، والنخوة ، وصيانة الكرامة .. ثم جاء الإسلام فأقَّر ما وافق الشرع
منها .... ونبذ وحرَّم الأخرى ... فنحن :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في زمنٍ أصبحت فيه الخيانة .. والتحلَّي بالغدر ، وسوء الخلق .." وجهة نظر "
في زمنٍ أصبح فيه الخروج عن المبادىء والقيم والأخلاق ..... " حقٌ شخصي "
في زمنٍ أصبح فيه الوقوف في وجه من إهترء تأريخه ..! وإسوَّدت صفحة ماضيه ..
وتدنَّى وتلوث حاضره ، وربما في علم الغيب ساء مستقبله ....!! " موقفٌ سلبي "
في زمنٍ أصبح فيه كشف الحقائق ، وقول وكلمة الحق ، وإماطة الأقنعة الزائفة ،
وتعرية بعض الوجوه ضرباً من ضروب " العيب " " أو التدَّخل فيما لا يعنيك "
في زمنٍ أمتهنت فيه الكرامة .. وضيَّعت الأمانة ، وُخرمت المرؤة ، وغلبَّت المصلحة ..
ووأدت النخوة ..وزيفَّت الصداقة .ووهنت الرجولة .. وتكلَّم الرويبضة ...! هذا الزمن
منبوذ ومهَّمش ذاك الذي يريد أن يتناوله في مقالة ..أو يتطرَّق إليه في حديث ....
منبوذ ومهَّمش من حاول وضع النقاط على الحروف ..!
رحم الله زمانك يا " شافعي " حين قلت : والله لو علمت أن شرب الماء يثلم مرؤتي
ما شربته طوال حياتي ...."
ويقول أحدهم " لو علمت أن الماء يؤلم وفائي بوعدي ما شربته إلا حاراً حتى أفارق الدنيا "
ورحم الله زمانك يا " عنتره " .. نعم كنت تحيا في معترك جاهلي لا يَّمت للدين بصلة ..!
لكن ما غابت عنك نسمات الرجولة والمرؤة والشهامة ..ألست القائل :ــــــ
وأغَّض طرفي إن بدت لي جارتي **** حتى يواري جارتي مأواها
...لقد سطَّرالتأريخ في ذكراك يا عنتره ...!؟ ما نحن بأمَّس الحاجة إلية في هذا الزمن ...
زمن القلوب المعتَّلة ..! والعقول المختَّلة .! ِمن الذين لا مذهب لهم .. ولا ينتمون إلى ملَّة .
نعم .. دوَّن التأريخ وسَّطر حين قلت .. والكل يشهد بأن قولك الحق لما فيه معاني الرفعة...
والسموَّ .. وصيانة كرامة الإنسان ، :ـــــــــــ
وَاخْتَرْ لنَفْسِكَ مَنزِلاً تَعْلو بِهِ = أَوْ مُتْ كَرِيماً تَحْتَ ظِلِّ القَسْطَلِ
مَوْتُ الفَتَى فِي عِزَّةٍ خَيْرٌ لَهُ = مِنْ أَنْ يَبِيتَ أَسِيرَ طَرْفٍ أَكحل
لا تسقني ماء الحياة بذلة = بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم = وجهنم بالعز أطيب منزل
نعم ... يا مُصارع السباع ..! يا شاعر العصور والدهور .
تعمقنَّا في كلماتك .. وأستخرجنا معانيها ، ووقفنا عند مراميها ، وكأنك تريد أن تقول :ـ
بأن الكرامة لا تكتسب ، لا بمنصبٍ ..ولا مالٍ..ولا جاهٍ .. ولا مجد ... فكل هذه لستَ
منها في شيء ..! ولكن كان عنادك ...وغضبك ..ورجولتك " بل شعارك " هي العزَّة
والكرامة بعيداً عن أي شوقٍ وذلَّ مطاع ... فالكرامة فوق الإشتياق .....!
وطريق الذل حتماً لا تهواه ســاق .................!!!!
========================
ودمتم بحفظ الله ورعايته
نايف أحمد سماره ..



تعليقات القراء

زمن الرجوله
كل ما قلته في تلك المقالة صحيح وينطبق على واقعنا اليوم..........
لك فتره لم نقرأ لك ...
نتمنى لك التوفيق ... كتاباتك رائعة
25-08-2012 02:11 PM
جنوبي حر
نحن بأمس الحاجة الى ما قلت في مقالتك
تماما ققول الشاعر
يابن الوليد الا سيف تؤجره
فكل سيوفنا اصبحت خشبا
نريد مزيدا من تلك المقالات التي تقربنا الى الدين وتبعدنا عن الذل والخنوع
25-08-2012 02:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات