موقفنا من الانتخابات !


لم يعد سراً ذلك الخلاف الحاصل في هيئتنا الجليلة على موضوع الانتخابات ، حيث أن بعض الأعضاء الإنسانيين ما زالوا مقتنعين برأي الإخوان المسلمين ، لهذا يجدون أن إجراء الانتخابات في موعدها وفقاً للقانون الحالي الذي يواجه بحسب تعبيرهم برفض شعبي كبير سيكون له عواقب وخيمة على الوطن شعباً ونظاماً ، وفي المقابل من يجد أن ما تقوم فيه جماعة الإخوان عبارة عن سياسة لي ذراع الهدف منها عدم الدخول في العملية الانتخابية لأسباب متعددة تخدم أجنداتهم في الداخل والخارج ، ونحن بين الري الأول والثاني ، نجد أن الأهم الآن: المصلحة العليا للأردن شعباً ونظاماً ، فإذا كانت إجراء الانتخابات في موعدها مصلحة عليا للأردن ، فمرحباً ، وإلا فإننا لا نخاطر بافتعال أزمات نحن بالغنى عنها ، وبخاصة في ظل الاحتقان الشعبي المتراكم لعدة أسباب تبدأ بالأوضاع الاقتصادية المتردية وتدني رواتب الموظفين الذين أطاحت الهيكلة بكل أمالهم بالعيش المستور من الفئتين الثالثة الثانية يعني الرابعة والثالثة سابقاً ، وأعطت جل العلاوات لمن يتقاضون رواتب فوق 700 دينار وتركت من يتقاضون 500 دينار فما دون بلا أي زيادات تذكر ، وها هم يواجهون مصيرهم ، علماً بأن غالبيتهم مستأجرين على عكس الفئة التي تم إعطائها الميزات والعلاوات ، والذين في غالبيتهم أصحاب بيوت ، بالطبع هذا الأمر سبب حقد مركب على الدولة من داخل أبناء القطاع الحكومي ، ويقترن ذلك الحقد بقصة ( سكن كريم ) وما أدراك ما سكن كريم ، باختصار شديد وبعيد عن القصص الإعلامية نقول ، الخلاصة أن مؤسسة الإسكان تقوم بتسليم الموظف إلى بنك ما ، والذي يملي شروطه ، ويقطع ما يريد من الراتب الممزق أصلاً ، فما يكون يا ترى مصير تلك الأسرة ؟ نحن لغاية الآن ليس لدينا أي دراسة حقيقة عن ديون الموظفين الشخصية والسكنية والتعليمية ، الموظف يعاني من يتم لآن الحكومة تخلت عن دور الأم والأب ، وتركت أبنائها عرضة لمن يمتلك المال والسلطة ، هذا عدا عن مشاكل الصحة، والماء، والغلاء، وغيرها من المشاكل التي لا تنتهي، إضافة إلى ذلك كله المناخ السياسي في عموم المنطقة وما له من تبعات علينا !
بالها عليكم ، وأرجوا أن لا يفهم من كلامي أنني مع أو ضد إجراء الانتخابات في موعدها لأنني لم أتخذ قراري بعد فيما يخصنا كإنسانيين ، بالله عليكم : هل نمتلك أرضية صالحة لإجراء الانتخابات ؟ وقبل أن نجيب لننظر إلى عموم المسالة ومن كافة الزوايا والأشكال والمضامين ، أولاً : هنالك خلاف على قانون الانتخابات ، سيما وأن نظام الصوت الواحد ليس منزل من السماء حتى تضحي الحكومة من اجله بكل شيء . ثانياً: ما يجري في المحيط الحدودي يجعل من ضمانة الأمن الإنساني الأردني أهم من الاستحقاق الانتخابي. ثالثاً : أي تكاليف إضافية على الفاتورة الأردنية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية تعني الدفع في تجاه الانفجار المحتوم . رابعاً : لم تجتمع الحكومة مع شخصيات من العيار الثقيل دون ذكر أسماء حتى لا يعتب علينا احد ، ولكن هنالك شخصيات في الشمال والجنوب والوسط لها نظرة مختلفة عن نظرة الحكومة وعن نظرة الإخوان المسلمين ولا بد من الاستماع لهم لأنهم الحاملين لأسس الأردن الحديث .
لهذه الأسباب وغيرها أجد أن من الحكمة أن نجلس جميعاً على طاولة الحوار أحزاب وهيئات وحكومة وننظر في كامل المسألة ونرى المناسب و الأفضل لنا ، أما أن تبقى المسألة في إطار الحكومة تريد كذا ، والإخوان يريدون كذا ، فهذا أمر لا نقبل فيه أبداً ، لأن الأردن ليست الحكومة الحالية ، وليست الإخوان المسلمين ، ومن المفترض أن يتفهم كلا الطرفين أن هنالك قوى شعبية ، وقوى فكرية ، وقوى اجتماعية ، وقوى سياسية ، وقوى إنسانية لم تقل كلماتها بعد ، وقد يقول أحد الجهابذة من إحدى الفريقين وما الذي يمنعها ؟ وللإجابة نقول كلا الطرفين الحكومة والإخوان ، لأن قصتنا أصبحت مراقبة لعبة شد الحبل بين الحكومة والإخوان ، متناسين ملفات الفساد ، وتلك الحقوق الوطنية والإنسانية والمالية المغتصبة والمسلوبة من قبل مرتزقة عاثوا في البلاد فساداً لا بد من التصدي لهم بكل قوة وحزم ، لهذا على كافة وسائل الإعلام التي ترفع شعار ( الأردن أولاً ) أن تتنبه إلى عدم ترويج القضية الانتخابية على أنها قصة بين الإخوان والحكومة ، هذا يريد كذا والأخر يريد عكسه ، لأننا نحن الشعب الأردني أكبر من أي سلطة ونمنح السلطة حسب إرادتنا ومشيئتنا وليس لا لحزب ولا لحكومة أن تفرض وصايتها علينا لأننا لسنا قاصرين .
نتمنى أن لا تستمر حالة التباين في المشهد الأردني، ولا بد من التوصل إلى وفاق وطني قبل فوات الأوان، ولعل ما يدفعنا إلى ذلك عدة أسباب وعوامل من بينها أن الوضع في سوريا لم يتضح بعد، في الوقت الذي نعاني فيه من أزمة خانقة في المياه وارتفاع جنوني في الأسعار وضبابية في الاستقرار النقدي ومجمل الوضع الاقتصادي المتردي ، هذا غير أن عموم الوضع السياسي غير مريح ، ويبعث على التشنج الدائم ، والانتخابات كما هو معروف تحتاج إلى جملة من المعطيات لتهيئة الأجواء لأجرائها . وأخيراً أكرر : أن هنالك شخصيات وطنية يمكن أن تشكل مع الحكومة ما أسمية لجنة ( التوافق الوطني ) ، على أن لا نستثني أحد في هذه اللجنة التي ستخلق لنا مناخيات من شأنها أن تطفئ مختلف نقاط الاشتعال أو القابلة للاشتعال ، هذا في الوقت الذي نريد أن لا يتوقف حوارنا على موضوع الانتخابات وإن كان هذا الموضوع هو الداعي لذلك التوافق، وإنما أن نبحث في كل شيء دون أن تأجيل لأي من المواضيع . خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

رسمي محمد
شو هذا حتى إنتوا وصلكوا الخلاف
23-08-2012 08:14 PM
عبير قاسم
مش فاهم قصتنا صارات الإخوان والحكومة ’ الحكومة والإخوان وبعدبن , لأ وطلعلي في موضة تكمبم الأفواه عن طريق اللعب بنار المواقع الإلكترونية , ما أنت قالتها قبل ثلاثة أيام معركتنا إعلامية
23-08-2012 08:17 PM
ناصر الجدع
أقسم بالله العظيم أنك صادق أنا موظف راتبي 350 دينار جالي 12 زيادة على الراتب . يا أخي مبدأعندهم كيفية تشجيدنا ! وألي عندنا راتبه 800 دينار صار راتبة ألف .
23-08-2012 08:20 PM
عامر سعادة
نعم يا أخت عبير المعركة إعلامية لأن الإعلام هو السلاح الذي من خلاله يتم توعية الناس في الحقيقة وهم طبعاً أكثر ما يخافون أن تكتشفهم الناس .
23-08-2012 08:22 PM
زياد أبو الحمص
يا زلمة الواحد في هذي البلد صار يختلف مع حاله إذا ما لقي حدا يختلف معه ما بدك الإنسانيين يختلفوا ؟
23-08-2012 08:24 PM
رزق الطيب
بالرغم من الحملات التي أطلقتها الحكومة الأردنية لتشجيع المواطنين على استخدام حقهم الدستوري والمشاركة في الانتخابات فإن الإقبال على عملية التسجيل الانتخابي ما زالت ضعيفة للغاية ,
23-08-2012 08:40 PM
حسام تيسير
أحسنت لسنا قاصرين وليس لأحد أن يفرض وصايته علينا
23-08-2012 08:42 PM
محمود سامي البشر
نفسي أستوعب يا سيدي هذا الإصرار على قانون الصوت الواحد المرفوض شعبياً جملة وتفصيلاً ، وأيجوا كحلوها عموها قال هيئة مستقله لمراقبة الإنتخابات ماشي أمر الله ، وين الإنسانيين من الموضوع ؟ على مين بتضحكوا يعني من عقلكوا أنصدقكوا ونترك الصادقين ؟
23-08-2012 08:48 PM
مؤيد غالب
بتحكي ذهب خلينا نجتمع ونتحاور ونطلع في قانون مرضي للجميع والدنيا ما طارت ما هيه مولع حولنا في سوريا ولبنان والعراق وكل الدول العربية
23-08-2012 08:50 PM
ساطع القرعان
إن نظام الصوت الواحد يساهم في تفتيت العملية السياسية وتمزيق المجتمع في حال غياب 'وعي سياسي واجتماعي مرتفع.
23-08-2012 08:58 PM
راجح القيسي
طيب مهو الكتوب مقري من عنوانه يعني بكل بساطة ضعف الإقبال على التسجيل في قوائم الناخبين دليل على عدم اقتناع الناس بجدوى الانتخابات في ظل القانون الجديد،
23-08-2012 09:09 PM
صالح الدبش
بكوا الصحيح ولا أبن عمه : الصحيح أنه الانتخابات النيابية مضيعة للوقت وأن البلد ماشيه بنواب وبلا!
23-08-2012 09:16 PM
مجدي صبري
سؤال هل النواب الحاليين يحثون قواعدهم بعدم الذهاب للتسجيل بهدف خفض نسبة التسجيل،من اجل عدم حل مجلس النواب،وبقاؤهم نوابا لأطول وقت ممكن،وخلف النواب قواعد بمئات الالاف يشاركونهم المقاطعة لاسباب تتعلق بادامة وجودهم،ويصبون فعلياً مع تيار المقاطعة لكن لاعتبارات شخصية وليس سياسية.
23-08-2012 09:32 PM
مهند السبع
ممكن يا مجدي في هذي البلد كل شيء ممكن
23-08-2012 09:40 PM
طفران
مين فاضي للبطاقة الإنتخابية ومين معه أجرة طريق حتى يوصل للأحوال
23-08-2012 09:42 PM
مأمون الجراح
من يظن أن ما يحدث على المستوى العربي لايؤثر في نفسية الناس واهم ، ما يحدث له تأثيرات كبيرة وتجعل من الذهاب إلى صناديق الإنتخابات مهزله ...
23-08-2012 09:45 PM
د. هند جبر
كذب الحكومات المتعاقبة جعل من عدم المشاركة في الإنتخابات عملاًوطنياً يستحق الأحترام في النفسية الشعبية المتأزمة .
23-08-2012 09:52 PM
وزير سابق
صحيح يا دكتورة
23-08-2012 09:59 PM
أبو مختار
خذلك إذا لكبار بيحكوا هيك شو نحكي أحنا ؟
23-08-2012 10:03 PM
عبد المعطي جريد
يا أبو مختار لا تفكر ولا تحتار لأنها حاكيه حالها لحالها ! الله على الظالم وربنا من فوق يوخذ حقنا في كل أشي والله لا يسامحهم في كل قرش سرقوه منا أحتا الشعب ألي ما بيعلم فينا إلا الله
23-08-2012 10:09 PM
عارف
يا أخي ليش ما يستلمنا ناس عندها مخافت الله ؟
23-08-2012 10:18 PM
علي نجم
مواطنون من الرصيفة ويقولون انهم على مدى آخر ثلاثة ايام من رمضان ذهبوا لدائرة الاحوال ووقفوا في طوابير من الصباح حتى نهاية الدوام ولم يحصلوا على بطاقاتهم لان ُمدخل البيانات غير موجود،وهذه طوابيراثارت نفور الاف غيرهم فقرروا عدم الذهاب.
23-08-2012 10:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات