جراسا -

خاص - أحمق من يعتقد ان استقالة عبد الحميد شومان, وريث "امبراطورية شومان المصرفية", المفاجئة من رئاسة مجلس ادارة البنك العربي, لن يكون لها تداعيات سلبية مدوية على القطاع المصرفي الاردني و على الاقتصاد الوطني .

فطالما كان البنك العربي, بمثابة باروميتر اقتصادي حقيقي لواقع الاقتصاد الوطني الاردني , ومتانته واستقراره وسلامته , وهو ما يؤكده هرع الحكومة الأردنيةلإتخاذ سلسلة من الإجراءات الإحتياطية التي تحمي مصالحها بعد الاستقالة المفاجئة .

ولم تمنع تطمينات محافظ البنك المركزي زياد فريز بان الاستقالة لن تؤثر على استقرار البنك , المساهمين والمودعين والمستثمرين من التفكير بقلق وحذر في اليوم الذي سيتلو الاستقالة, خاصة ان اسهم البنك لم تنتظر دقائق عن اعلان استقالة العائلة المؤسسة , حتى هوت الى ادنى معدلاتها قبل ان تتدخل مؤسسة الضمان الاجتماعي "لتعليق" النزيف عبر شراء 100 الف سهم من اسهم البنك .

وكان شومان قد أوضح في نص استقالته التي بعث بها الى 'جراسا نيوز ' مخاطبا أسرة البنك العربي حول الاسباب التي دفعت لهذا القرار قائلا "انطلاقا من حرصي على مصلحة البنك قمت بنقل ملخص عن ملاحظات عدد من مدراء ومسئولي البنك الذين قاموا، بكل جرأة وموضوعية، ببيان عدد من الأمور والقضايا الهامة التي قد ينجم عنها نتائج لا تصب في مصلحة البنك ولا تحقق أي تقدم أو تطور في سياسات وإجراءات العمل ولا في نتائج البنك المالية.

وحمل شومان نائبه المارد الاقتصادي متعدد الجنسيات صبيح المصري المسؤولية , قائلا "أنني تفاجأت وأصبت بخيبة أمل كبيرة حين تبين لي أن الأشخاص المناط بهم حماية مصالح البنك ومسؤولية المحافظة عليه من خلال صلاحيات وسلطات منحت لهم لضمان ازدهاره كانوا هم نفس الأشخاص الذين لم يعيروا هذا الأمر أي اهتمام حيث لم يقم المدير العام التنفيذي بمناقشة هذه الملاحظات أو بيان وجهة نظره تجاهها الأمر الذي دعاني إلى دعوة المجلس للاجتماع لتدارس هذه الملاحظات وموقف المدير العام التنفيذي منها. إلا أنني جوبهت بردة الفعل ذاتها من نائب الرئيس ومجلس الإدارة".

مصادر مصرفية قالت لـ"جراسا نيوز" ان ما جاء في رسالة رجل الاعمال الفلسطيني منيب المصري من اتهامات وصفتها  بالباطلة, بحق شومان وزوجته, امر معيب وعار عن الصحة .

وبينت المصادر لـ"جراسا نيوز" ان الصراع بين الثلاثي شومان المصري الحريري كان وراء استقالة رئيس مجلس الادارة .

وكشفت المصادر اسباب الصراع, الذي ارتفعت وتيرته بعد اصرار المصري على تمويل المشاريع المتعثرة لال الحريري في الاردن وخاصة مشروع سرايا العقبة , وهو ما قاومه شومان بضراوة رافضا المساس باموال المساهمين والمقامرة بها في مشاريع متعثرة .

ويشار الى ان آل الحريري ومنذ تدشين مشاريعهم الاستثمارية في الاردن لم يمولوا تلك المشاريع بأكثر من 10 % من رأس مالهم, اذ تساهم البنوك الاردنية في تمويل 90% من مشاريعهم التي لم ترى النور اي منها رغم مرور اكثر من 7 سنوات على الاعلان عنها .

وكانت عائلة الحريري دخلت الاردن بتسهيلات من الوزير ورئيس الديوان الاسبق البهلوان باسم عوض الله , الذي قدم لهم أموال وودائع المساهمين الاردنيين في البنوك على طبق من ذهب.

وعندما تعثرت مشاريع الحريري - عوض الله, وافرغوا خزائن البنوك,  لجؤوا الى اكبر واعرق البنوك الاردنية البنك العربي والذي تمكنت عائلة الحريري من الاستحواذ على نسبة من رأس مال البنك في وقت سابق .

فتحالف اللوبي الصهيوسعودي الحريري - المصري - عوض الله , ضد شومان وكل من يعارضهم داخل مجلس الادارة, فاخذ اللوبي يضغط باتجاه تمويل مشاريع ال الحريري في العقبة وفي مناطق اخرى, اضافة الى تمويل مشاريع مشبوهة بغسيل الامول .

وكانت معلومات صحفية تسربت في اوقات مختلفة ان المصري يرتبط بعلاقات بزنس مع رجال اعمال امريكان ويهود ومن داخل اسرائيل وهو من تولى تقديم الخدمات اللوجستية للأمريكان حين تم غزو العراق وقبض ملايين الدنانير.

وعندما تصدى شومان لتلك المؤامرة في محاولة للحفاظ على ودائع المواطنين والمستثمرين عمل اللوبي الصهيوسعودي على الاطاحة بشومان وافراد عائلته, وهو ما كان لهم .

ولم يخف المستثمرون والمودعون قلقهم الشديد من انهيار وشيط لاسهم البنك خاصة بعد عطلة العيد التي قد تشهد انهيارا حادا في تداولات اسهم البنك الذي كان لاستقرار ادارته وثبات سياسته ولاسم العائلة المؤسسة وثقة المودعين والمستثمرين بهذا الاسم العريق, دور  كبير في الحفاظ على قوة وسلامة واستقرار البنك .

وكما كانت عائلة شومان المصرفية العريقة قبل استقالة الحفيد عبدالحميد ,حديث الصباح والمساء, فان استقالة العائلة وترجلها عن عرش البنك العربي بعد عقود طويلة من تأسيس قواعده واسسه الراسخة امدا , سيبقى باب التكهنات مفتوحا حول كواليس الاستقالة الزلزال., وسيبقى مستقبل البنك في مهب الريح حتى اشعار اخر.