غدا العيد


هكذا اتى رمضان وها هو يودعنا مرتحلا لعام آخر لا ندري ما تخبئه لنا الأيام في قادم السنين.
نأمل أن نكون قد ادينا حق الصيام والقيام والعبادة واحسنا فيه من كل عمل طيب ، وليظلنا غدا أول أيام عيد الفطر السعيد ، ولا ادري بأي سعادة سنكون فيها ونحن نعيش واقعنا مرا اليئما لكثرة مأسينا ، وجراح أمتنا النازف بدم الأبرياء والمساكين .
هل ستأتي ايها العيد محملا ببشائر النصر لأمتنا على من خان الأمة وذبح الأطفال ، ودمر البيوت ، وحرق السهل ، هل ستأتي لنا بعودة الفرح التائه بين ركام بيوت اصبحت حطاما ، ونفوس كسيرة حزينة تأبى الهوانا .
ماذا أقول ايها العيد ؟الذي كنا في زمن البراءة والطفولة الذي عشناه كن نفرح ، ننام ونحلم من أنت أيها العيد ،؟ وكيف ستكون في صباح يوم من ايام من اعمارنا تمضي لزمن اللأعودة ؟
هل اتحسر على ماض جميل برغم قسوته ؟ هل أبكي على طفولتي التي عشتها بعدما اقارنها مع طفولة ابنائنا التائهين الضائعين في زمن الوجع واللألم والإنكسار والذل والهوان ؟
كم كنت جميلا أيها العيد زمن طفولتنا التي ولت وراح الفرح معها ، بعدما ضاعت حلوى العيد التي كنا نفرح بها مع حلويات حلب الشهباء التي كانت تسمى( ناشد أخوان) .والتي كانت رخيصة الثمن في ذلك الوقت لكنها كانت بنكهة وطعم مدن الشام وطيبة اهلها والتي تعبق بورد وياسمين، دمشق وحلب التي من حزنها الآن تشكو الأنين، وتكابد لتبقى صامدة في وجهة الطغاة المعتدين .
كنا نضع القميص والبنطال فوق رؤوسنا لنصحو مبكرين لنرتدي ملا بسنا ونذهب للصلاة ، وزيارة قبور الراحلين ،ولنبدأ مشوار المعايدة والسلام على الأهل والأحبة والجيران والأصدقاء ، ومن يوضع في يده خمسة قروش عيدية يطير من الفرح و بعد نهاية المعايدة يسرع لعد ما في جيبه وليحصي ما قد جمعه والذي لا يتجاوز الدينار في احلى المناسبات وبعد طول التجميع .
وكم قبر يمر بذاكراتنا الآن في شام العروبة وهل سنقوى على زيارتهم لو كان بإلإمكان زيارة هولاء المقتولين؟ولنقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء والأبرياء وندعو الله لهم بالفرج والنصر ولنقول اهلا بك يا عيد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات