هَلْ مَسْؤولُوا الأرْدُنِّ مُصَابُونَ بِعُقْدَةِ الشَتْمِ!!


يَعتَبِرُ علماءُ الأخلاقِ ،السَبَّ والشتْمَ مِنْ مساوئِ الأخلاقِ ،ومِنْ الرَذائِلِ الذَميمةِ التِي يَجبُ على الإنسانِ أنْ يُطَهِّرَ نفسَهُ مِنْها وأنْ يبتعدَ عنها لأيِّ سَببٍ كانَ وذريعةٍ يَتذرَّعُ بِها ؛وقدْ ركَّزَ الإسلامُ على عِلاجِهَا وقلْعِهَا مِن جذورِ المُجتَمعِ ،لأجلِ خطرِهَا علَى المُجتمعاتِ البَشريَّةِ وتفتيتِها لها وأثرِها السيئِ على الأجيالِ القادمةِ ؛وبيَّنَ لهم وَخَامَةَ السَبِّ والشَتْمِ ،والدَّورِ الهدّام الذِي يَلعبُهُ في تمزيقِ الأمَّةِ ،وتأخيرِها عنْ رَكبِ التقدُّمِ والحضَارَةِ .
وقدْ نهَى القرآنُ الكريمُ عنْ سبِّ وشتمِ الآخرين حتَّى أعداءِ اللهِ الذين يَدعونَ مِنْ دونِ اللهِ ؛فإنَّ سبَّهم يكونُ سببَاً في سبِّ اللهِ وسبِّ رسولِهِ ؛لذلِك نَهى عنْ سَبِّ الآخرين مُطلقاً ،كمَا نصَّتْ عليه الآيةُ المباركةُ ﴿ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾.17 الانعام
والسَبُّ انتهاكٌ صارخٌ لآدمِيَّةِ الإنسانِ ،وهو عادةُ المجتمعاتِ السَّيئةِ ،وعلامةٍ مِنْ علاماتِ الإفلاسِ الخُلُقِيِّ والخَواءِ الدينيِّ ؛فقدْ رُوِيَّ عنْ النبيِّ - صلَّي اللهُ عليهِ وسلَّم - أنَّه قالَ : [أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ،فَقَالَ :إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ،وَصِيَامٍ ،وَزَكَاةٍ ،وَيَأْتِي [قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا ] وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ،وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ،وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ ،أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ،ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ" ]مسلم

فهلْ قَدَرُ الشعبِ الأردنيِّ أنْ يَعيشَ ويسمعَ مِنْ مَسؤوليةِ المَوتُورِينَ وهمْ يَتطاولونَ علَيْهِ بِرقابِهم القَصِيرةِ ،وقاماتِهم القَمِيئةِ ،ورؤوسِهم الفارِغةِ ،والتي باتتْ ظاهرةً مقلقةً مؤرقةً تقضُّ مضاجعَ الشعبِ الأردنيِّ ! أوَصَلَ بِنَا الحالُ مِنَ الهوانِ أن ِيتَطاوَلَ علينا :المُتَرَدِيَّةُ والنَطِيْحَةُ والمَوْقُوذَةُ وما أكلَ السبعُ ؟لقدْ صَعَقَنَا الأقزامُ الذينَ يتطاولونَ علَى مَوائِدِ اللِئَامِ ،عندمَا صَدمَنَا 'خَالد طوقان' بالأمس وَوَصَفَنا نَحُن الشَّعبَ الأردنيَّ بأنَّنا حَمِيرٌ أولادُ حمِيرٍ ،وأنَّنا مجموعةُ حَمِيرٍ وزَبَّالِينَ ،وأنَّنا عَاهَاتٌ ،وأنَّنا مَاسِحِيْ شَوارِع ،وأنَّ تفكيرَنا بِدائِيٌّ ،لا يَرْقَى وَالنَّوَوِيّ .

ومِنْ قبلِهِ بَسَّام بدارين مُديرُ مكتبِ القدسِ العربيِّ المُدللِ والمُقرَّبِ !عندَما قالَ :كلُّ شرقِ أردنيٍّ هوَ انسانٌ مفصومٌ و يعاني منْ أزمةٍ اخلاقيةٍ و يشكلُ عبئًا على الدولةِ.
واليومَ يتطاولُ علينا وعلى أبنائِنا فرسانِ التغييرِ أبناءِ المستقبلِ وأملهِ في حياةِ افضلَ ،بلْ وعلى ثوابِتِنا الوطنيةِ بوصفِها حالِ البلدِ بِفَلَّةِ الحُكمِ وزيرةُ السياحَةِ الفاشِلةِ ومديرةُ مكتبِ الملكةِ رانيا [سابقًا] مها الخطيب لِتَصفَهم بالحميرِ ،والهَمَلِ ،وحثالةِ المُجتمعِ ،الذين سَينضمون إلى البلطجيَّةِ ،والهَمَلِ في الجامعاتِ .

معتبرةً أنَّ سُلوكَها وقولَها هوَ الحقُّ المُطابقُ للواقعِ ،حتَّى ولو كانَ سبًّاً وشَتْمًاً !وقدْ بررَتْ سَبَّها وشتمَها للآخرين بما هوَ أوهنُ مِن بيتِ العنكبوتِ .
فهلْ هذا هو خُلقُ المسؤولِ ألاردنِيِّ الذي يُمثِّلُ وجهَ الأردنِّ في الداخِلِ والخارجِ ؟!واقعُ العديدِ مِنْ مَسؤوليْنَا يؤكدُ ذلك في غِيابٍ للباقةِ والأدبِ الجم ،وعدمِ احترامٍ للشعبِ الأردني.
مَعالِي وزيرةِ الشعب الأردنيِّ المُوَقرةِ :الحدُّ الذِي يفصِلُ بينَ النقدِ والشتْمِ واضحٌ ولا لَبْسَ فيهِ ؛إلَّا لِمَن فقدَ نِعمَة التمييزِ بينَ المَعانِي !

و بما أنَّ الشيطانَ قدْ عطسَ في مناخرِكم وأخذَتكم العزةُ بالإثمِ فإنَّ ملاحقةَ الشَتَّامِينَ بالوسائلِ القانونيةِ ، وجلبِهم للعدالةِ ليسَ فيهِ مساسًا لِمبادئِ حريَّةِ التعبيرِ ،أو انتقاصًا مِنْ حقِّ النقدِ ،بلْ هو صيانةٌ لتلكَ المبادئِ مِنَ العبثِ ،والانتقاصِ ،وضمانةٍ لنقدٍ لا يَغرَقُ في وَحلِ الشخصنَةِ ! لقدْ حانْ الوقتُ لتعزيزِ ثقافةِ الاحترامِ ،وصيانةِ الكرامةِ عندَ الحوارِ ،أو ابداءِ الرأيِّ فِي المجتمعِ ،و لمْ يَعُدْ مقبولاً أنْ يَظنَّ البعضُ أنَّ بإمكانِهم شتْمَ الآخرين ،والاختباءِ خلفَ عباءَةِ الحريَّةِ ،أوالقبيلةِ !
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [ليسَ المؤمِنُ بِطَعّانٍ ولا لعّانٍ ولا فاحِشٍ ولا بَذيءٍ ] وقال - صلى الله عليه وسلم : [سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ]رواه البخاري


Montaser1956@hotmail.com



تعليقات القراء

عبادي حر واردني اصيل وفاهم اللعبة كويس وعارف مين الفاسد والفاسدة
لكل مقام مقال ومقالة تستحق القراءة ولكن عتب على النفس لا عتب على احد حينما اوصل سدنة الحكم الحشرات الزاحفة والمنسيين والمنفيين الى التحكم بمعاش الناس واخذوا يفصلون خلق الله على اهواءهم وحسب الشلة والمعازيب



اشكر الشيخ على هذة التغريدة الجميلة وادعو الجميع من شتى الاصول والفروع بالتخندق ضد الفساد واهلة بغض النظر عن العشيرة او الفصيل فكلهم سارقوا الاردن وناهبوا مقدراتة



ولابد لليل ان ينجلى والشعب ارادتة فوق كل ارادة فلا اصلاح نهائيا بالاردن ولكن كل الاجهزة الامنية تلتف على الحراكات لاجهاضة لتلمع عين الفاسد والفاسدات ويبقوا بمعزل
08-08-2012 02:47 PM
م ر ا ق ب
الهم اني صائم
08-08-2012 02:55 PM
ام مؤنس
كل الشكر للشيخ على هذه النفحات الطيبة التي ان دلت فإنما تدل على صدق الرؤية وصدق المشاعر هكذا عودنا ليس غريبا على هؤلاء القوم فكل اناء بما فيه ينضح
08-08-2012 07:31 PM
شرق اردني
شكرا يا شيخ وليعلموا ان الملتقى قريب
08-08-2012 11:19 PM
ديماس
هل يعقل ان امثال هؤلاء يمكن ان يكونوا هم من يمثلنا على الصعيد السياسي والاجتماعي الداخلي والخارجي؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
09-08-2012 12:14 AM
زياد
لقد نسيت ان تذكر في مقالتك .. عماد الرحايمة ( عريب الرنتاوي ) حالياً وجهاد الخازن ومنى الخطيب ... والذي شتموا الاردنيين .. ووصوفهم بأبشع الاوصاف ... صدقني لم ولن ننساهم !؟
09-08-2012 06:42 AM
الى زياد 6
هؤلاء يا عزيزي لا يذكرون في مقالة كهذه كونهم محسوبون على بعض اطراف المعارضة المسمومة فاذا ذكروا اختل توازن المقاله فكاتبها الجليل لا يعنية ان الشعب يشتم ولكن ما عناه هو محاربة المسؤولين الشاتمين فقط فارحيل غرايبة ايضا وصفنا بالهمج والرعاع ولم يذكر ايضا فهنا تعرف انه لا حيادية بالموضوع وليس المطلوب انصاف الشعب ولكن هجوم على المسؤول الذي يشتم بينما يحق للآخر ان يشتم كونه معارض ... وسلامتك
13-08-2012 02:23 AM
عاصم التيسير
والله يا شيخ كل اناء ما فيه ...

أولئك كالانعام بل هم أظل...وان بيننا وبينهم يوم يجعل الولدان شيبا..

فصبر جميل وبالله المستعان.



23-08-2012 10:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات