المبادرات الخواجاتية في العالم العربي


على طريقة إصلاح العالم الثالث (العالم العربي) تأتى المبادرات الخارجية لإصلاح الحياة السياسية فى العالم العربى، ولسان حالها ينطق بلهجة آمرة وواثقة (إشرب لازم تشرب)!
فقد عبأوا (الديمقراطية) فى زجاجات مياه غازية، و (الحرية) فى كبسولات منشطة قوبة،وكوكتيل (الشرق أوسطية) عصير /سلاطة / مهلبية!
ولم يتبق سوى أن تفتح الشعوب والحكومات العربية أفواهها، لا لتتكلم أو لتقول رأيها، وإنما لتتجرع الدواء الزعاف! مسلمة بما أمرت به منفذه لأوامرها .
ومن الأساليب الإصلاحيه المتبعه هي الإصلاح العلني ، ليحبسوا به الخصوصية، وتتوه معالم الهوية القومية،علماً بأن تلك المبادرات الخارجية لا تستطيع أن تهضمها المعدة الشعبية ولا حتى تبتلعها من أصله، لأن هناك عضمة واقفه فى الزور نتيجة لعبة (شلح وصلح) التى يلعبونها للتسلية من آن إلى آن، بهدف إدخالنا فى حالة توهان تبعدنا عن القضيةالجوهرية ( القضيه الفلسطينية) !حتى يتسننى للصهاينه تنفيذ مخططاتهم الشيطانيه بمنأى عن الأنظار. وكذلك وبينما كانت اسرائيل تقصف غزة ليلا ونهارا بكل الاسلحة الحلال والحرام منها !!كان العرب يردون عليها عبر القصف الثقيل بالاغاني والاناشيد والاهازيج وحيث ان سلاح الاغاني هو من سيضمن لنا النصر في اي حروب قادمة مع اي من اعداء الام يأتينا كل يوم بطل شجاع مغوار يطلع علينا من نافذة جديده ليحقننا بأكاذيبه وأوهامه الخياليه .


للأسف مازلنا معشر العرب والمسلمون نتباهى بأننا خير أمة أخرجت للناس ونستند بذلك على الاية الشريفة كنتم خير أمة أخرجت للناس والغريب أن الآية نفسها تحمل شروطا لا يرددها أحد وهي إذ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر أي أن الشرط قد تم تجاهله وطبعا المعروف ليس المقصود به العبادات وحدها بل العلم والتقدم والعدالة والتنمية الاجتماعية والاقتصاد المزدهر والمنكر هو الفساد والرشوة والجريمة والقمع والاضطهاد والتميز العرقي والعشائري..

ولكن بما أن العرب يصرون على أنهم مايزالون خير أمة أخرجت للناس على الرغم من عدم توفر شروط ذلك فسأقوم وأمري لله بتبني هذه النظرية وأعدد الأسباب كوننا اليوم خير أمة أخرجت للناس:-

1- من أهم الأسباب هي الازدهار الاقتصادي في الدول العربية والتوزيع العادل للثروة بحيث تم القضاء على الفقر تماما وأصبحت معدلات التنمية تفوق كل تصور وانقرض مفهوم البطالة بين الشباب العربي وتم محو الأمية تماما وأصبحنا نستورد الأمريكان والأوربيين للقيام بأعمال النظافة وجمع القمامة.
2- العملة العربية الموحدة أصبحت أقوى عملة في العالم وقد قررت جميع الدول الأوربية مؤخرا تبني العملة العربية الموحدة بدلا من اليورو وحسب ما ذكرت أحد وكالات الأنباء فإن اليورو مقابل العملة العربية ( العورو ) يعتبر مخازي وشيئ يخجل.
3- توقف الدول العربية عن تصدير النفط الخام وبدلا عن ذلك استغلاله بالكامل في الصناعات البتروكيماوية وتحويله الى منتجات ذات قيمة مضافة وتصديرها الى اليابان وأمريكا وأوروبا بينما تعتمد جميع الدول العربية على الطاقة النظيفة من شمس ورياح وماء.
4- موت هيفاء وهبي ونانسي عجرم وشعبان عبد الرحيم من الجوع لأن المشاهد العربي لا يشاهد الفن الهابط وإزدهار الأوبرا والسيمفونيات والشعر في جميع دول العالم العربي وإفلاس جميع قنوات الأغاني الهابطة.
5- إعتراض جميع الرؤساء العرب على طول فترة الحكم (4 سنوات) ومطالبتهم بتقصيرها الى سنتين لأنها لا تحمل سوى المسئولية والهم والغم وليس بها أي إمتيازات للرئيس الذي يعاني من قلةالفراغ وقصرفترة الحكم
فمن الطريف أن ترى العالم الاسلامي المقسوم على نفسه بين سنة وشيعة ومقسوم على نفسه بين عرب وعجم أصبح ساحة للطرافة الفكرية وإبتداع الألقاب التي أصبح بعضها مسليا . وهذا ما جعلنا ندفع ضريبة فشلنا في إدارة حياتنا في مختلف جوانبها صغيرآكان أم كبيرآ .
بالنتيجه نحن نرى مسرحية أمامنا . البعض منا يستمتع بمشاهدتها بل ويتمنى أن تطول أجزاءها وتتعقد ويصعب حلها والبعض الآخر يبكي ويضرب الكف بالكف ويتضرع طالبآ من الله تعالى أن يحمي أمتنا العربيه ويعيد لها أمجادها التاريخيه . اللهم حرر أوطاننا وأحقن دماء المسلمين اللهم آمين..

Salah.hyassat1@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات