جراسا -

يتعاظم دور الرجل الاردني في شهر رمضان بمساعدته لزوجته في الاعمال المنزلية وتوفير كل مستلزمات البيت وتجهيز طعام الافطار استجابة منه لتعاليم الدين الاسلامي، وحثه على المعاشرة بالمعروف كون مفتاح السعادة الزوجية في يده فهو قائد ورب للاسرة .

وأنّ إعانة الرجل زوجته في أعمال المنزل من إحسان العشرة ومن مكارم الأخلاق التي سنّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاريّ في صحيحه قال :عندما سـئلت سيدتنا عَائِشَةَ رضي الله عنها، مَا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِى الْبَيْتِ ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ ، فَإِذَا سَمِعَ الأذَانَ خَرَجَ.

ويكشف استاذ التربية محمود عطا عن اسرار عالم الرجل الاردني المليء بالتناقضات الخاصة بالموروث الثقافي عن الاباء والاجداد وامتلاكه بعض الافكار والمفاهيم والعادات المتناقضة يكون احيانا غير مقتنع بها لكنه يمارسها سرا باعتباها عادات ومفاهيم خارقة للعادة تؤثر على صورته كرجل واحيانا تجده رافضا مساعدة الزوجة باعمال المنزل .

ويقول ان كثيرا من الرجال يعزفون عن العمل داخل المنزل خوفا من سلطة المجتمع الاردني الذي يضع قيودا كثيرة على الرجل بحيث ان الرجل حتى لو كان مقتنعا بمساعدة زوجته فانه لا يستطيع ان يجاهر بذلك لان موروثه الثقافي يرفض ذلك باعتبار ذلك ينتقص من رجولته واذا قام الرجل بها فقد يكون تكرما منه لمساعده المرأة ولكنها لا تعد مفروضه عليه.

ويصرح استاذ الصيدلة الدكتور وائل ابو ديه بانه يقف لجانب زوجته في رمضان ويعمل على تجهيز القطايف والحلويات والعصائر وبعض الاعمال المنزلية للتخفيف عنها، وبانه لا يصغي الى كل ما يمكن ان يقال بانني ضعيف الشخصية او اقوم بذلك خوفا من زوجتي او ارضاء لها معتبرا ان مساعدة الزوجة من اخلاق الاسلام ، كون الرجال مسؤولين عن بناء البيوت المسلمة وبانهم حراس امناء على هذا الثغر المهم والبؤرة الحساسة في جدار وحصن الاسلام .

وقال كثير من الرجال يتمسك بحقه الرجولي وعدم المساس بهيبته كرجل مع عدم تقديم اي مساعدة للمرأة سواء كانت زوجة او اخت باعتبار ذلك يقلل من رجولته مبينا انه يشعر عند قيامه بمساعدة زوجته يشعره بسعادة بالغة وبان رجولته لا تمس ابدا لان المرأة كائن ضعيف وعليها مسؤوليات كبيرة لذا فهي بامس الحاجة للمساعدة .

وينوه ابو ديه الى إن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية ويزيد من الالفة ويعزز الطمأنينة مشيرا إلى حسن التعامل والرفق والإحسان إليهم وتظل المجاملة مطلوبة دائما،فإن ذلك يشعرالمراة بمكانتها ويعطيها ثقة بالنفس مما يرفع من نظرتها تجاه هذا الرجل.

ويقول الدكتور مروان ياسين بانه يساعد زوجته في الاعمال المنزلية خاصة في شهر رمضان لكنه يخجل ان يراه احد من اهله او معارفه فيحاول كل جهده ان يخفى امره عن كل المحيطين به خوفا من اللوم والسخرية ويقوم بمساعدتها فى الخفاء وكأنه يفعل شيئا خطأ لا يجرؤ على الجهر به على الملأ لان الحكم السائد من خلال ثقافة مجتمعنا ان الرجل محكوم لزوجته ويخاف منها لانه بهذه الاعمال يصبح شخصية ضعيفة .

ويؤكد الدكتور مولود رقيبات بانه يشعر بسعادة كبيرة وهو يقوم باعمال منزلية تخفف عن زوجته ويجد بان ذلك ليس عيبا بل امر طبيعي وواجب .

ويضيف بانه لا يوجد هناك علاقة بين الرجولة والاعمال التي يقوم بها الشخص سواء كانت اعمال داخل المنزل او خارجه مستنكرا ما يشاع بان الاعمال المنزلية تنتقص من حقوق الرجل او تقلل من شأنه مؤكدا انها ثقافة خاطئة وان الاسلام يدعو الى التعاون والتكاتف والتحاب بين الزوجين .

ويعتبر رقيبات ان مساعدة الرجل لاهله من أسباب وجود المودة والرحمة بين الزوجين، فهو أيضاً ممّا يعين الإنسان على تطهير نفسه من الكبر والتجبّر وتعويدها على الرفق والتواضع، وذلك من أنفع الأخلاق التي يحبّها الله ويرفع قدر صاحبها.

وتبين استاذة علم النفس الاجتماعي الدكتورة سهير السوداني بانه آن الاوان للتخلص من كثير من الثقافة الخاطئة والمتعلقة بالعلاقة الزوجية فانه لا داعي للرجل من ان يخجل من مساعدة زوجته في أداء الأعمال المنزلية .

وتشير الى تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته انطلاقا من الحديث النبوي الشريف " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، ولا بد من الاقتداء بسيرته العطرة كيف كان يعامل اهل بيته ، فقد كان يخيط ثوبه ويحيك نعله.(بترا)