من نحن


بعد عام ونصف العام من الحراك المطالب بالإصلاح، وبعد آلاف المسيرات والاعتصامات، وبعد كل ما جرى من حولنا من تغيرات على الصعيد الإقليمي كان رد النظام أن لا إصلاح، ولا محاربه للفاسدين، ولا قانون انتخاب إلا قانون الصوت الواحد، ولا حكومة إلا من نفس التحالف الطبقي الحاكم، ولا لجنة حوار ولا غيره ولا غيراته رغماً عن انف كل الشعب ؟!
إذاً علينا أن نتساءل: لماذا لم يصغ النظام إلى مطالب الشعب. وما هي أسباب عدم استجابة النظام لمطالب الناس؟
كل هذا له إجابة واحده هو أن النظام يعتبر نفسه مالكاً لهذه الشركة التي نحن رعايا او موظفون فيها -من وجهة نظر النظام -وعليه فلا قيمة لكل مطالبنا، لأننا من وجهة نظره لسنا شعبا أصلاً، بل مجاميع سكانية تعمل في هذه الشركة المملوكة للنظام.
ولابد لنا من توجيه سؤال لهذا النظام، وهذا السؤال مهم جداً: من نحن – الاردنيين- وكيف تنظر لنا. أتنظر لنا من باب من انتم، أي من باب الاستنكار والازدراء ؟؟!
وحتى نتخلص من الحالة الضبابية في فهم من نحن ؟ فإني أيضاً أتوجه للنظام بهذا الطلب فقط وبناء عليه نحدد طريقة التعامل مع النظام وهذا الطلب هو: نريد تصنيفاً (من نحن)؟
بمعنى إننا نريد أن نعرف من نكون من وجهة نظر النظام، ولن تتجاوز الإجابة ثلاث خيارات:
فإما أن نكون مواطنين شركاء في الحكم نتحمل غرم النظام ونشد الأحزمة على البطون في أوقات الشدّة، ونبذل الغالي والنفيس من اجل رفعة الوطن والدفاع عنه . وفي الرخاء نكون متساوين في كل المجالات ونشارك في صناعة كل القرارات التي تنعكس ايجابيا أو سلباً على الوطن، نغنم حين يغنم ونغرم حين يغرم . أي مواطنون كاملو الحقوق، ولنا نفس الفرص في كل المجالات.
وأما الاحتمال الثاني فهو أن النظام ينظر إلينا كرعايا أو موظفين ( أجراء)!
وفي هذه الحالة نأخذ بقدر عملنا، وليس لنا أي علاقة في الغرم مهما كان سببه، نعمل مثلنا مثل كل المغتربين في الأردن ونتقاضى رواتب نظير العمل الذي نقدمه، وليس لدينا أي حقوق سياسية، وفي نفس الوقت ليس علينا أي واجبات أياً كانت هذه الواجبات.
والاحتمال الثالث هو ان النظام ينظر إلينا كعبيد. وفي هذه الحالة عليه أن يوفر لنا المأكل والمشرب والمسكن وكل ما يتعلق بإبقائنا على قيد الحياة نظير أن نكون عبيداً له ونطيع كل أوامره ؟!
مع ان الاحتمال الثاني والثالث مرفوضان من قبل كل الاردنيين، إلا انه وللأسف فإن ما يمارسه النظام على ارض الواقع يثبت ان النظام ينظر إلينا نظرة أكثر انحطاطاً من هذا التصنيف، فنحن لسنا شركاء في أي شيء، ومع ذلك فأن النظام يطلب منا كل شيء ؟!
لقد أدت سياسات النظام إلى سرقة الموارد الوطنية الاستراتيجية، لا بل سرقة الوطن فمن البوتاس إلى الفوسفات إلى الكهرباء ومن ثم الميناء وأمنية وموارد وسكن كريم والقائمة تطول في مسلسل البيع والسرقة. كل هذا المخزون الاقتصادي الاستراتيجي سرق دون أن يكون له أي عائد على الشعب سوى المزيد من الفقر والمزيد من البطالة والمزيد من الفساد وفي الوقت الذي تكشّفت فيه الأمور وأصبح أباطرة الفساد عاريين تماماً أمام الشعب، فما كان منهم إلا أن بدأوا العزف على الوتر المعتاد فدوماً مطلوب منا شد الأحزمة على البطون حتى إن الحزام انقطع لفرط ما شددناه ولكن دون حمد أو شكور، في حالة ينطبق عليها قول الشاعر ماجد المجالي (لتقسيم الغنائم ما دعينا .. وندعى إن دعا الداعي لغرم ) أذاً النظام لم يعاملنا حتى كعبيد ولا حتى كأجراء !
إن الوضع الراهن الذي تعيشه الأردن لن يستمر مهما طال الزمن، ولكن للحفاظ على الأردن ادعو النظام إلى مراجعة حساباته والأخذ بعين الاعتبار التصنيفات السابقة والعمل على إعادة صياغة العقد الاجتماعي بينه وبين الشعب على أساس التشارك لا على أساس الاستعباد، وإلا انفرط العقد بالكامل !



تعليقات القراء

مالك غالب ايو عرابي
ما فض فوك
02-08-2012 03:58 AM
اجابه
من نحن ؟ انتم تجار اغذيه فاسده .
02-08-2012 10:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات