مستقبل الأيتام على حدود (العمري)


نواجه في أيامنا هذه كثافة غير مسبوقة في عملية التسوّل بالرغم من الوحدات المخصصة لمكافحة هذا العمل إلاّ أنّنا لم نلمس أي تغيير فنجدهم في الأسواق وعلى الإشارات الضوئية عدا عن الجولات في القرى لتصل إلى المنازل، فأصبح المواطن في حيرة حول هذا المتسوّل "هل هو محتاج؟؟ أم اعتاد على هذا الصنيع ؟؟"
وقفت على إحدى الإشارات لأجد أحدهم يقول " الله يعطيك ، مشان الله للأيتام ، والله ما في حدا يصرف عليهم" بالفعل شيء يدمي القلب. وما أن سرت في طريقي ووقوفي على إشارة أخرى لأواجه نفس العبارات من أشخاص مختلفين. بعدها دخلت إحدى البنوك فوجدت شيخاً كبيراً يحمل صندوقاً وورقه بداخل هذا الصندوق مكتوب عليه تبرعوا للأيتام والفقراء واقترب منّي وقال: "تبرع لهالأيتام والفقراء يا أستاذ ترى الحسنه بسبعين برمضان"، قلت له: طيب يا حج بعدني ما قبضت، فقال: "لهالفقراء" فقلت له: يا حج بعدني ما أخذت دور استنى تا يلحقني دور، وبالفعل بقي ملازماً لي حتى أخذ ما جادت به النفس. خرجت من البنك إلى إحدى المحلاّت التجارية لأجد عند الكاشير صندوقاً على شكل متوازي مستطيلات تعلوه قبه ومكتوب عليه (تبرع للأيتام) فقلت في نفسي: " أعوذ بالله من الشيطان شو إلّلي صاير بالبلد؟"، إلى هذا الحد وصلت الأمور وإلى هذا الحد يوجد لدينا أيتام!!!. ذهبت إلى المخبز فوجدت نفس شكل الصندوق وفي الملبنه ومحل الخضراوات كذلك، لكن الكارثة أن نجد صناديق تسوّل من العيار الثقيل على الحدود الأردنية السعودية (حدود العمري) وبمواصفات عالية فمثلاً ارتفاع الصندوق يزيد عن متر والحجم الداخلي يزيد عن ( 0.2 ) متراً مكعباً، وعدد هذه الصناديق لا يقلُّ عن عشرة صناديق، وكلّ صندوق مكتوب عليه عبارة (مستقبل الأيتام). ولكنّ السؤال الذي يدور في الذهن: " هل مستقبل الأيتام على حدود العمري، وعلى قارعة الطريق، وفي المحلات التجارية، وفي الأزقة ؟؟؟ وهل هذه هي الطريقة المثلى لتأمين مستقبل الأيتام؟!!
الآن عرفت لماذا لم يعد أهمية للجهات المسؤولة عن مكافحة التسوّل؟؟!! الله يكون بعون الأردن بقدر ما لديها من أيتام....!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات