الاعتراف بالخطأ طريق الاصلاح


الكل يؤخذ من قوله ويردإلا صاحب هذا القبر وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم قولة عظيمة قالها عظمائنا وصاحب هذا القبر هو سيد ولد ادم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى قال سادتنا العلماء ان العصمة في امور الوحي والدين اما شؤون الدنيا ففيها خلاف هذا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجاء بعده ابو بكر الصديق رضي الله عنه واعترف بانه اخطأ اجل اعترف الصديق رضي الله عنه بانه اخطأ وكذلك الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اخطأ وقومه الصحابة رضي الله عنهم ولم يتهم احد عمر بالتقصير وكذلك الصديق وجاء عثمان صهر الحبيب صلى الله عليه وسلم وكذلك علي رضي الله عنه كلهم مارسوا العمل العام واخطئو واصابوا ونحن نتعلم منهم ومن اخطائهم رضي الله عنهم ولقد علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ان المجتهد اذا اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر فالخطأ لا يعني ابدا العمالة او الخيانة
ومن هنا فان الملوك معرضون للخطا وكذلك الاحداث التاريخية معرضة ان تكون ناتجة عن خطأ واحيانا ينتج عن هذا الخطأ فعل لا نستطيع الرجوع عنه وعن الكوارث التي سببها ومع ذلك نتعامل مع النتيجة وننسى السبب
هذا مثال لندخل في نقد بعض الاحداث التاريخية والمواقف السياسية التي اثرت على مجمل الحوادث في التاريخ الحديث وخاصة في تاريخ الكيان السياسي الاردني
1- الثورة العربية الكبرى :- من يظن ان الشريف الحسين بن علي رحمه الله معصوم عن الخطأ فهو المخطأ فعندما ننقد بعض احداث الثورة العربية الكبرى لا نتهم القائمين عليها بالخيانة ابدا وانما نقول وقعوا في الخطأ بل الذي يقرأ رسائل الشريف الحسين بن علي رحمه الله الى ابنه الامير فيصل يجد ان هناك ارتيابا وعدم راحة من قبل الشريف الحسين تجاه بعض التصرفات والاحداث التي قام بها ابنه الامير فيصل رحمه الله خاصة التعاون مع الانجليز وجعل قوات الثورة العربية كتيبة في الجيش الانجليزي بقيادة لورنس وادل دليل على عدم رضاه رحمه الله انه مات منفيا عن بلاده
2- فمن الاخطاء الجسيمة التي وقعت فيها الثورة العربية الكبرى هي تقسيم البلاد العربية بين ابناء الشريف حسين وعدم وجود قيادة موحدة او وجود قوة دفاع مشترك بين جيوش الاخوة وكانت النتيجة ضياع فلسطين ضياع الحجاز وضياع سورية وفما بعد ضياع العراق اجل الاردن على حدود سورية ولم يكن للامارة اي دور رئيسي سوى الملاذ الامن للمجاهدين السورين المنسحبين من ساحة المعركة هذا في سوريا ولا ننسى تفاهم الانجليز مع ال سعود لتخليص الحجاز من الهاشمين وبذلك سحب الشرعية الدينية منهم او انهاء حلم الخلافة العربية الاسلامية من ادبيات الثورة العربية الكبرى وهذا ماحصل
3- ان الاستمرار في الثورة العربية الكبرى مع العلم بوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو ويلاحظ ذلك من خلال رسائل الحسن مكماهون ان استمرار الثورة العربية مع وجود هذه الاتفاقيات كان من نتيجته قيام دولة اسرائيل وما نتج عنه من ويلات وكوارث
4- في التاريخ المعاصر اعترفت اسبانيا باخطائها واعتذرت وكذلك انكلترا وفرنسا فمتى ياتي اليوم الذي نعترف به باخكائنا وباننا بشر نخطئ ونصيب ونعتذر للشعوب عن اخطاء قام بها اجدادنا تسببت هذه الاخطاء بالكثير من المصائب لشعوب المنطقة ، لقد قتل مئات الالاف وشرد الملايين من البشر وقامت الفتن والحروب الاهلية نتيجة هذه الاخطاء الا يستحق كل هذا اعتذار
5- انني ارى ان اول خطوة في الاصلاح هي الاعتذار عن اخطاء الماضي وما دمنا رافضين لعملية الاعتراف والاعتذار عن اخطاء الماضي فنحن بعيدين عن الاصلاح بعد الشروق عن الغروب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات