أفرز المجتمع الأردني بعد انهاء (خدمة العلم) جيلاً مائعاً يسمى بجيل (الطنطات) مع كل الإحترام والتقدير إلى افراد المجتمع الأردني وفي مقالتي هذه لا أعمم بل أتحدث عن بعض ما نراه في شوارعنا وبيئتنا الأردنية المختلفة .
خدمة العلم كانت من أنبل واسمى اللاحظات التي مر بها شبابنا وصنعت الرجال وعلمتهم الخشونة والمهابة واحترام النظام والقيام المبكر من النوم وزرعت فيهم حب الإنتماء والولاء للعلم الأردني .
عندما أرى في الجامعات الأردنية وغيرها من المؤسسات التعليمة والمدارس الحكومية العديدة ، لا أرى سوى جينز ساحل وشعر له مسميات كثيرة لا حصر لها والأغرب من ذلك أرى بعضهم يحف حاجبيه ليظهر بالصورة الأنيقية أمام الفتيات كما توحي له عقليته .
وهنالك سؤال يطرح نفسه دائماً مادة التربية الوطنية التي تدرس في الجامعات الأردنية والمدارس الحكومية عبارة عن مادة نظرية فقط والجميع ينجح بها تتحدث هذه المادة عن الدستور الأردني وعن سايكسبيكو ، مساحة الأردن دائرة المطبوعات والنشر وعن كثير من الأمور التاريخية الهامة .
جيداً أن نعلم ابنائنا عن كل هذه المعلومات الطيبة ولكننا في حقيقة الأمر بحاجة إلى ثلاثة أشهر في مركز التدريب (91) خو لصقل خشونة العيش ومهارات الميدان ونخرج بجيل فتيك وجيل حلاقة الصفر ، وشنتة الكتان وتلميع الحذاء وطابور الأركان والمسيرات الليلة في الصحراء وتأهيل البدني وفك وتركيب (الميم 16 ) والرماية كل هذه الأمور بحد ذاتها قادرة على تنشئة جيل قادر على اجتياز المرحلة، مع جاهزية الإنطلاق والتعبئة في ظل الظروف الراهنة ،،،، فلا بد من صناع القرار الأردني التوجه لهذه الخطوة الهامة على حد تعبيري (وَأَعِدُّو اْلَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60) الأنفال
فمن هذا المنطلق ومن هذه الأية القرآنية الشريفة نحن اليوم بأشد الحاجة إلى نهج واضح المعالم لقيادة شباب الأمة نحو الأبداع والتميز وحب الوطن ليس بالنظر إنما بالفعل والعمل .
والقدرة على تأهيل الشباب الأردني بشكل أكثر فاعلية وليكن متطلب جامعي بالتعاون مع القوات المسلحة الأردني أو متطلب مدرسي بعنوان (مهارات ميدان 1) ثم (مهارات ميدان 2)وعلى أن يكون مادة اجبارية .