دروس في الادارة والإنتماء


هكذا هي الادارة
الأسد يقود أسودا

في زيارة لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتّحدة حاكم دبي رعاه الله الى الصين قبل اربع سنوات سُأل سموّه عن الحكمة في دعمه للقيادات الشابّة في الدولة فاجاب سموّه بأنّه يدعم ويُشجّع الشباب على العمل والتعلّم ليكونوا قادة المستقبل لذلك فهو يحبّ ان يرى هؤلاء الشباب قادة المستقبل وقد دعموا الأجيال من بعدهم اي انْ يكونوا أسودا لقيادة أسودا من بعدهم وهكذا .

كم هي جميلة وتنمّ عن خبرة في الادارة الرشيدة تلك الحكمة فهي تدلّ بداية على الإنتماء للبلد وثانيا هي درب من دروب الإيثار ونكران الذات وعدم التفرّد في الحكم بل الإيمان بالعمل الجماعي المشترك وهو ما يُطلق عليه التفكير التعاوني(cooperative thinking) إنّ هذه الحكمة تدلّ على قوّة شخصيّة قائلها وعلى ثقته بشباب بلده والطاقات الكامنة فيهم وقدرتهم على تولّي زمام القيادة مستقبلا لحماية وطنهم والمحافظة على ثرواته ومقدّراته والمكتسبات والإنجازات التي تحقّقتْ ومازالت عجلة التقدّم تسير بخطى ثابتة نحو العُلى .
ومن يرى الإنجازات المتحقّقة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأربعين سنة الماضية وفي كل الإمارات السبعة يُدرك ان بالاموال فقط تُبنى الدول وتتحقق الإنجازات وإنما إضافة للإمكانات الماليّة هناك الإنتماء والمؤسسيّة والمرونة في التعامل مع المستثمر والحزم والعدالة مع الجميع في تطبيق القوانين إضافة لحسن التخطيط لسنوات طويلة ولمصلحة الوطن والمواطن ولا يمكن تناسي الجانب الإجتماعي للمواطنين وللأسر وحاجاتهم المختلفة من طبابة وتعليم وسكن وتأهيل واهمها إحتياجات ذوي الإحتياجات الخاصّة لدمجهم مع المجتمع ضمن خطط تدريبيّة وتأهيليّة مدروسة ومبرمجة مع ما تحتاجه تلك الخطط من تقييم وتطوير باستمرار لتحقيق التنمية المستدامة في كل القطاعات .
إنّ تحجّج الحكومات لبعض الدول بنقص الأموال لتطبيق الخطط هو مبرّر الحكومة الضعيفة التي تترك الفاسدين ينهبون ثروات البلد وخيراتها ويعتدون على حقوق المواطنين دون حساب او عقاب فكيف لتلك الحكومات ان تطلب من مواطنيها تطبيق القوانين سوى على الغلابة والفقراء والمعوزين فكيف يستطيع هؤلاء المشاركة في بناء الوطن بكل إخلاص وانتماء .
كثيرون من يتبجحون ويقولون ان حضارة الدولة الفلانيّة من ورق وبدون مقومات حضاريّة وذلك هو قول الضعفاء غير القادرين على الحفاظ على تراثهم ومقدّرات بلدانهم وكيف بالدول التي بها شعوبها ولديها ثرواتها ومياهها وصحرائها وجبالها وتراثها ألا تستطيع تلك الدولة ان تملك حضارة الآن وفي قادم الأيام خاصّة إذا استغلّت إمكاناتها وقدرات ابنائها لتكون مميّزة بين الدول وتصبح هدف العالم وحلم أيّ إنسان لرؤية ذلك البلد من أجل العمل أو الإستثمار أو السياحة والتسوّق وإذا كان التميّز لا يُقاس بعدد الوافدين للعمل به أو بحجم المشاريع الإستراتيجيّة المُنجزة أو بحجم السياحة المُتعاظمة في كل الفصول أو بتطوّر التنمية البشريّة والتعليم والتدريب أو بتحسين وتطوير الخدمات الصحيّة والتعليميّة والإجتماعيّة أو بتطوير التشريعات وتحديث الخدمة الإلكترونية عبر أأتمة المعاملات في كل المرافق الإداريّة والفنيّة والقانونيّة فبماذا إذا تّقاس الحضارات في بداياتها وكيف تصنع الحضارات هل هي فقط بالوراثة أم بالمحافظة على مقوّمات تلك الحضارة وتنميتها وإيجاد معالم لحضارة جديدة تعبّر عن المكان وصاحب المكان والزمان ليتوارثها الناس جيل بعد جيل.
وإذا كان مسؤولي الدولة يخافون على وظائفهم ولا يقومون بنقل المعلومات والمعرفة لغيرهم ولا يؤمنون بالعمل من خلال الفريق وبروح تعاونيّة فكيف يكون هذا الموظّف أسدا وكيف سيعمل ليكون معاونيه أسودا إنما يكون ذئبا يقود ارانب.
وعلى المسؤولين والموظّفين في جميع الدول العربيّة أن يكونوا أسودا ويعملوا على أن يكون زملاؤهم ومساعديهم أسودا كذلك ليرفعوا من شأن بلدهم وتلك هي دولة الامارات العربية المتحدة ودبي درّتها خير مثال.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
24/7/2012



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات