بركان دمشق و زلزال سوريا


يخوض الجيش السوري الحر منذ ثلاثة أيام معارك توصف بالضارية في أحياء الميدان والتضامن والزاهرة ونهر عيشة ومنطقة جسر المتحلق الجنوبي فيما إمتدت هذا اليوم الى حي القابون وشارع بغداد في قلب العاصمة دمشق، يتزامن ذلك مع ورود انباء عن تصعيد عسكري ينفذه الجيش الحر في مختلف المناطق السورية خاصة في ريف حلب والذي اعلن سيطرته على 80% من تلك المناطق.
إن انتقال القتال الى العاصمة السياسية للنظام يقدم العديد من الدلالات والاشارات الإستراتيجية، ومن أهمها تزايد عديد وعدة الجيش الحر أفقيا وهذا يظهر جليا من إتساع الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها أو يقاتل فوقها، وتزايد القوة العامودية للجيش الحر وهذا ايضاً يظهر من خلال العمليات النوعية وتطور قدراته التخطيطة ،فما يجري في دمشق الآن هو نقلة نوعية في الفكر العسكري وإدارة العمليات لدى المخططين العسكريين في الجيش . كما يظهر في المقابل تراجعاً في إداء الجيش السوري النظامي والذي يبدو عليه الإرهاق وتشتيت الجهد وعدم وجود إستراتيجة عملياتية تقود الى تحقيق الأهداف الإستراتيجة، ولتغطية هذا الفشل الإستراتجي ، إعتمدت قوات النظام الاستخدام المفرط للقوة ضد أهداف لينة ، كما عمدت الى الاشتباك عن بعد مستخدمة الطائرات العمودية والأسلحة الثقيلة والتي لا تتوفر للجيش الحر وليتجنب الإشتباك القريب حتى لا يسمح بعمليات انشقاق سواء على مستوى الوحدات الصغيرة أو على مستوى الأفراد.
حتى يحقق الجيش الحر" الذراع العسكري" للثورة السورية مزيداً من الانتصارات تساهم في تحقيق الهدف الإستراتيجي للثورة والذي يتلخص في إسقاط النظام، فعليهم أن يطوروا عملياتهم العسكرية لتغطي الجفرافيا السورية وبشكل متزامن لتشتيت جهد قوات النظام ، كما عليهم أن يركزو على منطقة إدلب وريفي حلب وحماة وحمص لتكون منطقة عازلة تنطلق منها العمليات العسكرية الرئيسة مستقبلا وتشكل هلالاً يحيط بمنطقة العلويين يحول دون إنشاء كانتون علوي يمهد لتفتيت الدولة السورية، كما عليهم أن يركزو على ريف درعا ليجعلوا منها منطقة عازلة ثانية تستخدم كمنطقة حشد للقوات المنشقة لتعمل على إحاطة دمشق والتواصل مع الجيش الحر الذي يعمل بداخلها من أجل تحقيق الهدف الإستراتيجي،وهذا لن يتحقق الا من خلال إعادة تنظيم الجيش الحر وتزويده بالسلاح الضروري بحيث يسمح التنظيم والتسليح بتحقيق المهام القتالية .
كما على قوات الجيش الحر التي تقاتل داخل مدينة دمشق أن تحضر نفسها مادياً ومعنوياً لخوض عمليات قتالية في المناطق المبنية وهي عمليات ذات طبيعة خاصة تتميز بعنف الاشتباكات وقرب المتقاتلين والخسائر الكبيرة ،والحاجة الى أسلحة م/د والمعدلات العالية لإستهلاك الذخيرة ، وإمكانية حدوث عمليلت تطويق للقوات المدافعة خاصة في ظل تفوق قوات النظام بقابلية الحركة وقوة النار.تحتاج قوات الجيش السوري الحر الى نقل معركتها الى أحياء جديدة لتشتيت جهد قوات النظام وتعقيد مهام القيادة والسيطرة، كما عليها أن تنفذ عمليات جريئة ضد أهداف منتقاة لها رمزيتها السياسية والبعسكرية.



تعليقات القراء

متابع
هذا امر عمليات وليس مقال علية طابع عسكري وكثر المحققين اسقط العراق ، الامور في سوريا هي جر العصابات لنعرفة نواياها والاجهاز عليها ولو فيك فايده ما تركوك من الجيش
18-07-2012 06:09 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات