في زمن لايخاف فيه الخائفون من الله بتجرئهم عليه فيصعدون على المنابر ويهتفون بأعلى أصواتهم والدموع تذرفهم من اعينهم لا لعقوق الوالدين ولا لقطع الارحام ولا لسوء الجوار ولا لتفكيك الأسر أصواتهم بحت وعيونهم احمرت وأفكارهم عرضت . لا أدري في أي زمن نحن ... نحن في الزمن الذي أخبر عنه الأمين قبل مئات السنين فقال : سيأتي زمان على أمتي يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق...
لا تعجب فذاك يصعد على المنبر وعلى خلق الله يدجل وهذا يهتف الله أكبر وآخر ينادي حي على الجهادي.هؤلاء قلوبهم من ذكر الله فارغة وألسنتهم ماضيه وعقولهم ضالة وقلوبهم مطبوع عليها . ألا يتفكرون ومن غيرهم يعتبرون ... عجبت منهم كيف يأمرون بالمعروف ولايأتونه ... وينهون عن المنكر وكل صباح ومساء يأتون اليه . ليت أمي تدري ماذا أقول ! وليت أبي يعي عن ماذا أتحدث ! زمن كثر فيه الهرج بلا سبب وأحتلت فيه أرض بلا دليل ويتم فيه أطفال بلا ذنب وقتل فيه الأبرياء بلاموعد . كيف ولماذا وما السبب ؟! لا أحد يدري ... في الزمن المتعفر بحفنات التراب عرفت ما السبب قلت الأدب مع الله وكثرة الأفتراء عليه من هؤلاء المداهنون لحاهم طولية وثيابهم قصيرة وكلماتهم عذبة . كيف يمشون على أرض الله وينطقون بكلام الله ويمهدون الطريق بسنة رسول الله ... يتكلمون عن انفاق المال في سبيل الله والمال أحب إليهم من أبناءهم وأباءهم وزوجاتهم ... بل حتى أكثر من أنفسهم . الأمه لن تنتصر ما دام فيها الكثرة الكاثرة من هؤلاء المنافقين. الايستحون من النفاق ... كفاكم نفاقا يا منافقين . وعن منبر رسول ادعوكم ان تهبطوا ... انتم يا اصحاب اللحى البيضاء قلوبكم سوداء ... وعلاقتكم مع الله كما حددتموها انتم بنفاقكم غبراء ..! الاتخجلون ... وعلى أكتافكم ملائكة مسجلين ... الا تفكرون ... الا تدرون بان الحسم قادم لا شك فيه ... اتقوا الله من صميم انفسكم ... وكفاكم دجلا وكذبا على الله وخلقه .........

بقلم : محمود العايد