مجازر النظام السوري


إنقضى سبعة عشر شهراً على إنطلاق ثوررة الشعب السوري العظيم"ثورة الحرية والكرامة"، ولا يزال العالم متخبطاً وغير قادر على توحيد مواقفه تجاه ما يجري على الأرض السورية من أعمال قتل وإغتصاب ممنهجين من قبل قوات النظام وشبيحته بحق أناس عزل الآ من إيمانهم بغد مشرق وبعض افراد الجيش السوري الحر الذي قطع على نفسه عهداً بالدفاع عن أهله وصون أعراضهم بما تيسر له من عناصر القوة المادية والمعنوي.
إعتمد نظام البعث منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي السوري الحل الأمني مبرراً إجراءاته تلك بوجود عصابات مسلحة،ولا يزال النظام المسخ يعتمد تلك الأكذوبة الساذجة والتي لم تعد تنطلي على أحد ليبرر إستمراره في قتل مناوئيه ومعارضيه والمطالبين بالحرية والكرامة.
تحول نظام الأسيد من الحل الأمني الى الحل العسكري بعد زيارة وزير الخارجية الروسي مصطحباً معة مدير الاستخبارات الروسية في شهر أيلول من العام الماضي( والذي يبدو أنهم نصحوه بالتسريع في القضاء على الثورة )،على إثر ذلك زج نظام البعث(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) بجيشه(حماة الديار) أبطال الجولان وتل الزعتر ومسحرة وسعسع، للقضاء على الثورة دون تحديد إطار أخلاقي لتعاملهم ،فأعتمد حماة الديار كل وسيلة وكل فرصة متاحة لتنفيذ (أوامر بول بوت سوريا)،لم يكتفي النظام السوري بزج جيشه الذي سطر انتصارات حرب تشرين المزعومه (ولولا وصول القوات الأردنية والعراقية وتموضعها للدفاع عن دمشق ولو ترك أمر الدفاع عنها لحماة الديار لداس روفائيل إيتان بحذائه النجس تراب عاصمة الأمويين الطاهر)،فعمد الى إستخدام الشبيحة (الزعران) وهم إما مسجونين سابقين أو طلائع بعث مغرر بهم أو من شباب العلويين الموتورين ،يضاف الى ذلك إذا ما تم تأكيد ما ورد في وسائل الإعلام خمسة الآف مقاتل( ثلاثة الآف من الحرس الجمهوري الإيراني،ألف وخمسمائة من حزب الله وثلاث مائة من مقاتلي حركة أمل ومئتين من مقاتلي الحزب التقدمي السوري الاجتماعي) (مهمتهم قتل عناصر الجيش السوري المترددين في إطلاق النار على المتظاهرين)، وقد أظهر ذلك تعامل الجيش السوري جلياً في كل المدن والقرى السورية، من درعا جنوباً الى جسر شيخون شمالاً ومن دير الزور شرقاً الى اللاذيقية وريفها غربا، مروراً بدمشق وحمص وحماة وحلب...................................حيث لم تنجو مدينة أو قرية سورية من جرائم النظام.
إن عقد مقارنة بين (بول بوت سوريا وجيشه حماة الديار) وبين جرذ ليبيا وكتائبه نجد أن النظام السوري قد تفوق على نظام القذافي في إرتكابه للجرائم والمجازر رغم بشاعة وبربرية نظام القذافي، فبدءً من المسجد العمري في درعا مروراً بتعذيب وقتل الطفل حمزة الخطيب والتمثيل بجثته وقتل ابراهيم القاشوش وقطع حنجرته وإلقائة في نهر العاصي ، تبقى مجازر جسر الشغور وبابا عمرو واللطامنية والحولة والقبير وأخيراً قرية التريمسة في ريف حماة شاهدة على وحشية هذا النظام وتخاذل وتواطئ النظامين العربي والدولي.
سيجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث الملف السوري من جديد وليناقش مشروعي قرار ألأول مقدم من روسيا الناطقة بإسم النظام السوري والمدافع عن جرائمه، والثاني من أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمطالب بتنفيذ خطة عنان تحت البند السابع الفقرة 41 التي تنص على عقوبات سياسية وإقتصادية،لن يخرج مجلس الأمن بأية قرارات توقف حمام الدم والمجازر، فقط ستقدم هذه الاجتماعات مزيداً من الوقت ليواصل هذا النظام البربري مزيداً من الوقت ليواصل هوايته في القتل والتعذيب والإغتصاب وإمتهان كرامة الشعب السوري.
إذا اراد العلم الحر الذي يدعي الدفاع عن حقوق الانسان عليه إتخاذ قراره خارج مجلس الأمن، بتوجيه إنذار الى هذا النظام الجبان أن يتوقف عن قتل شعبه والآ سيواجه حملة عسكرية غير مسبوقة، مع الشروع في إنشاء مناطق آمنة وممرات إنسانية وحظر جوي، ولن تكون ردود حماة الديار؟ وقادتها أكثر جراءة من ردودهم على الانتهكات الاسرائيلية للأجواء السورية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات