رسالة من (تريسمية) الى مهرجان جرش


في مهرجان جرش القائم حاليا في الأردن .. تسلق شيء (يشبه الرجال أحيانا) أعمدة جرش الرومانية وسار على أحجاره الشامخة بحذائه المصنوع للرقص فقط وصولا الى المنصة الرئيسية وقفز عن ارتفاع شاهق لكي يحظى بلقاء المغنواتي، فكان المشهد عاطفيا ومؤثرا للجمهور الراقص وفرقة حسب الله وربما بعض الأشياء التي تمتهن البكاء طريقا للحصول على الخبز.

لو صمت الجمهور قليلا وتم تثبيت السكون للحظات لوصلت صرخات حرائر سوريا وفلسطين والعراق الى مسامعهم ولأدركوا أنهم مجرد مشاريع أموات تنتظر المقصلة لكي تفرغ من تنظيف مسنناتها من بقايا اللحم الآدمي الذي تعربش عليها من معارك قتل الكرامة العربية في كل البقاع.

في الأمس تماما كان هناك 250 شهيدا وشهيدة في المذبحة الألف للنظام السوري ( مذبحة تريسمية) يعلنون براءتهم من كل الصامتين قبل القاتلين ويعلنون قرفهم من كل الغائبين عن ساحات العز وخلق الحرية،.. وفي الأمس تماما سقطت الوجبة المفروضة يوميا لشهداء فلسطين تحت القصف الصهيوني حين حاولوا إعادة بوصلة الثورة باتجاه القدس.

ليس وحده (الشاب الوطواط) الذي قفز الى حضن المغنواتي ليحظى بضمه أو ربما بركلة.. بل جميعنا تمترسنا خلف الراقصين السياسيين الذين اوجدوا لنا ألف سبب لنصمت ونرقص ونغني في انتظار (غودو).. وحتى القابعين على شاشات التلفاز لا يغفر لهم وهم يعدون ضحايا المجازر وينتظرون المعجزات لتحرير فلسطين و سوريا و العراق.. فهؤلاء الحرائر التي اغتصبن في سوريا هن حرائرنا وهؤلاء الأطفال الذين قتلوا في فلسطين هم أبناؤنا وهؤلاء الشيوخ الذين سحلوا في بغداد والأحواز العربية هم شيوخنا.

كيف استطعنا غض الطرف عن شمالنا أو عن غربنا أو عن شرقنا فكل الاتجاهات محتلة ومغتصبة ومن يقطن فيها هم أهلنا وامتدادنا وشعبنا..؟!، أم أننا أدمنا البلاهة حين ارتكنا الى تركيبتنا الداخلية فوجدنا الخوف والذل والاستكانة وكأنها صناعة عربية بامتياز إن سقطت ( هذه الصفات) سقطت عروبتنا.. لا يا سادتي فهذه الأشياء إن سقطت فستسقط كل الطغاة من أبناء صهيون الى هدهد الشام الى معمم بغداد وستسقط كل الحدود المرسومة بالأحبار الزائفة.

قد حان الوقت أو ربما لم يتبقى إلا القليل من الوقت لكي نعلن أننا ما عدنا قطعان تنتظر الجزارين لكي تتجاوزنا الى مناطق أخرى من الوطن العربي اقل حظا منا في البقاء.. فالشعب العربي واحد مستهدف على دينه وعروبته.. وجزار الشام ليس إلا قصاب يعمل لدى المشروعين بل لدى المشروع الصهيوني الفارسي الواحد لإفراغ ما تبقى من كرامتنا في أحواض التدوير البيئي.



تعليقات القراء

علا
الله يجزيك الخير استاذنا الفاضل ...ربما ينطبق علينا قول ((الراقصون على جراحهم))وسيأتي اليوم الذي نقول فيه (((أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض))....رحمتك يارب
14-07-2012 11:44 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات